20.9 C
تونس
20 سبتمبر، 2024
غير مصنف

روايات متضاربة حول مقاييس اختيار المدرب المساعد: هل القادري هو من يختار أم الجامعة تنفرد بالقرار؟

الرياضية – هاني إبراهمي

وجدت الجامعة التونسية لكرة القدم ضالتها في كل من علي بومنيجل وسليم بن عاشور ليعززا الإطار الفني للمنتخب التونسي ويشغلا منصبي مساعدي الناخب الوطني الحالي جلال القادري، خاصة أن مبارتي الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم قطر 2022 أمام مالي على الأبواب وهو استحقاق هام نظرا لسمعة المنتخب التونسي وحتى البلاد على المستوى الدولي في صورة تحقيق التأهل للمونديال وتتويجا لمجهودات هذا الجيل من اللاعبين الذين يطمحون بكل تأكيد للظهور في العرس العالمي، زد على كل ذلك، شعب متعطش للاحتفال بانتصارات منتخب خذله مؤخرا في الكــان.

وقبل أن يفصح المكتب الجامعي عن هذين الاسمين، تداولت عديد الأخبار في الكواليس خلال الفترة الماضية بخصوص بعض الأسماء المرشحة لنيل شرف الانضمام للإطار الفني للمنتخب، كعثمان النجار وأنيس البوسعايدي ومحمد الساحلي ومحمد المكشر وأنيس بوجلبان على سبيل الذكر وليس الحصر، لكن الاختيار النهائي من قبل القائمين على شؤون كرة القدم التونسية حصل على بومنيجل وبن عاشور الذين لا تربطهما أي علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالقادري هو ما يطرح عديد نقاط الاستفهام عن معايير اختيار المدرب المساعد وعن الأطراف التي تتولى اختياره بدلا من المعني الأول بالأمر وهو جلال القادري.

الخبرة والتجربة شرطان أساسيان

ويبقى السؤال المطروح في هذا الصدد، هل أن اختيار المدرب المساعد لنسور قرطاج قد كان  من منطلق القيمة الفنية وتجاربه السابقة أم أنه من منطلق حظوته لدى المكتب الجامعي وخاصة رئيس الجامعة ومطالبه المادية الضئيلة؟ وهل أن جلال القادري هو من اختار أم أن الجامعة انفردت بالقرار ؟

سؤال يجيب عنه اللاعب الدولي السابق المتوج بكأس أمم افريقيا سنة 2004، زياد الجزيري في حديثه مع الرياضية، بالتأكيد على أن المدرب المساعد في المنتخب الوطني التونسي يجب أن يمتلك الحد الأدنى من الخبرة والتجربة ليكون قادرا على منح الإضافة وإفادة اللاعبين من كل النواحي وأن الانضمام للإطار الفني لمنتخب بحجم تونس ليس هدية تمنح لأيً كان وإنما هو استحقاق وجدارة في المقام الأول.

ويقول الجزيري ان هذا المنصب بالذات صلب المنتخب يجب أن يشغله شخص يتمتع بالذكاء والفطنة ويكون قريبا من اللاعبين باعتباره سيكون في تعامل مباشر مع كافة المجموعة بشكل يومي في التربصات والمباريات أكثر حتى من المدرب الأول، وأن طريقة الاختيار بحد ذاتها يجب أن تكون مشتركة بين المدرب الأول الذي سيتعامل بشكل يومي مع مساعده والمكتب الجامعي أيضا، فتعدد الآراء واختلافها لا يفسد للود قضية، بل أنه قد يكون السبيل الأمثل للحصول على اختيار صائب، مضيفا في ذات السياق أن مصلحة المنتخب في الوقت الحالي تقتضي التفاف الجميع حوله واتخاذ القرارات المناسبة للحصول على النتائج المرجوة فيما بعد.

وتقول الزميلة الصحفية نعيمة ساسي في حديثها مع الرياضية ان اختيار المدرب المساعد يجب أن يكون من منطلق الشهائد التدريبية التي بحوزته، وتجاربه السابقة سواء مع الأندية أو المنتخبات، خاصة منها التجارب في المسابقات الإفريقية أو الإقليمية على الأقل لكي يكون على دراية كاملة وشاملة بمثل هذه المباريات المصيرية (الدور الحاسم من التصفيات) وكل ما يحيط بها من استعدادات وتحضيرات مشيرة في الآن ذاته إلى أن المنتخب لا يملك ماضيا مشجعا مع المباريات الفاصلة حيث لم ينجح في بلوغ كأس العالم في كل مرة تكون فيها التصفيات بنظام الدور الحاسم وآخرها سنة 2014 أمام منتخب الكامرون.

القادري مطالب باختيار مساعده

محدثتنا أشارت كذلك إلى أن مسألة اختيار اسم المدرب المساعد من المستحسن أن تكون من طرف المدرب الأول مباشرة ودون وساطات، لكي يحصل التناغم والتفاهم في العمل بينهما مستقبلا ولو أن جلال القادري شخص محترف وعلى قدر كبير من دماثة الأخلاق ولن يرفض أحد الأسماء حتى ولو فرضت عليه ولم تتم استشارته في ذلك ، ولكن يبقى من الأجدر أن تكون هوية المدرب المساعد مقترحا من الناخب الوطني لمنحه حيزا من حرية الاختيار وهو ما سيترتب عنه تناسق وانسجام في العمل اليومي بين المدربين وتتوفر بذلك كل ممهدات النجاح ومتطلبات الوصول بالمنتخب للمشاركة السادسة في تاريخه في أكبر حدث كروي عالمي وهو كأس العالم.

ويقول وكيل اللاعبين سليم بولصنام في حديثه للرياضية ان اختيار مساعد مدرب للمنتخب الوطني فيه أفضلية من ناحية الاستقرار لأي مدرب بما أن الجامعة مستقرة من الناحية المادية وقادرة على الإيفاء بتعهداتها تجاه المدربين عكس بعض الأندية وأكبر دليل على ذلك هو بقاء جلال القادري منذ أن كان مساعدا وصولا لمركز المدرب الأول، وأن هذا المنصب، خاصة ان كان في منتخب بحجم المنتخب التونسي في شمال أفريقيا والقارة السمراء، هو طموح لأي مدرب ولسيرته الذاتية بما أن المنافسات الثانوية ككأس افريقيا للمحليين وغيرها عادة ما يخوضها المنتخب بالمدرب المساعد وهي فرصة لأي كان لإظهار إمكاناته، حسب قوله.

ويضيف بولصنام أن اختيار المدرب المساعد في الاطار الفني للمنتخب يجب أن يكون من صلاحيات المدرب الأول كما يؤكد محدثنا على ضرورة أن يكون الاختيار لجلال القادري لأنه هو من سيعمل معه وسيشاركه كل الاختيارات الفنية بالإضافة للنظرة المستقبلية لاستحقاقات المنتخب التونسي لكي يكون العمل على أسس صحيحة وناجعة مستقبلا.

لا سبيل لتكرار الفشل السابق

وتحدث المدرب مختار الطرابلسي للرياضية في هذا الموضوع قائلا ان رئيس الجامعة فشل في اختياراته سابقا للمدربين حيث أشرف على تدريب المنتخب 10 مدربين في عشر سنوات وهو ما تبين لاحقا في النتائج التي حققها منتخبنا في النسخ الفارطة من كأس أمم إفريقيا، مشيرا إلى مثال المنتخب السينغالي الذي يعتمد على آليو سيسي وإطاره الفني منذ عديد السنوات إلى غاية النجاح في التتويج بالكان في نسخة الكامرون الأخيرة.

الطرابلسي أضاف أيضا أن الجامعة كانت مطالبة بترك حرية الاختيار للمدرب الأول بشكل تام، لكي لا يتكرر الفشل من جديد وأنه يجب وضع استراتيجية واضحة يتولى من خلالها كل فرد مسؤولياته كاملة دون السطو على صلاحياته غيره وأن المكتب الجامعي لا يمكنه اختيار المدرب المساعد إلا اذا كان المدرب الأول أجنبيا وأراد جلب إطار فني كامل غير تونسي، عندها يجب التدخل وفرض مساعد تونسي لكي يؤمن عملية الاستمرارية في صورة مغادرة بقية الإطار الفني من الأجانب وتلك هي الحالة الوحيدة التي تسمح لرئيس الجامعة ومن معه بالانفراد بالاختيار. كما تطرق الطرابلسي إلى الموضوع من زاوية التوقيت بما أن الفترة الحالية حساسة بعض الشيء في الوقت الحالي وتفرض التشاور بين المدرب الأول ورئيس الجامعة للاتفاق على اسم قادر أن يشغل هذه الخطة ويقدم الإضافة في فترة قصيرة فرضها الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم قطر 2022.

آخر الأخبار