17.9 C
تونس
24 نوفمبر، 2024
غير مصنف

فيليبي كوتينيو.. معاناة ثم أمل وجيرارد الحل

الرياضية – هاني ابراهمي

جدد النجم البرازيلي فيليبي كوتينيو العهد مع البطولة الانقليزية، بانضمامه إلى أستون فيلا على سبيل الإعارة قادما من برشلونة خلال فترة الانتقالات الشتوية التي انتهت منذ أيام وانتهت معها “معاناة” الموهبة البرازيلية ولو مؤقتا ربما باعتباره سيلعب إلى غاية نهاية الموسم في البريميارليغ أملا في أن يفعّل فريقه الجديد بند أحقية الشراء في عقده وينقذه من جحيم النادي الكاتالوني الذي كانت كل فتراته فيه متواضعة جدا من حيث المردود والأرقام والمشاركات وحتى حضوره الذهني والبدني، بشهادة أغلب الملاحظين الذين أيقنوا بأن هذا اللاعب قد عانى من أزمة تلو الأخرى، هناك في اسبانيا.

معاناة في برشلونة وأمل أخير في أستون فيلا

ليست المرة الأولى التي يعاني فيها فيليبي كوتينيو من أزمة واضحة تخص مستقبله في كرة القدم، بالأخص من بعد الانضمام لصفوف برشلونة في شهر جانفي 2018، بما أنه سبق له أن عاش أزمة هوية عقب اللعب لعملاق اسبانيا ورحل في إعارة لبايرن ميونخ استرجع فيها بعضا من توازنه، لكنه عاد منها لحالته السيئة في النادي الكتالوني فأصبح بمثابة الكابوس بالنسبة إليه.

وسبق لكوتينهو أن عانى في صفوف إنتر سنة 2011 و 2012 بعد تألقه في البرازيل، وأخرج نفسه من ذلك بتألق مؤقت مع إسبانيول وانفجار واضح في ليفربول بداية من 2013، كما تجلت معاناة البرازيلي أيضا مع منتخب بلاده السيليساو الذي لم يسجل بقميصه أي هدف منذ شهر أكتوبر من سنة 2020، لكنه كسر صيامه في اللقاء الأخير أمام الباراغواي.

وكان كوتينيو بعيدا عن التشكيلة الأساسية لبرشلونة منذ بداية الموسم الحالي، وفي النصف الأول من الموسم شارك في 16 مباراة مع البلاوغرانا في مختلف المسابقات، منها 5 كأساسي لم يكملها لنهايتها وشارك بديلا في 11 مواجهة، سجل في جميعها هدفين فقط ولم يقدم أي تمريرة حاسمة.

ويعتبر انتقال كوتينيو لأستون فيلا بمثابة الأمل الأخير له لإنقاذ مسيرته والعودة للتوهج خاصة أن عامل السن سيكون مؤثرا لا محالة مع اقتراب تخطيه حاجز الـ30 ربيعـــــا وهو السن الذي تبدأ فيه اللياقة بالتراجع شيئا فشيئا عند أغلب لاعبي الساحرة المستديرة باستثناء بعض الفلتات الكروية كإيبراهيموفيتش وميسي وكريستيانو رونالدو.

صداقة جيرارد مفتاح نجاحه

ويمر النجم البرازيلي بحالة استثنائية منذ انتقاله للعب تحت قيادة زميله السابق في ليفربول، ستيفين جيرارد الذي يتولى تدريب أستون فيلا، اذ لم ينتظر كوتينيو كثيرا حتى وضع بصمته الأولى مع أستون فيلا، فنجح في أول مباراة رسمية له أمام مانشستر يونايتد في الخامس عشر من الشهر الماضي في تسجيل هدف وصناعة آخر، رغم أنه قد دخل أرضية الميدان كبديل في الشوط الثاني من ذلك اللقاء.

وحجز اللاعب مكانا له كعنصر فعّال في تشكيلة أستون فيلا منذ لقاء المان يونايتد ليخوض مواجهة فريقه أمام ايفرتون في الثاني والعشرين من جانفي كأساسي في التشكيلة التي وضعها جيرارد، ليسجل بعدها هدفه مع منتخب البرازيل وعاد لهز الشباك بتسجيل الهدف الأول لفريقه، وصناعة الهدفين الآخرين لزميله جاكوب رامسي، في المباراة المثيرة التي جمعت أستون فيلا وليدز يونايتد، وانتهت بتعادل الفريقين 3-3 ضمن منافسات الجولة الرابعة والعشرين من الدوري الإنقليزي الممتاز.

والمتمعن جيدا في مسيرة فيليبي كوتينيو منذ بدايته إلى اليوم يلاحظ أن صداقته بستيفن جيرارد ربما قد منحته دفعة معنوية ونقاطا ايجابية من الناحية النفسية على الأقل في مسيرته، خاصة عندما انضم لصفوف ليفربول عام 2013 وأمضى معه عامين في نفس الفريق قبل أن يعتزل هذا الأخير كرة القدم.

صحيح أن تلك الفترة لم يحقق فيها ليفربول البطولات ورحل جيرارد بخيبة أمل عقب خسارة لقب البريمياريلغ انذاك، لكن كوتينيو كانت أوضاعه أفضل بكثير حيث حقق خلال تلك الفترة أهم إنجازات مسيرته الكروية على المستوى الفردي، وكان الأفضل في صفوف الريدز دون منازع عقب رحيل الأوروغواياني لويس سواريز.

ومما لا يدع مجالا للشك أن تأثير جيرارد في مسيرة كوتينيو كان عظيما بما أنه توهج من جديد معه في أستون فيلا رغم اختلاف دور قيدوم ليفربول ومنتخب انقلترا سابقا (من زميل له إلى مدرب له)، باعتباره أصبحت له صلاحيات أكثر لتأطير كوتينيو ووضعه في المركز الذي يناسبه على أرضية الميدان والتحدث إليه خارج الملعب بشكل أعمق.

مدرب أستون فيلا أثنى على النجم البرازيلي بعد مواجهة ليدز يونايتد في تصريحات نشرتها شبكة “بي بي سي” العالمية قائلا : “كان كوتينيو مميزًا الليلة، إنه بالتأكيد يقترب من مكانه عندما كان العالم كله يتحدث عنه”.

ولم يكتف بذلك بل أضاف في تصريحات أخرى نشرتها شبكة “ذو أثلتيك” الإنقليزية: “إذا كنت لا تحب مشاهدة كوتينيو، فعليك التوقف عن مشاهدة كرة القدم، لأن أداءه كان جميلًا للغاية”.

ويبدو أن نسمات البريمياريلغ تتماشى بقوة مع صاحب الـ29 ربيعا خاصة ان كانت مصحوبة بدعم جيرارد ومساندته له، وهو الذي تبدو حظوظه وافرة لكتابة تاريخ جديد له في مسيرته الكروية رفقة أستون فيلا الذي قد يكون هو نجمه الأول خلال الأسابيع والأشهر المقبلة، سعيا منه لإثبات علو كعبه وتفادي الضياع في الزحام كما حصل له سابقا وكل ذلك أملا في فك ارتباطه ببرشلونة بشراء النادي الانقليزي له نهائيا بحلول نهاية الموسم الجـــاري.

آخر الأخبار