الرياضية – هاني ابراهمي
حقق المنتخب الوطني التونسي العبور للنسخة المقبلة من كأس العالم التي ستدور بقطر، وذلك للمرة السادسة في تاريخه والثانية تواليا بعد النسخة الفارطة في روسيا ، لكن بعيدا عن لغة الميدان فإن عددا من اللاعبين مزدوجي الجنسية في مثل هاته الفترة سنة 2018 (أي قبل كأس العالم ببضع أشهر) تقرّبوا آنذاك للمنتخب عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو ربما حتى باتصالات خفية، ثم وقعت دعوتهم لخوض المونديال رغم أنهم ماطلوا المكتب الجامعي أكثر من مرة بخصوص اختيارهم تمثيل تونس على منتخبات أوروبية، ومثال ذلك المدافع يوهان بن علوان الذي يوضح كل شيء، وهذا الأمر قد يتكرر في الفترة المقبلة كذلك مع بعض اللاعبين الذين تغريهم كثيرا المشاركة في أكبر تظاهرة كروية في العالم بغض النظر عن اسم المنتخب الذي سيمثلونه.
ويبقى السؤال المطروح في هذا الصدد، هل أن كل لاعب يتقرب للمنتخب للمشاركة في المونديال يكون له ما يريد أم أن اللاعبين الذين جلبوا ورقة التأهل لهم الأحق بالمشاركة في العرس العالمي ؟
تعزيز صفوف المنتخب ليس هدية
سؤال يجيب عنه المدرب وجدي الصيد في حديثه للرياضية حيث يقول ان اللاعبين الحاليين الذين بذلوا مجهوداتهم وضحوا هم الأحق بالمشاركة في كأس العالم مع امكانية اضافة بعض اللاعبين الذين سيبرزون في الفترة المقبلة في بطولة الرابطة المحترفة الأولى، أما بالنسبة لمزدوجي الجنسية الناشطين في أوروبا ففيهم من رفض أو ماطل المنتخب الوطني سابقا لا يجب أن يكون له مكان مع هذه المجموعة حتى لو تقرب بطريقة أو أخرى، وفق تعبيره.
ويضيف الصيد أن الدعوة لتعزيز صفوف المنتخب ليست هدية تهدى لأي كان خاصة أن بعض اللاعبين يريدون خدمة مصالحهم الذاتية وليس خدمة لتونس وأن الولاء للوطن يكون قبل تحقيق الترشح للمونديال وليس بعد ضمان مقعد ضمن أفضل 32 منتخبا في العالم، مضيفا إلى ذلك مثال البرازيليين خوزي كلايتون وسيلفا دوس سانطوس اللذان أظهرا انتماءهما للمنتخب في الماضي وحتى الحاضر رغم أنهما لا يملكان أي أصول تونسية.
كما وجه وجدي الصيد نداء للجامعة التونسية لكرة القدم والإدارة الفنية بعدم دعوة أي لاعب لم يرغب في الانضمام للمنتخب سابقا فالانتماء للمنتخب الوطني لا يكون فقط في النجاحات، وأن المجموعة الحالية والروح القتالية التي يلعبون بها هي نقطة قوة المنتخب وهو ما يجب المحافظة عليه وعدم افساده بإقصاء لاعب من أجل عنصر أو عنصرين جديدان، مختتما حديثه للرياضية بالتأكيد على أن بلوغ كأس العالم هو ثمرة تعب وجهد اللاعبين الحاليين وهم الأحق بالظهور في هذا العرس العالمي الضخم.
ويقول اللاعب السابق للنجم الساحلي أنيس النصري في تصريحه للرياضية ان مباريات كأس العالم هي أمنية كل لاعب مع منتخب بلده لكن بعض الاشكاليات التي حصلت سابقا برفض بعض اللاعبين تدعيم صفوف المنتخب الوطني سواء بسبب بعض الظروف أو بعض المشاكل يجب أن تُؤخذ جميعها بعين الاعتبار لأن حجز الأماكن في رحلة نسور قرطاج إلى الدوحة يجب أن يكون باستحقاق وعن جدارة كاملة ولفائدة اللاعبين الجاهزين بدنيا وفنيا واللذين يخوضون مبارياتهم مع أنديتهم بانتظام وهو المعيار الأهم.
ويؤكد النصري أهمية التزام كل اللاعبين بهدف واحد في كأس العالم وهو تجاوز الدور الأول للمرة الأولى في تاريخ المنتخب الوطني التونسي وألا يكون هناك لاعبين يشاركون في المونديال بهدف تسويق انفسهم لأندية افضل من التي ينتمون إليها الآن ولخدمة أسمائهم وغاياتهم الذاتية، لأن المصلحة الجماعية تقتضي أن يفكر الفرد من أجل المجموعة وليس العكس.
ويشدد محدثنا على أن كل لاعب يفكر في مصلحته الشخصية ولا يهتم بإسعاد الشعب التونسي ولا يضحي من أجل اسم تونس لا يجب أن يدخل ضمن مخططات الإطار الفني لنسور قرطاج وعلى رأسهم المدرب جلال القادري.
ويقول اللاعب السابق للترجي الرياضي التونسي سامي العروسي في حديثه مع الرياضية في هذا الموضوع اننا لا نملك أي لاعب بجنسية تونسية في قيمة الفرعون المصري محمد صلاح أو النجم السينغالي ساديو ماني أو الجزائري رياض محرز ولذلك فإن الاستغناء عن دعوة أي لاعب لن يمثل خسارة للمنتخب فحتى المنتخب المغربي نجح في الوصول للمونديال دون نجمه حكيم زياش.
ويقول العروسي ان أي لاعب يريد تعزيز صفوف منتخبنا يجب أن يكون بقيمة فنية أعلى من اللاعبين الحاليين وبشكل واضح للعيان، أما من كان تقريبا في نفس مستوى اللاعبين الحاليين فإن دعوته لن تمثل أي إضافة خاصة في مسابقة بحجم وصعوبة كأس العالم الذي يحتاج خلالها المنتخب للاعبين ذوي مستوى محترم جدا.
ويصف سامي العروسي استدعاء لاعبين للمرة الأولى للمنتخب الوطني بمناسبة كأس العالم بمثابة التقليل من قيمة اللاعبين الحاليين وهضما لحقوقهم وظلما لهم، مشيرا إلى أنه يمكن للإطار الفني الاستعانة بلاعبين جدد بعد كأس العالم بتوجيه الدعوة لهم ومن سيرفض تلك الدعوة في ذلك الوقت سيكون قد أراد الانضمام للمنتخب فقط لخدمة نفسه بالمشاركة في كأس العالم فقط.
تنكّر للاعبين الحاليين
ويقول المدرب محمد المكشر، الذي كان في وقت سابق مرشحا لتولي خطة مساعد مدرب في المنتخب الوطني، في حديثه مع الرياضية انه ضد كل الخطوات التي تهدف إلى الاستنجاد بلاعبين جدد في المنتخب بمناسبة كأس العالم وذلك نظرا للاستحقاق الرياضي الذي يملكه اللاعبون الحاليون جميعا بمن فيهم الاحتياطيون بما أنهم هم اللذين ساهموا وتعاونوا جميعا على تحقيق هذا التأهل.
ويعارض المكشر فكرة ضم أي لاعب جديد خاصة من أولئك اللذين ربما قد ماطلوا الجامعة في وقت سابق، معللا اجابته بأن أي عنصر جديد في المجموعة سيحتاج إلى مدة زمنية معينة لكي يتأقلم مع الأجواء والمجموعة وهو أمر غير مناسب راهنا زمنيا خاصة إذا كان اللاعبون المتعودون بالمنتخب قد أدوا ما عليهم ولم تكن هناك أي مؤاخذات عن آدائهم بشكل عام باعتبار أن الهدف الأول وهو العبور للمونديال قد تحقق وعن جدارة.
ويضيف المدرب الحالي لنادي العين السعودي بأنه يجب الاقتصار على القائمة الموسعة للمنتخب واللاعبين الذين يعرفون جيدا الأجواء خاصة أن كأس العالم تظاهرة يجب أن يكون فيها الجميع فرديا وجماعيا في أقصى مستويات الاستعداد والحضور الفني والبدني والتكتيكي أيضا.
ويقول الصحفي بشير خلف الله في تصريحه للرياضية ان الأولوية في المشاركة في كأس العالم مع منتخبنا الوطني يجب أن تكون للاعبين الذين شاركوا في التصفيات واللذين هم موجدون في القائمة الموسعة وبعد ذلك اللاعبون الذين يمكنهم تقديم الإضافة بشرط ألا يكون أيا منهم قد رفض دعوة المنتخب التونسي في وقت سابق، مضيفا أن كل لاعب “ليس له سوابق في الرفض” سيكون مرحبا به.
وشدد خلف الله على أن لاعب ليس أساسيا في فريقه الحالي ولم يسبق له أن تقمص أزياء نسور قرطاج لا يمكنه أن يكون ضمن هذه المجموعة لأنه آنذاك سيكون سببا في ظلم لاعبين آخرين بذلوا جهودا كبيرة وساهموا في الترشح وتحقيق هدا الإنجاز، ومن غير المعقول أن يتم التعامل بسياسة المكيالين مع اللاعبين مهما كانت أسماؤهم، خاصة أن اللاعبين الحاليين قد تجاوزوا عديد الظروف الصعبة في التصفيات من مباريات في أدغال افريقيا ومباريات الكان وكل الظروف الصعبة التي رافقتها.
واختتم بشير خلف الله حديثه بالتطرق الى اللاعبين الصغار في السن من مزدوجي الجنسية التي تسعى بعض الأطراف إلى تسويقهم على أساس أنهم يمكنهم تقديم الإضافة للمنتخب الوطني مؤكدا أن هؤلاء لا يزال من المبكر جدا الحديث عنهم خاصة أن أغلبهم لم يلعبوا اي مباراة مع الفريق الأول في أنديتهم ولم يثبتوا بعد امكاناتهم الحقيقية مما يخول لهم أن يكونوا لاعبين في المنتخب الوطني أكابر.