22.9 C
تونس
22 نوفمبر، 2024
كرة قدم وطنية

قصصهم مؤلمة.. نجوم أُجبروا على اعتزال كرة القدم في سن مبكرّة بسبب الإصابات

الرياضية – هاني ابراهمي

يعتزل لاعبو كرة القدم عادة اللعبة عند تقدمهم في السن وتراجع إمكانياتهم البدنية  وهؤلاء اللاعبون من أكثر الرياضيين تعرضا لخطر الإصابات والمشاكل الصحية مقارنة بغيرهم في أغلب الرياضات، وهو ما أجبر عددا من النجوم في السنوات الأخيرة أو حتى في سنوات القرن الماضي على اعتزال لعبة الساحرة المستديرة والابتعاد عن الملاعب بصفة نهائية رغم أنهم لا يزالون في مقتبل العمر وهو ما خلف تضامنا معهم من قبل متابعي اللعبة على مدار الأزمنة.

إصابة عبد الحق نوري واعتراف أجاكس 

ولد  اللاعب عبد الحق نوري في هولندا لوالدين مغربيين حيث لعب لمنتخب الطواحين في مختلف الفئات السنية وتم تصعيده للفريق الأول لأجاكس سنة 2016 وكان لاعبا موهوبا جدا، لكن ما حدث بعد ذلك كان مؤلما، ففي شهر جويلية 2017 وخلال مباراة ودية جمعت فريق العاصمة الهولندية بفيردر بريمن الألماني فوجئ الجميع بانهيار صاحب الـ19 ربيعا آنذاك على أرضية الملعب في الدقيقة 72 من عمر اللقاء دون أي احتكاك مع لاعبي الخصم، ليسارع اليه الطاقم الطبي لأجاكس في محاولة لتقديم الاسعافات الأولية له لكن جسد اللاعب لم يستجب، ليتم نقله إلى المستشفى عبر طائرة هيليكوبتر وهناك أعلن الأطباء تعرضه لتلف في الدماغ بسبب نقص في إمدادات الأكسجين.

وقال الأطباء في ذلك الوقت أن فرص شفائه وعودته للملاعب تكاد تكون منعدمة، ومنذ ذلك اليوم دخل اللاعب ذو الأصول المغربية في غيبوبة تامة، قبل أن يعلن شقيقه سنة 2020 أنه استفاق وعاد إلى منزله لكنه مازال طريح الفراش ويتواصل بشكل محدود مع عائلته سواء بتحريك حاجبيه أو بالابتسام كما أصبح قادرا على النوم والأكل.

ومنذ أيام قليلة قرر أجاكس منح عائلة نوري تعويضا بقيمة 7.85 ملايين أورو، إضافة إلى التكفل بنفقات علاج ورعاية اللاعب الشاب سواء تلك المتعلقة بالفترة الماضية أو ما يستلزم للعلاج والرعاية مستقبلا كما أن النادي الهولندي سيمنح كأسا تحت مسمى “عبد الحق نوري” سنويا لأفضل لاعب شاب موهوب.

وأعلن بطل هولندا أنه قرر سحب القميص رقم 34 الخاص بنوري وعدم استخدامه مستقبلا إلا بموافقة خاصة من النادي وعائلة اللاعب المغربي، كما سيتم وضع الكرسي الخاص به، الذي كان في غرف الملابس، بجوار مدخل المتجر الرئيسي ليتسنى للجميع مشاهدته.

توقف مفاجئ لمسيرة سارخيو أغويرو 

أعلن المهاجم الأرجنتيني لنادي برشلونة سارخيو أغويرو اعتزاله  نهائيا ممارسة كرة القدم في ديسمبر الماضي بعمر الثالثة والثلاثين بعد خمس مباريات فقط خاضها في مغامرته الجديدة بألوان البلاوغرانـــا والسبب هو مشكلات صحية تتمثل في عدم انتظام نبضات القلب، اكتشفها المهاجم بعد شعوره بضيق في التنفس خلال مباراة للنادي الكاتالوني أمام ألافيس في البطولة الاسبانية “الليغا” في شهر أكتوبر الماضي  وهو ما مثّل مفاجأة كبرى للاعب وكل متابعيه.

وعقب خضوعه لفحوصات دقيقة تبين أنه من الصعب عليه العودة لخوض المباريات مرة أخرى بناء على تعليمات الأطباء الذين حذروا “الـكون” من مخاطر ممارسة لعبة الساحرة المستديرة مرة أخرى، لينتهي بذلك مشوار مميز ورائع بصم فيه أغـويرو على العديد من الإنجازات، لعل أبرزها التتويج بلقب البريميارليغ 5 مرات مع فريقه السابق مانشستر سيتي الانقليزي  وتسجيله لـ260 هدفا مع السيتيزنز ليصبح الهداف التاريخي للنادي.

ماركو فان باستن ولعنة نهائي دوري الأبطال سنة 1993

بصم نجم كرة القدم الهولندية ماركو فان باستن على مسيرة رائعة مع أجاكس وميلان ومنتخب هولندا توج خلالها بجائزة الكرة الذهبية 3 مرات وحقق فيها عديد الألقاب الفردية والجماعية، لكنه اضطر للاعتزال بعمر الثلاثين بسبب اصابات الكاحل التي لاحقته منذ سنة 1988 وأبعدته عن الملاعب لفترات متفاوتة كما خضع لجراحتين في موضع الإصابة لكن كانت لديه دائما القدرة على التعافي والتألق من جديــد.

وتغير هذا الأمر في نهاية موسم 1992-1993 اذ تعرض اللاعب لإصابة جديدة في كاحله خلال خسارة فريقه أمام أولمبيك مرسليليا الفرنســي في نهائي دوري أبطال أوروبـــــا ليخضع لجراحة ثالثة قبل أن يغيب لموسمين كاملين عن الملاعب.

واعترف فان باستن في شهر أوت من سنة 1995 بهزيمته في معركة التعافي موجها الشكر لجماهير ميلان في ملعب سان سيرو معلنا اعتزاله نهائيا، في مشهد دفع فابيو كابيلو مدرب الروسونيري آنذاك للبكاء.

إصابات الركبة أنهت مسيرتي ناغلسمان وتوخيل

لم يكن يوليان ناغلسمان وتوماس توخيل شهيرين عند الاعتزال الاضطراري للعبة كرة القدم، لكن قصة نجاحهما كمدربين تبقى ملهمة ومميزة، فمدرب بايرن ميونخ الحالي البالغ  من العمر 34 عاما والذي بدأ بخطف الأنظار كممرن في عمر الحادية والثلاثين فقط عندما أشرف على تدريب هوفنهايم الألماني ثم حقق نجاحا باهرا مع لايبزيغ وصولا للنادي البافاري.

وكان السبب في انطلاقته المبكرة تلك في عالم التدريب هي اعتزاله كرة القدم مبكرا حيث كان لا يزال في بداياته رفقة فريق أوغسبورغ الثاني ثم تعرض لإصابات قوية وعديدة في الركبة وهو لا يزال بعمر الـ20 ربيعا، دفعته للاعتزال بصفة إجبارية.

أما المدرب الحالي لنادي تشيلسي توماس توخيل فقد اعتزل مبكرا أيضا بعد أن اجبرته إصابات الركبة كذلك، التي تعرض لها في مناسبات عديدة، على مغادرة ملاعب كرة القدم كلاعب سنة 1998 وهو بعمر 24 عاما، ليشق طريقه في مجال التدريب بعد ذلك ويحقق نجاحات وألقابا هامة.

آخر الأخبار