18 C
تونس
25 نوفمبر، 2024
كرة قدم وطنية

صلاح ومحرز.. محرز وصلاح: علامتان للنجاح وبلوغ العالمية وجدل حول الأجدر بكنية “فخر العرب”

الرياضية – هاني ابراهمي

لا يزال الجدل متواصلا، وقد يتواصل لبضع سنوات أخرى بين الجماهير العربية حول الحرب التنافسية التي تشهدها ملاعب انقلترا وأوروبا وأحيانا افريقيا بين النجمين العربيين المصري محمد صلاح من جهة، والجزائري رياض محرز من جهة ثانية، فيفتخر العرب دومًا بهذا الثنائي وتكثر المقارنات بينهما في الكثير من الأحيان بل أنها وصلت لتلقيب كليهما بكنية “فخر العرب”، إلّا أن لكل منهما محبوه ومشجعوه الذين يرون أن نجمهم هو من يستحق ذاك اللقب الشرفي وهو الأجدر به.

صعود تدريجي للعالمية

واستطاع رياض محرز أن يلفت الأنظار إليه بشكل كبير بعدما أن قاد ليستر سيتي إلى تحقيق لقب الدوري الإنقليزي الممتاز سنة 2015، قبل أن ينتقل بعدها بعامين إلى مانشستر سيتي ويبدأ رحلة استثنائية مع بيب غوارديولا وبقية النجوم العالميين، أما محمد صلاح فبات معبودًا للجماهير المصرية منذ تألقه مع بازل السويسري وصولاته وجولاته بالأراضي الإيطالية مع فيورنتينا وروما، وصولا لبروزه منقطع النظير مع نادي ليفربول، والذي أهله ليصنف من أفضل لاعبي كرة القدم الحاليين داخل كامل المعمورة ويكون منافسا جديا على لقب أفضل لاعب في العالم لسنة 2021.

وبمرور السنوات تكون قاسم مشترك في مسيرتي اللاعبين وهو بلوغ العالمية وصعود سلم النجاح درجة بعد درجة، فصلاح ومحرز تعرضا للتهميش في محطات مختلفة من مسيرتيهما، فالأول عانى الأمرين في البلوز تشيلسي عند وصوله لملعب ستامفورد بريدج  فلعب في ستة أشهر فقط 19 مباراة لكن أغلبها كــانت كبديل، وسجل هدفين وصنع أربعة، فيما كانت أسوأ فترات الثاني عند انتقاله لمانشستر سيتي في الموسم الأول له هناك خاصة حين عانى التهميش من مدربه بيب غوارديولا.

موسم العمر لمحرز وصلاح

إن المتمعن جيدا في مسيرة هذا الثنائي  يدرك أن هذا الموسم قد يكون الموسم الفاصل والحاسم للجدل القائم عن أفضلية أحدهما على الآخر وذلك باعتبار الكم الهائل من المباريات التي خاضاها وسيخوضانها في بقية الموسم خاصة وأن سنة 2022 شهدت مشاركة الثنائي في كأس أمم افريقيا وستشهد مشاركتهما بنسبة كبيرة في الحدث الكروي الأعظم وهو كأس العالم، رغم أن مهمتي منتخبي الفراعنة وثعالب الصحراء ستكون شاقة أمام كل من السينغال والكاميرون في مبارتي الذهاب والإياب ضمن الدور الحاسم من تصفيات المونديال الذي سيقام على الأراضي القطرية.

ويشهد الموسم الحالي قيام الثنائي بدور بارز في نتائج عملاقي انقلترا سواء في البريميارليغ أو أيضا مسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث سجل صلاح إلى حد الآن 17 هدفا وقدم 9 تمريرات حاسمة في الدوري الانقليزي (متصدر ترتيب الهدافين) من جملة 22 مباراة خاضها، وعلى الجهة المقابلة سجل محرز 8 أهداف وكان حاسما في أربع مناسبات من جملة 18 مباراة خاضها في الدوري الأقوى على مستوى العالم.

أمّا على مستوى دوري ابطال اوروبا فيشهد هذا الموسم تألقا لا مثيل له من الثنائي الناري لليفربول والسيتي حيث سجل الفرعون 8 أهداف في 7 مباريات حتى الآن وهو رقم يحيلنا على معدل تهديفي عال بلغ هدفا في كل 70 دقيقة، أما نجم منتخب الخضر فقد سجل حتى الآن 6 أهداف وقدم تمريرة حاسمة في 7 مباريات خاضها في أمجد البطولات الأوروبية بمعدل تهديفي يصل الى هدف في كل 102 دقيقة.

وما يمكن ملاحظته في هذه الأرقام هو تعويل كل من يورغن كلوب وبيب غوارديولا على هذا الثنائي بانتظام في البريميارليغ (لولا مشاركتهما في كأس افريقيا للعبا كل المباريات) وخاصة في دوري أبطال أوروبا حيث لعب صلاح ومحرز كل مباريات الريدز والسيتيزنز هذا الموسم وكانا أبرز ورقتين جلبتا الانتصارات لقطبي انقلتـــرا.

مصر والجزائر مدينان لهذا الثنائي

أما على المستوى الدولي فقد كانت المشاركة الأولى لمحمد صلاح مع منتخب مصر الأول في سبتمبر من سنة 2011 أمام سيراليون في تصفيات كأس الأمم الإفريقية، وحينها مُنيّ الفراعنة بهزيمة بهدفين لهدف، لكن تلك المشاركة كانت باسم المنتخب الأول ولكن في طياتها وباطنها كانت بالمنتخب الأولمبي استعدادًا لأولمبياد لندن 2012 آنذاك، وذلك بعدما فقدت كتيبة حسن شحاتة وقتها فرص التأهل للكــــــــان.

ومنذ ذلك الحين شارك صلاح في 80 مباراة مع منتخب مصر على كافة الأصعدة، قاد خلالهم المنتخب للوصول للمرة الأولى منذ 28 عامًا إلى كأس العالم 2018، والوصول أيضًا لنهائي كأس الأمم الإفريقية 2017، ونهائي نسخة 2021 التي أقيمت في الكاميرون الشهر الفارط.

وبالطبع كان صلاح هو هداف منتخب مصر طيلة العقد الماضي وحتى الآن، حيث سجل دوليًا 45 هدفًا منهم هدفان على صعيد كأس العالم في شباك كل من روسيا والسعودية وصنع 24 آخرين.

وفي ما يخص الطرف الآخر وهو رياض محرز فقد كانت المشاركة الأولى له مع منتخب الجزائر في شهر مــاي من سنــة 2014 بمباراة ودية أمام منتخب أرمينيا انتصر فيها محاربو الصحراء بثلاثية لهدف، وصنع محرز هدفين حينها لإسلام سليماني ونبيل غيلاس.

ومنذ ذلك الحين شارك محرز في 73 مباراة دولية مع منتخب الجزائر على كافة الأصعدة، كان إنجازه الأكبر فيها هو تحقيق لقب كأس الأمم الإفريقية في مصر عام 2019، كما تواجد في مونديال 2014 ولعب 72 دقيقة فقط كانت كلها أمام منتخب بلجيكيا.

ويبلغ إجمالي أهداف محرز مع ثعالب الصحراء 26 هدفًا، ربما أغلاهم على الإطلاق كان هدفه في شباك نيجيريا في اللحظات الأخيرة في نصف نهائي كأس أمم إفريقيا الأخيرة، كما قام بصناعة 34 آخرين.

آخر الأخبار