الرياضية – مراد الربيعي
يعيش النادي الصفاقسي على وقع أحداث سريعة بعد تقديم الرئيس المنصف خماخم لاستقالته ليصبح رسميا رئيسا سابقا بينما سيتم إحداث هيئة تسييرية وتنظيم انتخابات فيما بعد وهي تطورات مهمة في واحد من كبار الكرة التونسية مما جعلنا نتجه في حوارنا لهذا الأسبوع إلى النجم السابق للفريق طارق سالم والذي سبق له أن عمل مديرا رياضيا قبل سنوات ليكون معه هذا الحوار المطول.
لنبدأ أولا بالمنتخب.. كيف رأيت الأداء في الدور الأول بغض النظر عن مواجهة نيجيريا؟
الأداء كان سيئا ويطرح عدة نقاط استفهام فلعب مباراة واحدة جيدة ضد منتخب لا يعتبر مقياسا يوضح السوء الذي ظهرنا به وتذبذب المستوى.
ما رأيك في الفوضى التي شاهدناها؟
لست مطلعا على الكواليس حتى أتحدث عن الفوضى خارج الملعب لكن داخله كانت هناك فوضى واضحة في استثمار مكاسب كأس العرب مثل سيف الدين الجزيري الذي يعطي عمقا للهجوم ووجدناه في أول مباراة احتياطيا والمجبري لعب أول مباراة في غير مركزه والشعلالي أحد أفضل اللاعبين وجدناه احتياطيا وفي المباراة الثانية تم التخلي عن المجبري بطريقة جعلته في المباراة الثالثة غير راض -وهذا حقه- في مباراة لم نعرف كيف نتعامل معها رغم أنها ضد منافس متوسط عموما وقوي دفاعيا إضافة إلى التغييرات الكثيرة في الرسم التكتيكي وطربقة توظيف اللاعبين وهي تفاصيل يمكن التوسع فيها كثيرا وهو ما منع تكوين هوية واضحة للمنتخب.
هل من العادي أن نكون المنتخب الوحيد الذي به هذا الكم من إصابات كورونا؟
هذا ليس عاديا أبدا خاصة أن منتخب موريتانيا معنا في نفس نزل الإقامة ولم يصب منهم أحد والمؤكد أنه لم يكن هناك احترام للبروتوكول الصحي رغم ادراكنا أن ذلك ليس سهلا في تربص طويل وفي ظروف إقامة صعبة لا تشبه الموجودة في قطر لكن هناك استهتار خلق لدينا هذا الكم من الإصابات وهذا جزء من المسؤولية فيه يعود للاعبين وجزء آخر للمسؤولين الموجودين هناك والساهرين على التنظيم.. لكن هناك تقصير كبير منهم لأن دورهم هو الحرص على كل كبيرة وصغيرة لا التقاط الصور فقط.
ما رأيك في استقالة المنصف خماخم؟
استقالة متأخرة لكن أن تأتي متأخرة أفضل من ألا تأتي وأتمنى أن يستطيع من سيقود النادي مستقبلا إصلاح الأخطاء والمشاكل التي زادت عن حدها لذلك يستوجب الأمر الكثير من الوقت لإصلاحها.
هل يعني هذا أن الاستقالة كانت لازمة؟
لم تكن لازمة فقط بل إن ترشحه مرة أخرى كان هو الخطأ والمحيطون به لم ينصحوه لأن صحته لم تعد تسمح ولم تعد له الرغبة في صرف أموال كثيرة وقراراته أغلبها كان خاطئة وربما لو لم يترشح في الانتخابات الماضية لكانت الوضعية الآن أفضل مما هي عليه.
ما تقييمك لفترة تسيير المنصف خماخم للنادي الصفاقسي ؟
كانت فترة من أسوأ الفترات في تاريخ النادي الصفاقسي خاصة في آخر ثلاث إلى أربع سنوات بينما يمكن استثناء أول عامين بما أن الجميع وقفوا معه بسبب التركة الصعبة التي تركها له لطفي عبد الناظر والتفريط في عدة لاعبين مهمين لكن الجمهور قد يصبر عامين أو ثلاثة لكن سيشرع في المحاسبة بعد ذلك…
ويمكن القول ان التدهور بدأ منذ إقالة رود كرول الذي ساهم في واحد من أفضل المواسم وكان يمكن البناء عليه لكن ما راعنا إلا ”والجماعة” يبحثون عن المشاكل لكرول من أجل دفعه للرحيل ثم بدأ التفريط في ركائز الفريق في كل موسم دون أي عائدات مالية مهمة كما تم إفراغ الفريق من نجومه لينزل المستوى الفني ولم يتم حتى تحقيق التوازن المالي رغم التقليل من كتلة الأجور بل دخل الفريق في أزمة مالية بسبب سوء التسيير.
التفريط في محمد صولة هل يؤكد أن الأولوية لم تكن رياضية هذا الموسم؟
طبعا هذا مؤكد الأولوية مالية وعدم القدرة على خلاص مستحقات لاعب دولي كبير في 15 يوما وعدم القدرة على الاستفادة من بيعه بمبلغ كبير على الأقل يؤكد عجز المسؤولين.
كيف تحكم على وجود أيمن دحمان فقط في المنتخب التونسي؟
طبيعي ان يكون دحمان فقط موجودا من النادي الصفاقسي باعتبار أن الفريق مستواه سيئ واللاعبون كذلك لكن لا يمكن طلب الكثير من لاعبين لا يتقاضون أي أموال ولا الحكم على مردودهم في مثل تلك الظروف والأمر نفسه ينطبق على المدرب الذي يدرب لاعبين قدموا شكايات بالنادي ولا يتقاضون أي مستحقات في أجواء صعبة وسيئة وهذا طبيعي لأن المال يخلق أجواء جيدة في التمارين وبالتالي لا يمكن تقييم لا المدرب والا اللاعبين في الفترة الأخيرة خاصة.
لو طلبت منك الهيئة التسييرية العمل معها هل تقبل؟
في الفترة الحالية، مساوىء العمل في أي ناد تونسي أكبر من محاسنه فقد تكون هناك امتيازات مادية وإضافة لفريقك لكن هناك أيضا قلة الاحترام و”تطيبح القدر” وكذلك الاستهداف فأنا كنت لاعبا احرص على أن يتم احترامي ولازلت احرص على ذلك الآن وبالتالي لا أتصور أن أعمل كمسؤول أو إداري لكن قد أقبل العمل فنيا في الميدان.
من تراه الأنسب لقيادة النادي الصفاقسي بعد الهيئة التسييرية ؟
بالنسبة لي عبء قيادة ناد كبير مثل النادي الصفاقسي لا يستطيع تحمله شخص واحد واقترح على لجنة الدعم والرؤساء القدامى تكوين مجلس إدارة ووضع رئيس عليه ويتم توفير الدعم المالي له لأن شخصا واحدا لا يمكنه توفير المليارات لوحده في ظل غياب مداخيل محترمة للنادي وبالتالي فكرة مجلس إدارة وتشارك في القرارات والتوجهات يعتبر حلا أفضل.
حتى ذلك الوقت هل المطلوب حاليا القيام بلطخات من الجمهور أم دعم من رجال الأعمال؟
الاثنان معا لو أمكن لأن الجمهور لن يبخل على النادي حتى وإن كانت اللطخات السابقة متواضعة بسبب غياب الثقة في الإدارة كما أن هيئة الدعم والرؤساء السابقين بمساعداتهم المالية سيشجعون الجمهور والنادي يحتاج أكبر قدر ممكن من المال من الطرفين.
هل يحتاج الفريق حاليا لانتدابات؟
بالنسبة لي الفريق يحتاج إنهاء الموسم بالرصيد الحالي في ظل وجود أزمة مالية وتجديد عقود بعض الأسماء ثم بعد ذلك لا مشكل في بيعهم بمبالغ جيدة والمهم هو عودة الثقة لدى اللاعبين في النادي وخلاص مستحقاتهم لأنه لا يمكن انتداب لاعبين جدد في ظل وجود لاعبين لم يتقاضوا أموالهم فيجب التركيز على خلاص الديون والخطايا وفي الموسم القادم لكل حادث حديث ويمكن تدعيم الفريق بعد خلاص من لهم مستحقات طبعا.
لماذا ابتعدتم كلاعبين سابقين كبار عن النادي؟
المسؤولون الحاليون لا يحبون اللاعبين القدامى لأن لهم شخصيتهم وأفكارهم ولأنهم أبناء الميدان ويعرفونه جيدا عكس المسؤولين وهذا ينطبق حتى على الفرق الكبيرة الأخرى بل حتى جامعة كرة القدم ليس بها لاعبون قدامى ومن يختارون المدرب ليس لهم علاقة بكرة القدم أصلا وهذه عقلية تونسية كاملة بينما في مصر المنتخب يعمل به محمد شوقي ووائل جمعة والاهلي يديره محمود الخطيب ويعمل به سيد عبد الحفيظ بينما في تونس يتم تغييب اللاعبين القدامى.
اعتصام جمهور النادي الصفاقسي في كل أزمة هل هو حل؟
الاعتصام كان سببا مهما في استقالة المنصف خماخم وعجل فيها أثبت أنه في النهاية كان حلا جيدا في ظل تفاقم الوضع.
كثيرون يعتبرون الناصر البدوي يبالغ في انتقاداته وهجومه على الجميع فما رأيك؟
ذلك الشخص لا أريد الحديث عنه أو أن تربطني به أي علاقة.. ليفعل ويقل ما يريد أنا لا أعتبره موجودا في الحقل الرياضي ولا أستطيع النزول لذلك المستوى حتى وإن كنا لعبنا مع بعض من قبل وبيننا ماء وملح فليس صدفة أن أغلب اللاعبين القدامى لهم مشاكل معه ولا أعتقد أننا جميعا سيئون وهو الجيد.. ليست لي مشكلة في أن ينتقد عمل أي شخص لكن عندما يصبح الأمر تهجما شخصيا لا يمكن قبوله ونحن نعرف من هو الناصر البدوي جيدا ونعرف عنه عدة أشياء حصلت عندما كان لاعبا أو بعد ذلك لكن نحن نحترم الأشخاص والعائلات عكسه وكما قلت المستويات متباعدة بيننا.
ماهي أفضل تجربة لك كلاعب؟
تجربة النادي الصفاقسي طبعا حيث فزنا بالعديد من الألقاب وكذلك تجربتا الإتحاد المنستيري وقوافل قفصة بينما لم تكن تجربة النادي الإفريقي جيدة رغم أن البداية كانت مقبولة لكن بعد ذلك تعامل معي بعض المسؤولين بقلة احترافية على أساس أنني لست ابن النادي وهذه العقلية البالية من هؤلاء المسؤولين جعلت تجربتي لا تنجح.
هدفك في مرمى أوستين الذي أهدى اللقب للترجي ماذا يمثل لك؟
أنا أحترم كل الأندية قبل كل شيء وكرويا لم يمثل ذلك الهدف أي شيء لكنه بقي في الذاكرة وجعلني أكثر شهرة بسبب التنافس بين جمهور الإتحاد المنستيري والنجم الساحلي رغم أنني لعبت ضد كل المنافسين بنفس الحماس والأداء.
لماذا سيطر الترجي في السنوات الأخيرة؟
لأنها الأقوى على المستوى المادي في تونس ومع هذا كان يمكنه أن يحقق أفضل مما بلغه في إفريقيا لو كان هناك فنيون يشرفون على جلب المدرب ووضع الأموال في مكانها الصحيح لأن الترجي يصرف كثيرا ونتائجه قاريا لا توازي ما يصرفه