14.9 C
تونس
24 نوفمبر، 2024
كرة قدم وطنية

ساديو ماني.. بطل الشعب وأمل السينغال لتجاوز خيبة الكان الماضية

الرياضية – مراد الربيعي

بينما يعتبر المنتخب السينغالي واحدا من كبار القارة السمراء وهو الذي عرف أجيالا لا تنسى أشهرها دون أدنى شك جيل أوائل الألفية الذي وصل لنهائي كأس أمم إفريقيا وربع نهائي كأس العالم بقيادة الحاجي ضيوف وهنري كامارا وبوبا ديوب، إلا أن السينغال لم تحقق اي لقب في الكان طيلة تاريخها وبعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من التتويج في مصر في النسخة الماضية وخسرت النهائي ستبحث عن التعويض في الكاميرون تحت قيادة ساديو ماني نجم ليفربول الإنقليزي الذي يحمل على عاتقه مهمة إسعاد شعب كامل.

قصة كفاح تمثل الحلم للسينغاليين

يمثل ساديو ماني الكثير للشعب السينغالي فهو قبل كل شيء منهم وعاش مرارة الفقر ولعب كرة القدم حافيا في قرية بابمبالي جنوب كازامنس في السينغال منذ كان عمره ثلاث سنوات ومع بلوغه العاشرة من عمره كان شاهدا مثل الملايين من أبناء شعبه على نجاح جيل هنري كامارا والحاجي ضيوف في الوصول لربع نهائي مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002 وكان ذلك الدافع الأكبر له ليصبح لاعبا محترفا ويقاتل في سبيل تحقيق أحلامه حتى لو كان ذلك ضد رغبة والده إمام الجامع الذي أراد له مستقبلا آخر.

وينظر السينغاليون إلى ماني كمثال في التضحية والتعب لتحقيق الأحلام والخروج من بلد فقير منذ أن نجح في الاختبار مع فريق جينيراسيون فوت وهو في عمر الخمسة عشر سنة حتى انتقاله إلى أكاديمية ماتز الفرنسي التي أقيمت على ضفاف بحيرة روز في داكار ونجح ماني في دخولها بعد أن أبهر من شاهدوه.. ثم انضمامه إلى الفريق الأول لماتز ليغادر سريعا بعد نزول الفريق ودخوله في ضائقة مالية جعلته يبيع ماني إلى سالزبورغ النمساوي ثم ساوثهامبتون قبل أن يجلبه يورغن كلوب إلى ليفربول في قصة كفاح ونجاح بات السينغاليون ينظرون إليها كمثال يود اي طفل اليوم في السينغال أن يكررها ويتبع آثارها.

ويفتخر السينغاليون كثيرا بإنجازات ماني على أرض الملعب مثل الفوز بدوري أبطال أوروبا مع ليفربول وكذلك البريمرليغ وكأس العالم للأندية لكنهم يفتخرون به أكثر لأنه لم ينس بلده ولا يتوقف عن تقديم المساعدات للفقراء وإنشاء المشاريع فنقرة واحدة على محرك البحث قوقل تكفي لإلقاء نظرة على ملايين الدولارات التي أنفقها لبناء مدارس والمساهمة في بناء مستشفى  والمنح التي يقدمها لأبناء قريته لذلك يحبه السينغاليون ويضعونه كمثال يتبعونه.

بطل الشعب يحمل آمال التتويج

 مع بداية كأس أمم إفريقيا الكاميرون 2021 +1 يحمل ساديو ماني آمال بلاده كونه، مثل محمد صلاح مع مصر، النجم الأول لهذا المنتخب رغم الأسماء الكبيرة التي ضمها مثل كاليدو كوليبالي وادريسا غاي وادوارد ميندي وإسماعيلا سار لأنه الوحيد الفائز بجائزة احسن لاعب في إفريقيا وهو الهداف التاريخي للمنتخب في كأس إفريقيا بستة أهداف سجل آخرها في مباراة زيمبابوي قبل أيام في الجولة الأولى من الكان من ضربة جزاء.

 ولا يريد ماني أن يقود منتخب بلاده لنسيان خيبة نهائي 2019 ضد الجزائر فقط بل ولقيادته لأول لقب في تاريخه بعد خيبتين سابقتين في 2002 و2019 خسر خلالهما في النهائي ليحقق بذلك إنجازا تاريخيا لم يسبقه إليه أحد سيخلده في أذهان الشعب السينغالي الذي يراه بطلا الآن فما بالكم إذا قاد منتخب بلاده لتتويجه الأول.

ويشعر ماني بمسؤولية خاصة لا فقط لكونه النجم والقائد بل وأيضا لأنه كان أضاع ضربة جزاء في ربع نهائي 2017 ضد الكاميرون حرمت منتخب بلاده من الترشح بينما لم تكف مجهوداته في مصر قبل ثلاث سنوات رغم اختياره ضمن الفريق المثالي في البطولة وهو يعلم أن معه جيلا ذهبيا قادرا على التتويج ولا يريد أن يضيع هذه الفرصة.

آخر الأخبار