الرياضيّة – أميمة الجبالي
أمام صمت بعض نجوم العالم عن الحقّ و نصرة القضيّة الفلسطينيّة بكشف مجازر العدوان الصهيوني في قطاع غزّة و التّعبير عن مساندة الشّعب الفلسطيني ، عبّر جلّ الرّياضيّون التّونسيّين من مختلف الرّياضات عن مساندتهم اللاّمشروطة و تبنّي القضيّة الفلسطينيّة بنشر رسائل دعم عبر مواقع التّواصل الإجتماعي و إستغلال شهرتهم في فضح حقيقة ما يرتكبه الإحتلال الصّهيوني.
مواقف حاسمة و جريئة أشاد بها الكثير من متابعي وسائل التواصل الإجتماعي إلاّ أنّها كلّفت العديد من الرّياضيّين جملة من الخسائر و ورطتهم في جدالات لامتناهية .. فكيف صمد الرّياضيّون التّونسيين أمام هذه الهجمات ؟
بعد أن تصدّر التصويت العالمي لأفضل سبّاح لسنة 2023 ، حرم إتّحاد السّباحة البطل العالمي التونسي أحمد أيوب الحفناوي من جائزته رغم تصدّره للتّصويت بفارق كبير عن أقرب منافسيه أمام ذهول و صدمة كل مكوّنات و هياكل الرّياضة التونسية و العربيّة.
و أعلن الإتّحاد الدّولي للسّباحة بداية الأسبوع المنقضي فوز الصّيني كين هياناج بجائزة أفضل سبّاح لسنة 2023 رغم تصدّر أيوب الحفناوي لكافة نتائج التصويت على مختلف مواقع التواصل الإجتماعي ، و رغم النتائج الإستثنائيّة التّي حققها “حفّة” في الموسم الحالي بميدالتين ذهبيتين و ميدالية فضيّة في بطولة العالم (400 ، 800 و 1500 متر) ، إلاّ أنّ الإتّحاد الدّولي للسّباحة تغاضى عن نتائج التصويت و قرّر إعتماد اللّجنة التابعة له بتتويج الصّيني كين هياناج بالجائزة.
خطوة مفاجئة أصرت إثرها وزارة الشباب و الرّياضة بلاغا مساندا للحفناوي دوّنت خلاله :” سيبقى البطل التونسي أيوب الحفناوي أحسن سباح في العالم لسنة 2023، الحفناوي يتصدّر الاستفتاء و منافسه يحصد الجائزة .. رغم تصدر البطل التونسي أيوب الحفناوي لتصويت الجمهور، إلا أنه لم يتم اختياره كأفضل سباح لسنة 2023، حيث أعلن الاتّحاد الدولي للسباحة عن اختيار الصيني كين هايانغ كأفضل سباح لسنة 2023، وذلك خلافا للتوقّعات التي رشّحت فوز البطل التونسي بهذا اللقب.”
من جانبها بادرت إدارة التّرجي الرّياضي التّونسي بنشر بلاغ ساندت خلال البطل التونسي جاء فيه :” على إثر ما يتم تداوله إعلاميا مما مفاده أن جامعة السباحة بالكيان الصهيوني تقدمت بشكاية للجامعة الدولية للسباحة ضد البطل الأولمبي والعالمي أحمد أيوب الحفناوي على خلفية تعبيره على موقفه من القضية الفلسطينية وما تبع ذلك من حملة قذرة تم شــنّـها عليه عبر وسائل التواصل الإجتماعي، تعبّر جمعية الترجي الرياضي التونسي بكل مكوناتها من أحباء ورياضيين وفنيين وعملة وموظفين وهيئة مديرة، على مساندتها المطلقة واللامشروطة لأبنها البار البطل أحمد أيوب الحفناوي وعن فخرها واعتزازها بالموقف الذي عبّر عنه لا دعما للإرهاب كما يتم الترويج له كذبا وبهتانا، بل لا أكثر ولا أقل دعما لحق الشعب الفلسطيني في العيش كريما ومستقلا على أرضه.”
هجمات عديدة عرّضت الحفناوي إلى مظلمة في حقّه بعد موسم إستثنائي و مسيرة حافلة رُصّعت بالذّهب في بداياتها و ذلك عقب مواقف الحفناوي الجريئة تجاه القضيّة الفلسطينيّة أين كان الحفناوي أوّل المبادرين بنشر مقطع فيديو دعم عبره الشّعب الفلسطيني و ردّد خلاله :”شدّوا حيلكم .. يا أهل فلسطين .. شدّوا حيلكم”. رسالة كلّفت الحفناوي جائزة أفضل سبّاح لسنة 2023 ، إلّا أنّها أكسبته رجولة و شهامة و جرأء دوّنت إسمه في التّاريخ و غابت عن النجوم العربيّة.
من المسابح إلى ملاعب الكرة الصفراء ، أين تعرّضت النّجمة التّونسية و صاحبة المركز السابع عالميّا في التصنيف الخاص بسيّدات التنس أنس جابر ، إلى حملة هجمات قذرة عقب دعمها للقضّيّة الفلسطينيّة إثر نشر “ستوري” عبر صفحتها الخاصة على إنستغرام قالت خلالها :”إن ما مر به الفلسطينيون خلال السنوات الـ 75 الماضية لا يوصف، وما يمر به المدنيون الأبرياء لا يوصف ، بغض النظر عن دينهم، أو أصلهم.”
تدوينة إشتكى إثرها الإتّحاد الإسرائيلي للتّنس لدى كل من الإتّحاد الدّولي للتنس و رابطة محترفات التّنس ضدّ البطلة التونسية أنس جابر وقال رئيس الاتحاد الإسرائيلي للتنس “آفي بيرتس” في بيان له: ” اللاعبة التونسية أنس جابر متهّمة بـ”التحريض ودعم منظمة إرهابية قاتلة ونازية”، وفق تعبيره ، و أضاف: “نحن سعداء لأنها أقلية مقارنة بالرياضيين العقلاء في بقية العالم”، على حد قوله.
وتابع الاتحاد الإسرائيلي للتنس “بما أن اللاعبة تنتمي إلى رابطة محترفات التنس، فهي الهيئة المسؤولة عن التعامل مع القضية ننتظر معرفة الإجراءات التي سيتخذونها ضدها”.
يذكر أن البطلة التّونسية أنس جابر إستنكرت شكوى الإتّحاد الإسرائيلي و أكّدت ان ما كتبته في منشورها هو ما تدعمه و تابعت أنها تؤمن بالسلام قائلة :” أنا حزينة جدا على الأبرياء الذين يقتلون كل يوم و أتمنى أن يتفاعل العالم و ينهي هذه الحرب ،أنا على علم بشكو الاتّحاد الإسرائيلي ، لقد فوجئت في الواقع بأنهم إشتكوا من ذلك ، لا أعلم حقا ، رسالتي كانت سلمية للغاية.”
هجومات غير مسبوقة طالت الرّياضيّين التّونسيّين ، الحفناوي ، جابر .. و غيرهم طالت خاصّة لاعبي كرة القدم المحترفين بالدّوريات الأوروبيّة أبرزهم ما حلّ بالدّولي التونسي و لاعب يونيون برلين عيسى العيدوني من حملة طالته من جماهير الفريق الألماني عقب ما دوّنه بشأن القضيّة الفلسطينيّة.