الرّياضية – وصال الكلاعي
اِنهزم الترجّي الرّياضي التّونسي مساء الأحد في ذهاب نصف نهائي الدّوري الإفريقي لكرة القدم أمام مضيّفه الوداد المغربي بهدف نظيف في كازابلانكا المغربية. وسيواجه فريق باب سويقة الوداد البيضاوي في مباراة الإيّاب غدًا الأربعاء غرّة نوفمبر 2023 بالملعب الأولمبي حمّادي العقربي برادس محاولاً قلب الطّاولة على الفريق المغربي واقتلاع بطاقة العبور إلى نهائي الدّوري الإفريقي لكرة القدم في نسخته الأولى.
ولتحليل مجريات مقابلة الأحد فنيًّا وتقديم نظرة استشرافية لمباراة العودة، حاورنا في هذا العدد من جريدة الرّياضية اللّاعب الدّولي السّابق في صفوف منتخب تونس ولاعب فريق باب سويقة سابقًا، مراد المالكي.
وقد حلّل المالكي مباراة الذّهاب. قال: “لم يدخر الفريق جهدا في مباراة الذهاب أمام الوداد. كانت مباراة طيبة من الناحية التكتيكية والفنية. في ظل الإرهاق الذي يعيشه الفريق من تنقل ومباراة كلّ ثلاثة أيام.. ولا ننسى أن اللاعبين أغلهم جدد وشبان لم يتعود جلهم بالمستوى العالي. صحيح أنها هزيمة لكنها حسب رأيي نتيجة طيبة بالنسبة للترجي الرياضي التونسي، في ظل ظروف المباراة وما حصل قبلها ونقص خبرة اللاعبين، هدف لصفر نتيجة جيدة، شخصيا أنا راضٍ عنها فمازالت مقابلة الإياب أمامه عليه إدراك السبيل إلى الإعداد لها والترجي الرياضي التونسي قادر على الفوز وإقتلاع ورقة التأهل من رادس والله ولي التوفيق”.
أمّا عن الرّسم التّكيتي فقد قال المالكي: “كنت أود لو أنّ الكتلة الدفاعية لفريقنا كانت متقدمة أكثر، سيما في الشوط الأول. وشاهدنا بعد الهدف كيف تقدم عناصر الترجي إلى الهجوم ومنه تم صناعة الفرص وتشكيل الخطر على مرمى المنافس. كان بالإمكان أن نفوز أو نحقق التعادل أقله. وتلك هوية الترجي، اللعب الهجومي. فلطالما فرض الترجي أسلوب لعبه على الخصوم، حتى خارج القواعد. إلا أنه في مباراة الأحد انتظرنا الوداد حتى تبادر لنكون في موضع المستقبل. ولا حظنا بوادر التعب والإرهاق على الجناحين أسامة بوقرة وحسام الدين غشة، اللذان أرهقهما الرجوع في كل مرة لتأدية الواجبات الدفاعية، ليجد رودريغيز نفسه تقريبا وحيدا في الخط الأمامي للترجي. ومع تقارب خطي الوسط والدفاع من بعضهما البعض لم يتمكن الثنائي بوقرة وغشة من الالتحاق سريعا بخط الهجوم واستقبال الكرة من خط وسط الميدان خاصة من حسام تقا وغيث الوهابي الذي كان قريبا جدا من خط الدفاع وأعتقد أنها توصيات المدرب، نظرا للرسم التكتيكي لفريق الوداد”.
ونوّه المالكي على الأداء المميّز الذّذي قدّمه متوسّط ميدان الترجّي غيث الوهابي، قائلاً: “جدير بالذكر أن غيث الوهابي كان قد قدم مباراة بطولية مساء الأحد على أرضية ملعب محمد الخامس. تحركاته غطت المستطيل الأخضر كله من الدفاع للهجوم. بل كانت له فرصة حيدة للأسف لم يتمكن من تسجيلها. لكنّه برهن أنه مستقبل لاعب واعد يمكن أن يكون له شأن عظيم في كرة القدم التونسية إن واصل في هذا المستوى”.
وأردف، متحدّثًا عن أغبولو الّذي بدأ أساسيًا: “لم أستغرب أداء أغبولو. فأعرفه معرفة شخصية. هو لاعب “مهاري” ذو جودة فنيات عالية. كان في المستوى المنشود منذ إقحامه. مع بداية المباراة كان متخوفا بعض الشيء إلا أنه اكتسب ثقته في نفسه شيئا فشيئا مع تقدم عمر اللقاء، وكان من أفضل اللاعبين في مباراة الذهاب أمام الوداد. كان رائعا في الهجمة المرتدة بمساندته للمهاجمين وافتكاك الكرة والثنائيات الهوائية والمراوغات بقوة ولياقة بدنية ممتازة. وأعتقد أن إمكاناته الفنية أفضل حتى من كوليبالي على المستوى الهجومي خاصة وأعتقد أنه ثروة للترجي الرياضي التونسي في المستقبل”.
وقال المالكي عن الهدف إنّه لا يمكن إلقاء اللوم كلّه على الحارس معز بن شريفيّة سيما أنّه كان بعيدًا عن خوض المباريات. فرغم غياب نسق المباريات قدّم مباراة محترمة بغضّ النّظر عن الهدف. وتلك هي كرة القدم الأهداف ناجمة عن أخطاء، على حدّ تعبيره.
وأضاف المالكي متحدّثًا عن حرّاس المرمى: “اليوم الترجّي لديها حارسان كبيران معز ذو الخبرة ومميش المتميّز. ففوز الترجّي في مباراة العودة على مازيمبي الكونغولي كان بفضل ممّيش وتصدّيه الحاسم. هذا الحارس سيكون له مستقبلا كبيرًا بل ستكون له مكانة في تشكيلة المنتخب الوطني التّونسي”.
رادس بوّابة العبور إلى النّهائي
أمّا عن المباراة الّتي تترقّبها عيون عشّاق السّاحرة المستديرة على المستوى الإفريقي غدًا بين الترجّي الرّياضي التّونسي ممثّل تونس وضيفه الوداد، فقد قال مراد المالكي: “أعتقد أنّ في مباراة الإيّاب ستنقلب الأدوار بين فريق باب سويقة والفريق البيضاوي. إذ أرجّح أن يعتمد عادل رمزي، مدرّب الوداد، خطّة دفاعيّة في رادس أمام الترجّي، إذ يعلم الوداد خطورة الترجّي جيّدًا. وإنّ ما سيشكّل الفارق هو من سيقوم بأكثر عدد من الأخطاء. لذلك علينا استفزازه كرويًا. ولفكّ شفرة الدّفاع الّتي سنواجهها مساء الأربعاء علينا الاعتماد على الكرات الثّابتة، دفاعيًا وهجوميًا، وهي قوّتنا الضاربة. كما نعوّل على المهارات الفنيّة الفرديّة للّاعبين وهو ما سيسهّل المباراة على الترجّي. فمراوغات بوقرّة وتقا تسمح لهما يتجاوز لاعبي الخصم وتحقيق الأهداف في أيّ لحظة. ويجب تأمين خطّ الوسط كما ينبغي وفرض سيطرتنا عليه، نظرًا لجودة لاعبي الوسط في صفوف الوداد”.
وأكّد المالكي أنّه يجب اعتماد خطّة هجوميّة في مباراة الغد دون ترك المساحات أمام المنافس. وغلق كلّ المنافذ أمامهم لعرقلة أيّ هجمة مرتدّة، قد تأتي بالخطر على مرمانا. ومنه يكتسب المنافس الثقة أكثر، ويؤثّر ضغط الوقت سلبًا على عناصرنا.
وبخصوص تشكيلة البداية قال اللاعب الدّولي السّابق مراد المالكي: “على الظّهيران أن يعودَا في مقابلة العودة محمد أمين بن حميدة ومحمد بن علي مكان كلّ من أسامة السّهيلي ورائد بوشنيبة على التّوالي، رغما أنّهما لم يقصّرَا في حقّ الفريق يوم الأحد، لكن بن علي وبن حميدة سيظيفان انتعاشة بدنية أكثر للفريق في اللقاء المرتقب. وأحيّي في طارق ثابت ذكاءه في التحكّم في الرّصيد البشري للفريق وتدوير اللّاعبين”.