الرّياضيّة – أميمة الجبالي
بعد خوض الدّفعة الأولى من مواجهات الجولة الإفتتاحيّة للرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم (موسم 2023-2024) ، تفصلنا أيّام قليلة عن نهاية فترة الإنتقالات الصّيفية أو “الميركاتو” ، فترة شهدت حركيّة كبيرة في السّوق التّونسيّة أين عزّزت أغلب الفرق صفوفها بلاعبين سواء من الرّابطة الأولى أو من فرق أجنبيّة ، و مع الإرتفاع الجنوني للقيمة التّسويقيّة للدّوريّات العالميّة التّي حدّت بدورها من قيمة البطولة الوطنيّة ، أصبحت الفرق الوطنيّة غير قادرة على مجابهة العروض (الإفريقيّة أو العربيّة عموما) لإنتداب بعض النّجوم ، لتجد نفسها أمام خيارات و ميزانيّات محدودة تكتفي إثرها بإنتقالات محليّة (داخليّة) أو أجانب ذوي قيمة تسويقيّة من متوسّطة إلى ضعيفة.
**
قطبي العاصمة .. إنتدابات بالجملة و الجماهير تترقّب !
حسم التّرجي الرّياضي التّونسي إلى حدود كتابة هذه الأسطر الميركاتو الصّيفي بضمّ 8 لاعبين بين لاعبين محلييّن و أجانب في إطار إستراتيجيّة الفريق بتدعيم بعض المراكز مع التّخلي عن بعض العناصر إثر موسم أبيض لشيخ الأندية التّونسية بإحتلال وصافة الرابطة المحترفة الأولى لكرة القدم و خسارة نهائي كأس تونس أمام الاولمبي الباجي إلى جانب مغادرة رابطة الأبطال الإفريقيّة بهزائم قاسية أمام الأهلي المصري (نصف النّهائي) و الإنسحاب من البطولة العربيّة من دور المجموعات بعد أن كانت أمل جماهير الأحمر و الأصفر الوحيد لإنقاذ الموسم.
إدارة التّرجي إنطلقت منذ فترة في العمل على إتمام بعض الصّفقات لم تُعلن بعد عن البعض منها عبر صفحتها الرّسميّة ، و إنتدبت إدارة الفريق بقيادة طارق ثابت المسؤول عن الإنتدابات أربع لاعبين محلييّن و هم كل من وائل الدّربالي قادما من الأولمبي الباجي و حسام تقا قادما من الإتّحاد المنستيري و أسامة بوقرة مهاجم الأولمبي الباجي و أسامة السّهيلي لاعب الملعب التّونسي ، قائمة الإنتدابات شهدت كذلك تعزيزات أجنبيّة أبرزها من الدّوري البرازيلي بقدوم الثنائي يان ساسي و رودريغو رودريغيز إضافة إلى الجزائري حسام الدّين غشّة قادما من الدّوري التّركي ، إلى جانب يوسوفا أومارو الذّي تألق في صفوف عاصمة الرّباط الموسم الماضي.
انقذت من جانبها جماهير النّادي الإفريقي فريقها بخلاص العقوبات و النّجاح في ضمان المشاركة في كأس الكونفدراليّة الإفريقيّة و رفع المنع من الإنتداب لتتجنّد إدارة باب جديد و تدعّم الفريق بعشرة إنتدابات كاملة بين محليّين و أجانب ، أبرزها عودة الجناح بسام الصرارفي إلى فريقه الأم قادما من العربي الكويتي و يحيى المطيري متوسط ميدان الشبيبة القيروانية ، إلى جانب الظهير الأيسر محمد أمين الحمروني ظهير قادما من النادي الصفاقسي و متوسّط الميدان غيث الصغير ،إضافة إلى أحمد الهمامي لاعب أبو سليم الليبي ، وحسام السويسي من فريق حسنية أغادير المغربي و عامر العمراني مدافع الإتحاد المنستيري ، كما إنتدبت هيئة يوسف العلمي ثلاث أجانب لتعزيز صفوف الحديقة “أ” و هم كل من المهاجم النيجيري يحي سليمان و الجناح الراوندي ايشموي انيسات إضافة إلى المهاجم إيدو قادما من العربي الكويتي ، و تعوّل من جانبها جماهير النّادي الإفريقي على فريقها خاصّة في المشوار الإفريقي ضمن كأس الكونفدراليّة الإفريقيّة على غرار الرّهانات المحليّة .
بطل تونس ينتدب للحفاظ على اللّقب .. و الأعين نحو إفريقيا
حسم النّجم الرّياضي السّاحلي المتوّج بلقب البطولة الوطنيّة للمرة 11 في تاريخه إلى حدود هذه اللّحظة أربع صفقات أبرزها ، التّعاقد مع حارس الأولمبي الباجي أشرف كرير لحراسة عرين جوهرة السّاحل ، و شوقي بن خذر لاعب إتّحاد بن قردان إلى جانب كل من ريّان النّصراوي قادما من نيم الفرنسي محمد امين طرير لاعب أمل حمام سوسة.
و إستهّل النّجم السّاحلي مشواره الإفريقي بإقتلاع إنتصار ثمين خارج الدّيار أمام نادي قسنطينة الجزائري بثنائيّة دون ردّ لحساب ذاهب الدّور التّمهيدي الأوّل من دوري أبطال إفريقيا ، على أن تقام مواجهة الإيّاب بالملعب الأولمبي بسوسة يوم 26 أوت إنطلاقا من الساعة الثّانية بعد الزّوال.
وسيم التّايب : “الميركاتو الحالي فاشل”
اكّد وكيل أعمال اللاّعبين وسيم التّايب في حديثه للرّياضيّة انّ الميركاتو الحالي أقلّ من المتوّسطّ و تابع أن الفرق التّونسية تندب بشكل رعواني دون الإعتماد على إحصائيّات و قال :”بطولتنا ضعيفة حاليّا ، و أصبحت مطّلّعا بعد خبرة 15 سنة في هذا المجال وتغيّر الوضع حاليّا في الاندية التّونسية مقارنة بالمسؤولين السّابقين ، فالفرق اليوم “مفلسة” و تدخل سوق “السّمسرة” و تنتدب لاعبين يفتقدون للمهارات الفنيّة بأسعار زهيدة ،” و أضاف التّايب :”الفرق التّونسية أبرزها التّرجي الرّياضي التّونسي اليوم تنتدب عدد كبير من اللاّعبين عوض إنتداب ثلاثة عناصر ذات معيار فنّي كبير ، و أعتقد ان إنتدابات هذا الموسم لم تكن موفّقة خاصة مثل أومارو و وائل الدّربالي اللاعب السابق للأولمبي الباجي الذي يمكن تعويضه بلاعبين مهاريين و فنيّين من الدورية الإفريقية و غيرها التّي تتضّمن العديد من اللاّعبين الواعدين .”
و أضاف :”عموما ، تراجع مستوى البطولة الوطنيّة بصفة كبيرة و الإعلام لعب دورا كبيرا في هذا التّراجع بتضخيم العديد من اللاعبين الذّين لا يستحقّون ذلك ، مثل العديد من وسائل الإعلام الذّين نشروا تدوينات و تقارير عديدة عن لاعب النادي الإفريقي آدم قرّب و الذي لم يكن يستحقّ هذا القدر من “التّضخيم” ، على المستوى الشّخصي توجّهت إلى السّوق المغربيّة و الإفريقيّة نظرا لغياب المشاريع و الأموال في السّوق التّونسيّة ، و فترة الإنتقالات الصيفية خير دليل و لا أراهن على نجاح أكثر من 3 لاعبين من مجموع إنتدابات الفرق التّونسية .”
و اختتم التايب حديثه :”تراجع مستوى اللاعبين التونسيين بصفة رهيبة خاصة بعد فترة الكورونا و تجلّى ذلك في اداء الفرق التّونسية على غرار النادي الصفاقسي و النادي الإفريقي و غيرها ، إلى جانب النّجم السّاحلي الذّي يعوّل في الفترة الأخيرة على مركز تكوينه الخاصّ ، و أعتبر شخصيا أن النادي البنزرتي الفريق الوحيد الذّي نجح في الميركاتو الحالي إلاّ أنّ فترة الانتقالات الأخيرة كانت فاشلة لبقيّة الفرق و هو ما سيُغرقها في الدّيون من جديد.”