الرّياضية – وصال الكلاعي
تعود منافسات بطولة الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم لموسم 2023/2024 يوم السّبت 19 جوان 2023. ولم يتمّ إعلان تفاصيل النّقل التلفزي للبطولة إلى حدّ لحظة كتابة المقال.
وكما هو معلوم لم تتوصّل الجامعة التونسية لكرة القدم إلى أيّ اتّفاق مع مؤسّسة التلفزة التّونسية منذ موسمين. ليعاني الجمهور التّونسي تبعات هذا الخلاف بين المؤسّستين ويُحرم من مواكبة مباريات فريقه المفضّل على شاشة التّلفاز، إلاّ تلك الّتي تختار قنوات الكأس القطرية بثّها.
أمّا رقميًا فتملك منصّة ديوان سبور وحدها حقوق البثّ الرّقمي للمباريات حصريًا. وتقدّم منصّة ديوان سبور الرّقمية هذه الخدمة بمقابل ماديّ. وهو ما رفضه أغلب الجمهور التّونسي.
فهل يتواصل مسلسل الجامعة التونسية لكرة لقدم ومؤسّسة التلفزة التونسية على حساب مصلحة الجمهور التونسي إلى الموسم المقبل أيضًا؟
وللإستفسار عن مآل النّقل التّلفزي لمنافسات بطولة الرابطة المحترفة الأولى في الموسوم المقبل حاورنا العضو الجامعي بالجامعة التونسية لكرة القدم، السيّد أمين موقو الّذي أكّد أنّه ما من مستجدّات في هذا الموضوع حاليًا.
وقد راجعت أخبار في الآونة الأخيرة تدولها رواد مواقع التواصل الإجتماعي مفادها أن شبكة قنوات أبو ظبي الرياضية قد اقتنت حقوق بث مباريات بطولة الرابطة المحترفة الأولى التونسية في الموسم الجديد. إلاّ أنّ السيد أمين موقو أكّد أن الحال كما كان في الموسم الماضي.
إذ قال: “مبدئيًا نقل المباريات سيكون متاحًا رقميًا بصفة حصرية على منصّة ديوان سبور وبعض المباريات ستكون منقولة تلفزيًا على شاشات قنوات الكأس القطرية كما كان الحال في الموسم الماضي. ونأمل أن تسير الأمور مستقبلاً في المنحى الإيجابي حيث مصلحة الجماهير التّونسية وفي أقرب الآجال الممكنة”.
وأكّد رئيس اللجنة الفيدرالية للمسابقات وأمين المال المساعد، أمين موقو، لجريدة الرّياضية أنّ مؤسّسة الجامعة التونسية لكرة القدم تفسح المجال أمام مؤسّسة التّلفزة التّونسية لتصوير مقابلات بطولة الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم وبثّها وقتما أرادت ذلك وهو ما أكّدته الجامعة وأعلنته منذ أوّل طرح للموضوع، على حدّ تعبيره.
وفي المقابل، تواصلنا مع بعض الأطراف المسؤولة في مؤسسة التلفزة التونسية للكشف عن موقف التلفزة من الموضوع إلاّ أنّهم أكّدوا عدم درايتهم بالتفاصيل…
الجمهور هو المتضرّر الأكبر
وعلّق أحد الجماهير التونسية، رافضًا ذكر إسمه، في تصريح خاصّ للرياضية على الموضوع قائلاً: “نحن ندفع معلوم التلفزة التونسية دون أن نستفيد منها. إذ تُعدّ كرة القدم بالنّسبة لنا المتنفس الوحيد الّذي نهرب إليه من الوضعية الّتي تمرّ بها البلاد. كرة القدم في العالم كلّه أصبحت مصدرًا للاستثمار وتدوير العجلة الاقتصادية. وتعمل سياسات الدّول المتقدّمة على تطوير القطاع الرّياضي وكرة القدم على وجه الخصوص. إذ أصبحت هذه اللّعبة الأكثر شعبيّة في العالم مدرارًا للأموال ومرآة عاكسة لصورة الشّعوب في التّظاهرات الرّياضية الكبرى على غرار مسابقة فيفا كأس العالم. لكن للأسف الشّديد في تونس نشاهد تهميشًا للرّياضة عامّة، ولعلّ أبرز تجلّيات ذلك إهمال البنية التّحتية. فتونس دون ملاعب تقريبًا.. واليوم حتّى النّقل التّلفزي محرومون منه. فأنى لنا أن نُسوّق كرتنا ورياضتنا في العالم”.
وأضاف الشّاب نفسه: “أتساءل لماذا لا تقتني إحدى القنوات الخاصّة حقوق بثّ مباريات بطولة الرّابطة المحترفة الأولى على الأقل في ظلّ تنصّل المرفق العمومي من مسؤوليته؟”
لا بدّ للضّرر أن يطال اللّاعبين
ولطالما تشكّى وكلاء اللّاعبين من غياب النّقل التّلفزي للبطولة في المواسم الأخيرة. إذ يعطّل هذا الأمر التّسويق لموكلّيهم للأندية والدّوريات الخارجية.
وهو ما أكّده أحد أشهر الوكلاء التّونسيين في تصريح سابق للرّياضية. إذ قال: “نعلم جميعنا أنّ البطولة التونسية غير منقولة تلفزيا. فما من سبيل لتسويق اللّاعبين والتّرويج للأقدام التونسية في الخارج. وخير دليل على ذلك أنّ أفضل لاعب في البطولة التونسية في المواسم الأخيرة، محمد علي بن رمضان، في البطولة المجرية، وهو دوري متوسط جدًا.
والحارس أيمن دحمان اِنضم إلى الدّوري السّعودي، نادي الحزم، لأنّه حارس المنتخب ولاعب صف أول. فما شفع له أنّه لاعب بارز ومعروف.. فبما أنّ الدّوري المحلي غير منقول تلفزيا، تَشكّل مانعًا أمامنا نحن الوكلاء لتسويق اللاّعبين، فما بالك بأولئك المغمورين. فإن كانت لبطولتنا بنية تحتية ملائمة ونقلاً تلفزيا يليق به ربّما كانت مهمة التّرويج للّاعبين التونسين في أوروبا أمكنَ وأسهل…”