الرّياضية – وصال الكلاعي
(حُرّر بتاريخ 29 جويلية 2023)
بعد الظهور الأول للأندية التونسية في مسابقة كأس الملك سلمان للأندية، البطولة العربية، حاورت الرياضية في هذا العدد اللاعب الدولي السابق والمدرب، كريم بن عمر، لمشاركتنا نظرته الفنية لأداء ممثلي تونس في مبارياتهم الأولى ونظرته الإستشرافية لحظوظهم في بقية المسابقة.
النادي الرياضي الصفاقسي
قال بن عمر متحدثا عن أداء النادي الرياضي الصفاقسي: ” أعتقد أنّ النادي الرياضي الصفاقسي قد واجه فريقا في المتناول. فقد كان بالإمكان أفضل ممّا كان.. في البداية كان أداء النادي جيد. وقد صنع العديد من الفرص إلا أنّ الفريق العراقي دفاعيا كان في الموعد. وما صنع الفارق هو أنّ حجم دقائق اللعب في أقدام لاعبي الفريق العراقي أكبر مما في أقدام لاعبي السي أس أس. فلم يمرّ على نهاية الدوري العراقي الكثير من الوقت. في حين أن النادي الرياضي الصفاقسي لم يخض مباريات لا رسمية ولا ودية منذ مدة. بل دخل النادي الرياضي الصفاقسي البطولة غير جاهز لا بدنيا لا فنيا. وقد كان يجدر بالإطار الفني تنظيم مبارتين وديتين على الأقل تحضيرًا لهذا الإستحقاق الرياضي. فمدرب الفريق كان خارجًا عن الموضوع. لم يجهّز فريقه كما يجب ولم تكن هناك خطة تكتيكية واضحة يواجه بها خصمه في هذه المباراة. ومع تقدّم الوقت في اللقاء فقدَ اللاّعبون تركيزهم وانهارت معنوياتهم حتى لحظة الطرد وضربة الجزاء، اللّذان كانا بمثابة الضربة القاضية في المواجهة.
علمًا أن لتغير التّشكيلة الأساسية للفريق بنسبة كبيرة، دورًا كبيرا في غياب الإنسجام بين عناصر الفريق فوق أرضية الملعب. وإنّ أكثر ما ساهم في تردي وضعية النادي الرياضي الصفاقسي وتراجع مستواه الفني وغياب الإنسجام بين عناصر المجموعة هو عدم الإستقرار على رسم تكتيكي واحد من قبل المدرب”.
الترجي الرّياضي التونسي
أمّا عن مباراة الترجي الرياضي التونسي والاتحاد السعودي فقد قال كريم بن عمر: “لقد بارى الترجي الرياضي التونسي فريقًا كبيرًا مدججًا بالنجوم.
ورغم التغيير الكبير الّذي طرأ على المجموعة، كان أداء فريق باب سويقة جيدا جدا خاصة مع تسجيل الهدف.
وإنّي على يقين أن الإطار الفني عادة ما يفكر في تقديم مباراة جيدة من الناحية الفنية خاصة ولا يفكر كثيرا في النتيجة. وهو ما نجح فيه الإطار الفني للترجي الرياضي التونسي، بقيادة معين الشعباني، فما قدمه الفريق كان مرضيا، رغم الهزيمة، حسب رأيي”.
وأضاف بن عمر: “هي المرّة الأولى الّتي يجتمع فيها بوقرة وتقا وأومارو مع غيث الوهابي في وسط ميدان الفريق نفسه ورغم ذلك أعتقد أن الترجي نجح تكتيكيا في المقابلة وصنع فرصا للتسجيل بعد اللعب على الهجمات المرتدة، الّتي من الواضح أنه تم التدرب عليها كما ينبغي.
لذلك أعتقد أنّ الترجي الرياضي قدم مردودا جيدا أمام الاتحاد السعودي، رغم الهزيمة بهدفين مقابل هدف. وأعتقد أنّ ما يحتاجه الفريق الآن هو تزايد نسق المباريات لتحقيق التكامل والإنسجام بين عناصر المجموعة.
وإنّ الانضباط الدفاعي للاعبي الترجي هو ما كبح هجوم الاتحاد بقيادة بنزيما. وهذا الأخير هو قيمة كبيرة وثابتة في عالم الساحرة المستديرة، وذلك ما صنع الفارق في المباراة بمعية بقية عناصر الاتحاد السعودي”.
الاتحاد الرّياضي المنستيري
الهزيمة الأثقل في الجولة الإفتتاحية تكبدها الاتحاد الرياضي المنستيري. وقد تناول كريم بن عمر، في حواره معنا، وضعية فريق عاصمة الرباط. وقال: “بان بالكاشف أن الاتحاد الرياضي المنستيري لم يكن مستعدًا لا ذهنيا ولا بدنيا ولا فنيا لمنافسات مسابقة كأس الملك سلمان للأندية. ومن سوء حظه أنه اصطدم في بداية المشوار بفريق جاهز وكبير بحجم الزمالك المصري. إذ يحظى الزمالك بفرديات ذوي قيمة عالية من الناحية الفنية، بل من أفضل ما يوجد في الساحة الكروية العربية، على غرار شيكابالا أو أحمد سيد زيزو أو إبني تونس، الجزيري والمثلوثي.. وقدّم الزمالك مباراة كبيرة بالفعل.
ووجد الاتحاد الرياضي المنستيري نفسه في موقف لا يحسد عليه، سيما مع خروج العديد من ركائز الفريق على غرار حسام تقا ويوسفا أومارو وهيكل الشيخاوي.. بل مغادرة المدرب حتّى. فقد تفوق الزمالك على الاتحاد المنستيري فنيا بفارق كبير، وقد كانت تكون النتيجة أعرض من أربعة أهداف نظيفة. ولا يمكن إلقاء اللوم على المدرب الحالي للفريق الّذي وجه نفسه في فوهة المدفع”.
المهمة صعبة!
وفي الختام شاركنا بن عمر توقعاته عن مآل ممثلي تونس في البطولة. قال: “أعتقد أن مفتاح الترشح للترجي الرياضي التونسي هو مباراة الشرطة العراقي. ففي حال الفوز يضع قدما في الدور القادم مع الاتحاد. وأعتقد أنّ الترجي قادر على الفوز وكسب النقاط الثلاث من هذه المباراة.
أمّا النادي الرياضي الصفاقسي فأمله الوحيد المتبقي هو الفوز على الاتحاد السعودي وهي مهمة صعبة للغاية.
وبالنسبة للاتحاد الرياضي المنستيري فأمامه طريق وعرة والمهمة صعبة وتكاد تكون مستحيلة، أمام النصر السعودي، خاصة، إن ظهر أمامه بمستوى المباراة الأولى”.
وأردف: ” الأندية التونسية الثلاثة دخلت غمار البطولة العربية دون أن تعدّ العدّة اللاّزمة لهذه المنافسة. فقد طرأ عليهم كلّهم تغييرات على مستوى الرصيد البشري ولم يلبث للاعبين أن اعتادوا اللعب جنبا إلى جنب، مما يفسر غياب الإنسجام داخل المجموعة. ولم يدخل أي فريق منهم في تربص قبل المسابقة ولم يتم خوض مباريات ودية بالحجم المطلوب. نأمل ألا يتكبّد أي فريق من ممثلي تونس هزيمة ثقيلة تبقى وصمة في تاريخه إلى الأبد”.