27.9 C
تونس
13 مايو، 2024
غير مصنف

تخلّي الأندية عن مدرّبيها بعد ضمان الصّعود.. هل هي قرارات شخصية أم إدارية؟!

 

الرّياضية – وصال الكلاعي

ضمن كلّ من القوافل الرّياضية بقفصة والمستقبل الرّياضي بالمرسى تواجدهما في بطولة الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم للموسم الرّياضي 2023/2024. وإنّ أوّل ما قام به كلاهما هو تغيير الإطار الفنّي للفريق. رغم نجاحهما في مهمّة إعادة الفريقان إلى دوري الأضواء.

فقد نشر المستقبل الرّياضي بالمرسى يوم السّبت 17 جوان 2023 تدوينة على صفحته الرّسمية فيسبوك يعلن فيها تعيين المدرّب التّونسي خالد بن يحي على رأس الإطار الفنّي للفريق، خلفًا للمدرّب لطفي القادري، ويساعده في مهمّته مواطنه يوسف المويهبي. كما تمّ تعيين عماد السالمي معدًا بدنيًا ويوسف الطرابلسي مدربا لحراس المرمى.

وفي الإثنين الثّالث من شهر جويلية الجاري أعلن بطل الرّابطة المحترفة الثّانية، القوافل الرّياضية بقفصة، تعيين المدرّب التّونسي شاكر مفتاح للإشراف على المقاليد الفنيّة لفريق كرة القدم، خلفًا للطفي الجبالي، في خوض منافسات الرّابطة المحترفة الأولى في موسم 2023/2024.

تقريبًا هو الأمر الّذي يتكرّر سنويًا في تونس. فكلّ فريق يضمن مكانه في الرّابطة المحترفة الأولى، أوّل ما تقوم به إدارته هو تغيير المدرّب بل الإطار الفنّي. والتّساؤل الّذي يراود المتابع للشأن الرّياضي التّونسي خاصّة. هل ظروف التّدريب في الرّابطة المحترفة الأولى تختلف عن نظيرتها في الرّابطة المحترفة الثّانية فتحتاج مدرّبًا مختلفًا أم هو إقرار ضمني من إدارات الأندية بعدم أهلية المدرّبين الأوائل بمهمّة التّدريب في الرّابطة المحترفة الأولى؟!

القادري والجبالي لمَ لا يواصلان؟!

حاورت الرّياضية المدرّب السّابق للمستقبل الرّياضي بالمرسى، لطفي القادري، للاستفسار عن سبب مغادرته “للقناوية” بعد ضمان الصّعود إلى الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم بفضل إشرافه على الإطار الفنّي. وقد قال القادري: ” لقد تمّ اتّخاذ قرار الانفصال من الطّرفين، من شخصي ومن إدارة النّادي. فقد كان الهدف المرسوم هو قيادة المستقبل الرّياضي بالمرسى إلى بطولة الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم. ثمّ يتعيّن عليّا البحث عن فريق آخر. فقد كان ذلك الحافز الأكبر لأداء الفريق وهو الّذي لن يتكرّر لموسمين متتاليين. كما أنّ إدارة النّادي رسمت أهدافًا أخرى. بل هي بصدد بناء فريق بمستوى آخر، غير الّذي كان عليه في الرّابطة المحترفة الثّانية. وهو ما سيضمنه إطار فنّي جديد مع القيام بالانتدابات الضّرورية لتعزيز المجموعة. وأحيطكم علمًا أنّه شخصيًّا، لم تكن لي رغبة في مواصلة المشوار. وهو ما جعل الإدارة تفكّر في البحث عن مدرّب آخر لقيادة الفريق في المرحلة القادمة”.

كما تمّت محاورة المدرّب السّابق للقوافل الرّياضية بقفصة، لطفي الجبالي، الذي أكّد أنّه علم بقرار تعيين شاكر مفتاح على رأس الإطار الفني للفريق خلفا له، كغيره من المتابعين على الصفحة الرسمية للفريق على فيسبوك. إذ قال الجبالي: “لم يتصل بي أيّ نفر من الإدارة. ولم أجالس رئيس النادي. لم نتقابل إلا في حفل تسليم لقب بطولة الرابطة المحترفة الثانية”.

وأضاف لطفي الجبالي: ” كان بودي مواصلة المشوار مع القوافل، الفريق الذي صعدت به إلى الدوري الأول، إذ أعرف المجموعة جيدا وأعرف كلّ ما تحتاجه لتدعيمها.. بل قد يكون الأمر أسهل من ناحية التأقلم وتكون الانتدابات في محلها أكثر.. إلاّ أنّ القرار الأخير يعود لرئيس النادي وأعضاء الإدارة، الّذين خيّروا الإستغناء عن خدماتي. فنحن المدربون ما باليد حيلة”

وأشار الجبالي في حديثه إلى أنّ التجربة مع فريق الحوض المنجمي كانت جيدة بقدر ما كانت صعبة، نظرًا للمنافسة الشرسة مع النادي الرياضي بحمام الأنف، طيلة الموسم. إلاّ أنّ التوفيق حالف القوافل وأثمر التتويج باللقب.

وإجابة عن سؤالنا عن وجهته التدريبية المستقبلية، في ختام الحوار، أكّد المدرب لطفي الجبالي أنّه بصدد دراسة بعض العروض التدربية خارج أرض الوطن.

قرفالة يعدّد الأسباب 

وفسّر الصّحفي والإعلامي وليد قرفالة أسباب هذه الظّاهرة قائلاً: “هناك مدرّبون عُرفوا بقيادة الفرق من الرّابطة المحترفة الثّانية إلى الرابطة المحترفة الأولى على غرار حسان القابسي ولطفي القادري ولطفي الجبالي ومحمد الجلاصي وغيرهم من الأسماء الّذين أصبحت هذه المهمة بمثابة التخصص بالنسبة لهم. علمًا أنها ليست ظاهرة جديدة. فالأمر مألوف لدى الشارع الرياضي منذ الثمانينيات والتسعينيات، زمن رجب السايح وعلي سريّب..

وإنّ ما عزّز هذه الظاهرة أكثرَ هو الضّغط الّذي تسلّطه الجماهير على الإدارات. إذ تتعالى الأصوات مطالبةً بتغيير المشرفين على الأطر الفنيّة للفرق بمدربين آخرين ذوي الخبرة في أجواء بطولة الرّابطة المحترفة الأولى فور ضمان الصعود إليها. وتُلح الجماهير على انتداب أصحاب الأسماء الرنانة من المدربين الّذين سبق لهم خوض تجربة في دوري الأضواء، على الأقل مع أندية وسط الترتيب. والأمر لا يقتصر فقط على المدرّبين. فحتى اللّاعبين يتمّ تغييرهم بأصحاب خبرة اللّعب في الرّابطة المحترفة الأولى”

وأردف قرفالة: “وتريد إدارات الجمعيات الرّياضية بهذه الانتدابات إلى إبراز الطموح والمشروع الرياضي للفريق، كبلوغ مرتبةً في وسط جدول الترتيب على الأقل. كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن العديد من المدربين تقتصر طموحاتهم على تدريب أندية الرابطة المحترفة الثّانية ويخيّرون الاكتفاء بمهمّة القيادة إلى الرّابطة المحترفة الأولى. ثمّ البحث عن تحديات جديدة في الرابطة المحترفة الثانية”.

وأضاف قرفالة في الصدد ذاته: “أثبتت التّجارب السّابقة أن الكثير ممن واصلوا الإشراف على الأندية الصاعدة إلى بطولة الرابطة المحترفة الأولى لم يحققوا النجاح المطلوب. ونأمل مشاهدة المدربين الّذين ساهموا في صعود فرقهم إلى الرابطة الأولى يواصلون القيادة وينالون فرصتهم كاملة. فقد ينجحون”

آخر الأخبار