20.9 C
تونس
6 مايو، 2024
كرة قدم وطنية

لاعبون يغادرون أنديتهم مجانًا.. من المستفيد؟

 

الرّياضية – وصال الكلاعي

تنتهي مع نهاية الموسم، يوم 30 جوان 2023، عقود عديدي اللّاعبين الّذين ينشطون في صفوف أندية الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم. وأغلب هؤلاء اللّاعبين من أهم اللّاعبين في فرقهم. ولطالما أحدثوا الفارق بحضورهم على الرّقعة الخضراء من الملعب.

وسيغادر أغلبهم أنديتهم والبطولة التّونسية بالمجان. أي دون تنتفع منهم أنديتهم ماديًّا وتنتعش خزينة النّوادي ببيعهم وتصديرهم إلى بطولات أخرى.

ونعرض فيم يلي أبرز مغادري بطولة الرّابطة المحترفة الأولى هذا الموسم، على الأقل من أبرز أندية البلاي أوف:

من الترجّي الرّياضي التّونسي: محمد علي بن رمضان: القيمة التّسويقية 2.7 مليون يورو، حمدو الهوني: القيمة التّسويقية  1.20 مليون يورو، غيلان الشّعلالي: القيمة التّسويقية  1.20 مليون يورو، فوسيني كوليبالي: القيمة التّسويقية مليون يورو..

من النّجم الرّياضي السّاحلي: زين الدّين بوتمان: القيمة التّسويقية 550 ألف يورو وعلي صوما: القيمة التّسويقية 250 ألف يورو..

من النّادي الإفريقي: نادر الغندري: القيمة التّسويقية 900 ألف يورو، لاري العزوني: القيمة التّسويقية 550 ألف يورو، معز حسن: القيمة التّسويقية 500 ألف يورو، إسكندر العبيدي: القيمة التّسويقية 550 ألف يورو، أحمد خليل: القيمة التّسويقية 450 ألف يورو، وكذلك عبد النور بلحوسيني ونور الدّين فرحاتي، ثمّ القائدان صابر خليفة ووسام يحي..

الاِتّحاد الرّياضي المنستيري: الإيفواري عصمان واتارا: القيمة التّسويقية 800 ألف يورو، حسام تقا: القيمة التّسويقية 700 ألف يورو، عامر العمراني: القيمة التّسويقية 375 ألف يورو وصالح الحرابي مثله..

النّادي الرّياضي الصفاقسي: أيمن دحمان: القيمة التّسويقية مليون يورو (غادر نحو نادي الحزم السّعودي)، الموريتاني إسماعيل دياكيتي: القيمة التّسويقية 550 ألف يورو، والعراقي حسين: القيمة التّسويقية علي 500 ألف يورو..

كلّهم تقريبًا لاعبون هامّون ستفرّط فيهم أنديتهم بالمجان هذا الصّيف. والأدهى والأمرّ من ذلك أنّ أغلب هذه الأندية ــ إن لم تكن كلّها ــ تعاني مشاكلاً جمّة على الصّعيد المادي.

فالنّادي الإفريقي مثلا تصل قيمة ديونه لدى الفيفا إلى ثلاثة مليون دينار ونصف. وثلاثة مليون دينار ديون محلية وديون عاجلة. ووجب تسويتها قبل 30 جوان 2023، لرفع المنع من الانتداب وضمان المشاركة في المسابقات القارية. ولم تنجح هيئة السوسيوس إلاّ في ضمان ثلاث مائة ألف دينار.

فماذا لو نجحت إدارة النّادي الإفريقي في التّجديد للاعبيها أو التّرويج لهم قبل نهاية عقودهم أو بيعهم فالاِستفادة منهم ماديًّا وإنعاش خزينة النّادي بل ضمان دخلاً ماديًّا يوفّر عناء التّفكير في مصدر أموال الدّيون المخلدة بالذّمة.

حال فريق باب جديد لا يختلف كثيرًا عن باقي الأندية. فالنّادي الرّياضي الصفاقسي فرّط في أفضل لاعبيه، أيمن دحمان، بالمجان. وهو الآخر يعاني مشاكلاً ماديّة أثقلت كاهله.

وهو ما تحدّث عنه وكيل اللّاعبين، محمد سلامة، للرّياضية. إذ قال: “في كلّ صفقة إنتقال لاعب ما، يكون أحد الطّرفين في موضع القوّة على عكس الطّرف المقابل. فإذا ما لم يجدّد النّادي للاعبه قبل سنة من نهاية عقده. يكون النّادي آليا في موضع الضّعف واللّاعب في موضع القوّة. فالتّسيير الصّحيح يظهر عندما تعمل الإدارة على تجديد عقود لاعبيها، أبرزهم خاصّة، قبل سنة من نهاية عقودهم ثمّ بيعهم والاِستفادة منهم ماديًّا”.

وعقّب زميله وسيم التّايب قائلاً: “:   الوضع الحالي للدوري التونسي والإمكانات المادية للأندية تحول دون التجديد للاعبين. ففي حالة أيمن دحمان ومحمد علي بن رمضان مثلا يختار اللاّعبون مغادرة الدوري التونسي لتأمين مستقبلهم من النّاحية المادية ثم قد يعودون في يوم ما إلى البطولة التونسية.

عندما يشرف اللّاعب على نهاية عقده ولا يتم التجديد له..  يكون النادي، في هذه الحالة، خاسرا من الجهتين. فلا يمكنه أن يحيل اللاّعب المعني على دكّة البدلاء ولا يمكنه بيعه والاِستفادة منه ماديا.

وتفكير اللّاعب التونسي اليوم أصبح يتجّه صوب الحقوق المادية دون غيرها. ممّا جعل أغلبهم يفرون إلى الخارج. وحتى من تسنّى لهم الاحتراف في الدّوريات الأوروبية يمتنعون عنها نظرًا للإنتعاشة المادية الّتي تعشيها الدوريات الخليجية. فهذه الأخيرة دعست تلك الأوروبية”.

وتطرّق محمّد سلامة في حواره معنا إلى مَوْضِع اللّاعب في حالة نهاية العقد. قال: “لمصلحتهم الشّخصية، عادةً ما يفضّل اللّاعبون مغادرة نواديهم بعد نهاية العقد لاختيار الوجهة الّتي يريدونها. فشئنا أم أبينا اليوم، في ظلّ الظّرف الرّاهن الّذي تعيشه الأندية، يعجز أغلبهم عن إتمام صفقات شراء لاعبين من أندية أخرى ونستثني من ذلك الأندية السّعودية والخليجية عامّة وبصفة أقل المصرية، القادرين على دفع الشّروط الجزائية للّاعبين وعدم اِنتظار نهاية عقود اللّاعبين الّذين يأملون التّعاقد معهم.

وأضاف: “الأزمة الماديّة ليست حكرًا على أندية بطولة الرّابطة المحترفة الأولى التّونسية فقط وإنّما هي أزمة عالمية. فأغلب الأندية اليوم تطلب تقديم للاعبين أحرارًا من كلّ ارتباط. لتُوَفّر عن نفسها المفاوضات مع الأندية صاحبة العقد ومصاريف التّنقل ودفع قيمة الشّروط الجزائية للّاعبين.

ومن المؤكّد أنّ اللّاعبون يحبّذون الانتقال بصفة حرّة فذلك يخدمهم على المستوى الشّخصي أكثر. إلاّ أنّ البعض منهم يريدون إفادة نواديهم الأم، حيث تكوّنوا وتعلّموا كرة القدم، إفادة ماديًّة بالأساس، ليُحسب ممّن خرجوا “من الباب الكبير””.

“اللّاعب التّونسي غير قادر على الاحتراف في أوروبا”

وفي حديثه معنا تناول وسيم التّايب نقطة تجرّد عقول اللّاعبين من فكرة المشروع الرّياضي. وقال: ” بالنسبة لكرة القدم التونسية لم يعد هناك ما يسمى بالمشروع الرياضي. فما من لاعب تونسي ينشط في البطولة التونسية مؤهل اليوم للّعب في أعتى البطولات الأوروبية والمنافسة في المستوى العالي. لأنّ التكوين في تونس مازال ينقصه الكثير حسب رأيي الخاص. فحتى التونسيون الذين تكونوا في أوروبا غير قادرون على ذلك.

فاليوم تقريبا، منتصر الطالبي هو الوحيد الّذي حافظ على مستواه مع ناديه رغم أن الدّوري الفرنسي ليس مرجعًا، بالنّسبة لي.. ونحن التّونسيون ناجحون في ذلك المركز، فعبد النور وعلي حقي هما الوحيدان اللّذان نجحا في أوروبا في العشرية الأخيرة كانا مدافعان أيضًا. عمومًا اللّاعب التّونسي إن جرّب الاحتراف في أوروبا ولم ينجح يعود، في غضون سنة على الأكثر، إلى البطولة المصرية أو قد تكون الخليجية أقصى طموحاته”.

وواصل التّايب في فكرته قال: ” نعلم جميعنا اليوم أنّ البطولة التونسية غير منقولة تلفزيا. فما من سبيل لتسويق اللّاعبين والتّرويج للأقدام التونسية في الخارج. وخير دليل على ذلك أنّ أفضل لاعب في البطولة التونسية، محمد علي بن رمضان، على أعتاب البطولة المجرية، وهو دوري متوسط جدًا.

والحارس أيمن دحمان اِنضم إلى الدّوري السعودي لأنّه حارس المنتخب ولاعب صف أول. وما شفع له أنّه لاعب بارز ومعروف.. فبما أنّ الدّوري المحلي غير منقول تلفزيا، تشكّل مانعًا أمامنا نحن الوكلاء لتسويق اللاّعبين، فما بالك بأولئك المغمورين. فإن كانت لبطولتنا بنية تحتية ملائمة ونقلاً تلفزيا يليق به ربّما كانت مهمة التّرويج اللّاعبين التونسين لأوروبا ممكنة. لذلك إن تسنّت الفرصة للّاعب الحرّ يتشبّث بها ويغتنمها كما يجب أن يكون.

فمن من حق اللاّعبين ضمان مستقبلهم المّادي. فعلى أقصى تقديرٍ، ينشط اللّاعبون في عالم كرة القدم 10 أو 12 عامًا ثم يعتزلون. ومن الّذي سينفق على أحدهم آنذاك بعد نهاية المسيرة؟؟ والأمثلة عديدة ممّن بقَوْا في وضعية حرجة بعد الاِعتزال ولم يساعدهم أحد.”

وأردف محمّد سلامة في سياق الفكرة نفسها قائلاً: “10% فقط من لاعبي بطولة الرّابطة المحترفة التّونسية يتقاضون مستحقّاتهم الماديّة. والبقية كلّهم يعانون عدم تحصّلهم على رواتبهم ومستحقّاتهم الماديّة فالأندية أضنتها المشاكل المادية.

وهو ما جعل اللّاعبون التّونسيون يفضّلون الاِحتراف في دوريات الأقسام السّفلى، على غرار الدّرجة الثّالثة السّعودية أو بطولة الدّرجة الثّانية اللّيبية.. لا لشيء فقط لضمانهم مستحقاتهم الماديّة هناك. وحتّى في حالة عدم الخلاص يترافع لدى الفيفا دون تفكير. وذلك ما أضعف موقف البطولة التّونسية أمام نظيراتها العربية خاصّة”.

 

 

.

 

 

آخر الأخبار