الرّياضية – وصال الكلاعي
بات الترجي الرياضي التونسي في وضعية صعبة للغاية بعد الهزيمة أمام الأهلي المصري بثلاثية نظيفة في تونس في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا.
وقد حاورت الرياضية الناقد الرياضي والمحلل الفني المصري، محمد شحاتة، للتعرف على نظرته الفنية للمباراة الماضية ونظرته الإسشرافية لمباراة العودة بمصر.
وقد قال شحاتة إنّ الأهلي قدّم مباراة كبيرة يوم الجمعة أمام الترجي الرياضيالتونسي، عكس ما قدّمه هذا الأخير.
النسخة الحالية للترجي الرياضي التونسي هي الأسوأ في السنوات الماضية. إذ لاحظنا تراجع رهيب لأداء الفريق. وإنّ لغياب الجماهير تأثيرًا كبيرًا على مردود الفريق. بل كان عاملاً مؤثرًا على مستوى النتيجة نفسها. فلو حضر الجمهور لرأينا ترجي أفضل ومباراة مختلفة يواجه فيها الترجي الأهلي بندية كبيرة، وفقا لما قاله المحلل الفني المصري.
وقال شحاتة إنّه يرى أنّ الترجي الرياضي التونسي يحتاج إعادة هيكلة شاملة لكل عناصر الفريق.
أما بالنسبة للأهلي المصري وحضوره في المباراة فبيرسي تاو كان أفضل اللّاعبين على أرضيد الميدان وقدّم مباراة كبيرة بالإضافة إلى تألق محمود كهرباء.
وأضاف شحاتة: “من المؤكد أنّ الغيابات في صفوف اللاّعبين أثّرت بشكل كبير على المباراة نتيجةً وأداءً. كلّها عناصر مؤثرة على غرار معز بن شريفية الّذي عانى الفريق كثيرا في غيابه”. وحسب ما صرّح به شحاتة فإنّ القرارات الفنية لنبيل معلول عشوائية حتى على مستوى التغييرات. بل قال إنّ الترجي لم يحضر المباراة وأكد أنها النسخة الأسوأ للترجي. وأكّد أنّ النتائج ليست وليدة اللحظة بل بدأت منذ الانتدابات العشوائية التي قام بها مسؤولو الفريق. فضلا عن تصريحات نبيل معلول الغريبة على حد تعبيره إذ صرح معلول في بداية الموسم أنّ له ما يكفيه من الرصيد البشري ففي كل مركز له ثلاثة لاعبين متقاربي المستوى عل الأقل واليوم هو وفريقه كلاهما يعاني. لذلك يعتقد شحاتة أنّ المدرب يتحمل النصيب الأكبر من عبء الهزيمة التي تكبدها الترجي في ذهاب نصف نهائي الأبطال.
وتحدّث شحاتة في حواره معنا عن دكة بدلاء الترجي. قال: “دكة بدلاء الترجي كانت شبه خاوية أمام الأهلي، إذ لم يكن هناك البديل الكفء لقلب النتيجة أو على الأقل الخروج بأقل الأضرار.
والإدارة الفنية لنبيل معلول أثناء المباراة أو في الموسم كله كانت عشوائية غير مدروسة وزد على ذلك تصريحاته الغريبة. كان يتباهى بثراء الرصيد البشري للفريق وقيمته لكن لم يتجلّ ذلك في مباراة الجمعة البتة. وليس المدرب وحده من يتحمل مسؤولية الهزيمة بل للإدارة دخل في ذلك. فالانتدابات الّتي تم تنفيذها لم تكن تليق بإسم الترجي الرياضي التونسي وحجمه بصفته فريق ينافس على دوري الأبطال. فالترجي التونسي فريق كبير ولطالما كان من المرشحين للفوز بلقب دوري الأبطال”. وشدد على أن الفريق يحتاج إلى إعادة هيكلة مرة أخرى في نهاية الموسم.
وأردف المحلل الفنّي: “نبيل معلول لم يقدم الإضافة للترجي هذا الموسم. وأفضل نسخة للترجي كانت مع المدرب معين الشعباني وإطاره الفني بالإضافة إلى أنّ الرصيد البشري كان أفضل وأثرى آنذاك.
فدكة بدلاء الترجي اليوم فيها لاعبين شبان يفتقرون إلى خبرة المباريات الإفريقية الكبيرة وهو ما أثّر على أداء الفريق ونتيجته في المباراة. والمدير الفني هو من يتحمل مسؤولية ذلك. فهو لم يقم بالانتدابات اللاّزمة لتعزيز صفوف الفريق. لذلك يمكن الجزم أنه لم يقدم الإضافة المرجوة منه.
اللّاعبون في دكة بلاء الترجي لا يتجاوز أعمارهم 20 سنة على غرار غيث الوهابي وعزيز عبيد.. هم عناصر شابة تم الدفع بهم في معمعة المباراة دون أن يتعودوا مسبقا على مثل هذه الوضعيات. دكة البدلاء كانت من العوامل المؤثرة جدا في هذه المواجهة”.
أما عن الأداء التكتيكي للإطار الفني للترجي الرياضي التونسي فقد قال الناقد الرياضي، محمد شحاتة: ” نبيل معلول لم يحسن غلق الأطراف أمام الأهلي. لأن الأهلي المصري قوته الأساسية تكمن في الأطراف أين يتمركز حسين الشحات وبيرسي تاو. كان بوسع الترجي أن يبدأ المباراة بتحفظ دفاعي أكثر ثم يحاول الخروج. لكن منذ الدقائق الأولى تمكن الأهلي من قتل المباراة. لو تمكن الترجي الرياضي التونسي من الخروج بشباك نظيفة أو على الأقل بنتيجة التعادل، كنا نرى مباراة أخرى يجد فيها الأهلي المصري صعوبات أكبر. نبيل معلول لم يحسن التعامل مع المباراة ولم يحسن غلق الأطراف أمام الأهلي. فتحركات بيرسي تاو في المباراة كانت سلسة جدا”.
وأضاف: “كولر اِكتسب الخبرة الكافية في الكرة الإفريقية، منذ قيادته للفريق في دور المجموعات. إذ أصبح يقرأ منافسيه جيدا ويجيد التعامل مع المباريات على غرار مباراة الرجاء البيضاوي في ربع النهائي حيث تمكن من الخروج منها بالتعادل السلبي ثم الفوز بثنائية. الخبرة الإفريقية كانت تصب في صالح نبيل معلول بالفعل، إلا أنه لم يستغلها كما ينبغي في المبارلة الماضية أمام الأهلي المصري.
خبرة المدربين الإفريقية تنحاز بالفعل لمدرب الترجي الرياضي التونسي،نبيل معلول دون كولر. إلاّ أنّ خبرة اللاعبين الإفريقية تكمن لدى لاعبي الأهلي أكثر من عناصر الترجي الشبان أغلبهم.
أما كولر فقد بدأ يتحسس الكرة الإفريقية ويحسن قراءة خصومه فقد ظهر الفريق أمام الرجاء فس دور الثمانية بشكل مغاير تماما عن دور المجموعات”.
أمل العودة قائم
بالنسبة لأمل الأحمر والأصفر في مباراة العودة في مصر فالأمل موجود بكل تأكيد، وفقًا لما قاله محمد شحاتة.
إذ قال شحاتة: “رأينا كيف فاز أرسنال على الإنتر بخماسية بسان سيرو ثم فاز الإنتر بثلاثية نظيفة على أرسنال في لندن. أي أنه ما من مستحيل في عالم كرة القدم. الترجي الرياضي التونسي يحتاج فقط إلى تصحيح الأوضاع مرة أخرى. ومع إحتمال عودة المصابين للترجي في مواجهة العودة وفرحة الأهلي بالفوز في تونس، كلها عوامل قد تصب في خانة الترجي الرياضي التونسي. أعتقد أنّ الترجي الرياضي التونسي سيقدم مباراة كبيرة على الأقل في القاهرة وسينزل بكل ثقله إذ ليس لديه ما يخسره في هذه المباراة.