السمراني :”الرّابطة تُطوّع القانون لخدمة أطراف معيّنة !” و التّويتي يكشف للرّياضيّة حقيقة توجّه التّرجي إلى التّاس
الرياضية – أميمة الجبالي
رغم صرامة القوانين في الهيكل الرياضي و تطبيقها خاصة في كرة القدم و في منافسات الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم ، إلّا أنّ العديد من الثّغرات و الكواليس خلقت أزمات مختلفة خلال تطبيق القوانين بعد مباريات كلّ جولة ، إذ أثارت قرارات مكتب الرّابطة الوطنيّة الأخيرة التي تعلّقت بمباراة الدّربي التي جمعت النادي الإفريقي بالترجي الرياضي التونسي لحساب الجولة السادسة من مرحلة التّتويج جدلا كبيرا ، إذ أعلنت الرّابطة تأجيل النّظر في قراراتها لتزامن الإجتماع مع مقابلة الترجي الرياضي التونسي و الأهلي المصري لحساب ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا يوم الجمعة المنقضي و ذلك “تغليبا للمصلحة الوطنيّة” وفق ما جاء في نصّ القرارات ، بلاغ أثار جدلا خاصة من النّاحية القانونيّة ، و في هذا السّياق إتّصلنا بالمحامي رمزي السمراني لتوضيح وضعيّة تطبيق القرانين الرّياضيّة و خاصة صُلب مكتب الرّابطة و الجامعة التّونسية لكرة القدم ، و أكّد السمراني في حديثه للرّياضية أنه لا يتم تطبيق القوانين على الجميع على قدم المساواة ومنذ سنوات والجميع يتحدّث على سياسة المكيالين في قرارات الرابطة الوطنيّة لكرة القدم و أضاف السمراني :”نتذكر إستقالة كل من حاتم دورة و نجيب حواص سنة 2017 من مكتب الرابطة عقب قرارات أصدرتها بسبب مباراة الترجي الرياضي التونسي و النجم الساحلي ، و برروا إستقالتهما بإعتماد سياسة المكيالين في إتّخاذ القرارات.”
و بخصوص القرارات الأخيرة عقب مباراة الدّربي تابع السمراني :”النص القانوني قابل للاجتهاد والتأويل لكن مع وجود سوء النيّة يصبح الحديث عن تطويع للنصّ القانوني وتأويله في اتجاه معين لخدمة أطراف معيّنة،مثلا في ملف الدربي الأخير أحدثت الرابطة “تخريجة” جديدة أو”فصل” قانوني جديد ولم تتّخذ قراراها والسبب (تغليب المصلحة الوطنية)” و أكّد السمراني أن الرابطة إعترفت ضمنيا أنها ستسلط عقوبات على الترجي لكن مع تأجيلها متسائلا :”هل سيكون نفس التعامل لو إختلف الفريق؟ لا أعتقد ذلك ، هناك فرق ممثلة في الرابطة الوطنية و أخرى لا ،خاصة وأن اللجان القانونية تتكوّن من أحباء لجمعيات مختلفة ، و كلّ يخدم مصلحة فريقه .. مكتب الرابطة عموما ينطبق عليه مثل ‘حوت ياكل حوت و قليل الجهد يموت’ و أؤكّد أن الرابطة تخضع لتعليمات خاصة و أكبر دليل على ذلك ملفّ الشابة و الجامعة ، إذ كسبت هلال الشابة كل قضاياها المتعلقة بالرابطة في المحكمة الدولية.”
عقوبات الإتّحاد الإفريقي لكرة القدم .. فرق”فرض” و أخرى”سنّة” ؟
شكّلت عقوبات الإتحاد الإفريقي لكرة القدم ، و صرامة القوانين التنظيمية هاجسا كبيرا لفرق القارّة السّمراء خاصة تلك التي قد تصل إلى حرمانها من المشاركة في المسابقات الإفريقية في حالة تسجيل أعمال شغب في مدراج الملاعب، وتعدّ هذه العقوبات “قاسية” إن تعلّقت بتسجيل مناوشات أو أحداث عنف وهي التي ترجمتها العقوبات الأخيرة التي سلّطت على جملة من الفرق الإفريقيّة خلال منافسات دوري أبطال إفريقيا للموسم الحالي 2022-2023، إذ عاقب “الكاف” الرّجاء البيضاوي بمقابلتين خارج الأراضي المغربيّة عقب تسجيل أحداث تدافع قبيل مباراة الرجاء البيضاوي و الأهلي المصري لحساب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا و التّي نجم عنها وفاة شابّة من مشّجعي الفريق الأخضر.
عقوبة لا تقل قسوة ، سُلّطت على التّرجي الرّياضي التّونسي على خلفيّة الأحداث التي شهدتها مواجهة فريق باب سويقة و شبيبة القبائل الجزائري و التي تسببت في توقّف المباراة لمدّة أربعين دقيقة ، ليقرر فيما بعد الكاف تسليط عقوبة الويكلو لأربع مقابلات كاملة مع التّنفيذ في مقابلتين و خطيّة ماليّة قدرها 300 ألف دولار (حوالي مليار) إلى جانب رفض طعن التّرجي في العقوبات المسلّطة و إقرار العقوبات رسميّا.
في السّنوات الأخيرة لم يعد الخلل يكمن في العقوبات فحسب بل أصبحت الحسابات في أروقة “الكاف” كثيرا ما تتردّد على المسامع ، فلم يتمّ إلى حدود كتابة هذه الأسطر الحسم في قضية الأهلي و الهلال السوداني (سُجلّت قبل حوالي ثلاث أسابيع من أحداث مباراة الترجي و شبيبة القبائل) عقب الشكاية التي تقدّم بها الهلال إثر تسجيل إعتداءات و نعت لاعبي الهلال بألفاظ عنصريّة ، ما دفع هيئة فريق باب سويقة لإستنكار ما وصفته بالإستهداف “المستمر” و “المباشر” لضرب الترجي الرياضي التونسي ، و في هذا السّياق تحدّث رئيس اللّجنة القانونية صلب الترجي الرياضي رياض التويتي للرّياضية قائلا :” لم نتخّذ أي قرار بعد بخصوص التّوجّه إلى “التّاس” عقب رفض طعن التّرجي في العقوبات المسلّطة من طرف الإتّحاد الإفريقي لكرة القدم و نحن في إنتظار قرار الرّفض “معلّلا” ، و ليس من السّهل التّوجه إلى التاس بل يجب دراسة المسألة نظريا و ثم يتخّذ رئيس الجمعيّة قراره النّهائي ، و شدّد التويتي في حديثه أن إتّخاذ قرار مراسلة التّاس يجب أن ينبني على ملفّ و حظوظ قويّة لدحض رفض الطّعن المقّدم من طرف اللّجنة القانونيّة لفريق باب سويقة.”
دوليّا – “التّاس” المحكمة العليا .. و صراعات الشّابة و الجامعة تتواصل !
“التّاس” أو الإتّحاد الدّولي لكرة القدم ، هو الهيكل الأعلى و القانوني الأوّل لفضّ النّزاعات بشكل قطعي إن كانت تلك التي تتعلّق بالجامعات أو حتى الإتّحادات القاريّة ، وأصبحت “التّاس” في السنوات الأخيرة تتصدّر المشهد الرياضي التّونسي إذ يتواصل الصراع بين هلال الشابة و الجامعة التّونسية لكرة القدم، خاصّة عقب النّزاعات التي حكمت فيها “التّاس” لصالح الفريق الشّابي مرارا ، لتصبح البلاغات الرّسمية بأسلوبها الحادّ جزء لا يتجّزأ من النزّاعات المتواصلة ، و عقب هذا القرار “المنصف” كما وصفته الهيئة يُعلن الهلال الشّابي من جديد الحرب على الجامعة و رئيسها وديع الجريء ، و جاء في نصّ البلاغ “انتصار جديد على جامعة الفساد ينضاف لتاريخ هلال الشابة وهزيمة نكراء جديدة تنضاف للتاريخ الأسود لأسوء جامعة في تاريخ كرة القدم التونسية ، هلال الشابة ينتصر للمرة الألف ؛ وجامعة الفساد تنهزم للمرة الألف… وقريبا جدا سينتصر هلال الشابة مرة أخرى وسيرجع الفريق للرابطة الوطنية المحترفة الأولى لكرة القدم للمرة الثالثة على التوالي ، وستكون حتما نهاية جامعة الفساد ورئيسها على يد فريق هلال الشابة..”
و أكّد هلال الشّابة في بلاغه الأخير أن 12 جوان هو موعد الإعلان عن قرار التّاس بخصوص الشكاية الأخيرة التي قام الفريق بإيداعها يوم 11 أفريل 2023 ، و أكّد الفريق أنه سيكسب قضيّته مرّة أخرى أمام الجامعة.