أصدرت محكمة التحكيم الرياضي “التاس”، حكمها في القضية المرفوعة من الهلال الرياضي الشّابي ضد الجامعة التونسية لكرة القدم والنادي الإفريقي.
وقضى قرار “التاس” بإبطال قرار اللّجنة الوطنية للإستئناف المؤرخ في الثامن من جوان 2022.
وتم إقرار هزيمة النّادي الإفريقي بنتيجة هدفين نظيفين ومنح نقاط الفوز لهلال الشابة، وإلزام الجامعة التونسية لكرة القدم بدفع مبلغ قدره ثلاثة آلاف فرنك سويسري للفريق الشابي وكذلك النّادي الإفريقي بدفع المبلغ نفسه لهلال الشابة.
كما حكمت المحكمة بتحمل الجامعة التونسية لكرة القدم مصاريف التقاضي لدى “التاس” كلها والّتي تقدر بخمسين ألف فرنك سويسري أي ما يعادل 160 ألف دينار تونسي.
وفي السياق ذاته، اِختارت الرياضية، في هذا العدد، محاورة رئيس الهلال الرياضي الشابي، السيّد توفيق المكشر، الذي أكّد أنّ قرار “التاس” كان منتظرًا. وقال إنّ الحكم يخدمنا في القضية الجديدة الّتي سيتقدّمون بها للتاس.
وتتمثل القضية الجديدة في إعادة الهلال الرياضي الشّابي للرابطة المحترفة الأولى اِستنادًا على قضايا الفساد الرياضي الموجود في تونس، فقد أكد المكشر أن المكتب الجامعي الحالي هو محض بؤرة فساد.
وفي رده على سؤالنا عن مصادر تمويل التقاضي لدى التاس، قال المكشر: “نحن نوفر تكاليف التقاضي من مصادر الجمعية الخاصة. التاس ترسل الفاتورة إلى البنك المركزي ونحن ندفع التكاليف. وهاهي اليوم تلزم الجامعة على سداد كل المبالغ المدفوعة سلفا”.
وأضاف: “غايتنا لم تكن البتة الإطاحة بالمكتب الجامعي الّذي ينخره الفساد لا محالة. لكننا نسعى لانتزاع حقوقنا”.
أمّا بالنّسبة للنّادي الإفريقي، فقد أكّد رئيس الهلال أنّه لا وجود لمشكل مع النّادي وجماهيره. إذ قال: “كل ما في الأمر أن خطأ حصل في تلك المواجهة. ونحن قمنا بستغلال تلك الهفوة بطريقة أو بأخرى للفوز بنقاط تلك المباراة، كما لو كان الحال ضدّ أي فريق آخر. الهدف الوحيد هو الفوز بنقاط تلك المباراة ليس إلاّ. ولقد اِنتصرنا بالفعل”.
وأضاف المكشر متحدّثا عن علاقته برئيس النادي الإفريقي: “حتى على المستوى الشخصي لا توجد أي مشاكل بيني ورئيس النّادي الإفريقي، يوسف العلمي. بل هو وفريق دفاعه كانوا على يقين بخسارتهم القضية أمامنا. لكنهم أرادوا كسب بعض الوقت للمشاركة في مسابقة كأس الكونفدرالية والظهور في الواجهة الإفريقية”.
ففي حال فوز الهلال الرياضي الشّابي بنقاط المباراة التي جمعتهما، كان النّجم الرياضي السّاحلي هو الّذي سيشارك في كأس “الكاف”.
وأردف السيد توفيق المكشر قائلا: “مشكلتنا لم تكن يوما ضد ذاك النّادي أو غيره. مشكلتنا الوحيدة هي المكتب الجامعي.
وسنطلب من محكمة التحكيم الرياضي، تفعيل قراراتها، لعودتنا لبطولة بطولة الرابطة المحترفة الأولى. كما سنؤكد أنه تم حرماننا من مبدأ تكافؤ الفرص. فقد تم إدماجنا مباشرة في المجموعة الأولى، الموسم الفارط. في حين أنه لو تم الاعتماد على سحب القرعة كان يمكن أن نكون في المجموعة الثانية. وفي المجموعة الثانية كانت تكون حظوظنا أوفر في خوض مرحلة البلاي آوت.
صفوة القول أن كل ما حصل كان دليل صارخ على اِستهداف الهلال الرياضي الشّابي. فبعد صدور قرار “التاس” القاضي بعودتنا للرابطة المحترفة الأولى قبل 24 ساعة من عودتها إلى النّشاط، لم يُمهَّد لنا الطريق لذلك من قبل المكتب الجامعي لتجهيز اللّاعبين لهذا الِاستحقاق الهام. إذ كان الهدف واضح للعلن، إنزالنا إلى الرابطة المحترفة الثانية”.
وأشار المشكر إلى ظروف النادي المادية. قال: “من تداعيات هذا الِاستهداف أنّنا خسرنا ممولينا والداعمين المستشهرين في النادي.. وذلك من حقهم. فكل سنة تقريبا يتم إنزالنا للرابطة المحترفة الثانية.. لكن عموما لا نعاني مشاكل مادية صلب الفريق. واللاّعبون يتقاضون مستحقاتهم كما ينبغي”.
وفي ختام حواره معنا علّق المكشر على وضعية الحارس علي القلعي. قال: ” ما حصل مع اللاّعب علي القلعي أنّ إدارة الاتحاد الرياضي بتطاوين والجامعة التونسية لكرة القدم رفضا تسليمه عقده ووثائق اِعتماده. رغم تقدمه بطلب رسميّ في الغرض وحتى بعد حصوله على إذن قضائي، تم رفض طلبه. بل رفعت الجامعة التونسية لكرة القدم قضية إستعجالية ضده للرجوع في الإذن القضائي الّذي تحصل عليه ومنعه من الحصول على وثائقه. أرى أنّه من غير المعقول أن تُحجب عنك وثائقك، لا لشيء فقط لأنك شاهد في قضية ما”.