14.9 C
تونس
26 أبريل، 2024
اخبار متفرقة كرة قدم وطنية

فيصل شعبان للرّياضية : ما يعيشه رؤساء الأندية أمر محزن..وهذا رأيي في البرمجة الاعلامية الرياضية في تونس

الرياضية –

38 سنة من الخبرة في الميدان الاعلامي والتلفزيوني .. محطات صحفية عديدة في تونس وفي الوطن العربي عرفها إبن الوطن القبلي وخريج معهد الصحافة وعلوم الأخبار في بداية التسعينات  .

تجربته حافلة إنطلقت من تونس كملحق إعلامي في وزارة الشباب والطفولة وكصحفي وكمقدم برامج ومعلق في رياضات عديدة في الاذاعة والتلفزة التونسية  .

هو كذلك ناقد رياضي بالحرف والكلمة له أسلوب مميز في الكتابة التي مارسها في الصحف التونسية أو في جريدة الإتحاد بأبوظبي .. وحضور تتناغم فيه البلاغة والجرأة والخبرة الرياضية الطويلة في الأستوديوهات والبرامج التي تستضيفه .

من جانب آخر هو إسم له وزنه وتميزه في الإدارة وفي الانتاج التلفزيوني .. و مختص في التخطيط التلفزيوني لتغطية التظاهرات الرياضية العالمية الكبرى .

ذلك بعض من السيرة الذاتية لضيفنا فيصل شعبان الذي عمل في أبو ظبي الرياضية وفي الجزيرة الرياضية و في bein sports .. وتلك بعض العناوين البارزة لمسيرة إعلامي يعرف عنه كذلك عشقه للأدب وللشعر وللتاريخ أيضا.

في البداية ،كيف تقيم أداء المنتخب الوطني في مباراته الأخيرة مع ليبيا ، وما رأيك في المباراة المرتقبة ضد فرسان المتوسط في بن غازي ؟ .

أعتقد أن مباراة ليبيا بالنسبة للمنتخب التونسي قد كانت مؤشرا لبداية صفحة جديدة في تاريخ نسور قرطاج .

هناك العديد من النقاط التي توحي بأننا  طوينا صفحة مونديال قطر 2022 .. ودخلنا في مرحلة جديدة فيها ديناميكية الشباب المحاطة بخبرة بعض اللاعبين المحنكين .

هناك دور جديد وثقة أكبر في وسط الميدان لحنبعل المجبري الذي نشعر بأنه على طريق النضج الكروي أكثر فأكثر .. هناك عدة أسماء جديدة شابة مكونة في أوروبا ويمكن أن تقدم الإضافة و أمامها سنوات من العطاء في المستقبل .. هناك قلب الهجوم هيثم الجويني الذي يعلم الجميع في تونس أنه قيمة ثابتة لكن لم يفجر طاقاته في وقت سابق .. وهناك إحاطة أصحاب الخبرة مثل المساكني ومعلول والسخيري وحضورهم هام للفريق وللشبان .

نحن باختصار في بداية مرحلة جديدة للمنتخب وكل شيئ متوفر للنجاح .. شريطة العمل الجاد وحسن التصرف في المجموعة المتوفرة.

وبالنسبة للقاء بنغازي .. سيكون أصعب ولا شك أمام منتخب ليبي جريح ويريد الثأر لنفسه ..لذلك سيكون إمتحانا هاما وأصعب للمجموعة التونسية وهو ما سيتيح لنا الوقوف أكثر على إمكانات أبناء جلال القادري في ثوبهم الجديد .

 بعد اعتزال الخزري هل تتوقع اعتزال لاعبين آخرين من المنتخب ؟

أعتقد أن أعتزال كبار المنتخب سيأتي رويدا رويدا .. لكن بعد كأس أمم إفريقيا المقبلة يمكن أن تتوضح الرؤية أكثر في هذا الخصوص .

أعتقد بأننا لازلنا بحاجة لمعلول والمساكني لوقت معين شريطة أن يكونا بدنيا في المستوى المطلوب .. لذلك أقول بأننا قد نراهما في كأس العالم المقبلة .. لكن ذلك يبقى رهين إستعدادهم البدني .. وفي كل الحالات دورهم هام مع صعود هذه الأسماء الشابة للمنتخب ..كما لا ننسى أنهما مع السخيري يتوفران على مخزون فني لازلنا  بحاجة له في السنوات القليلة المقبلة إذ أن لكل منهم قدرة على الإضافة لا تتوفر كثيرا في كرتنا هذه الأيام .

بالنسبة لوهبي الخزري أعتقد أنه قد اختار الوقت المناسب للاعتزال بهدفه في مرمى فرنسا .. وهو الذي يعيش في فرنسا ويلعب هناك .. كان خروجا في الوقت المناسب بالنسبة لي وقد وفق في اختيار الوقت في يوم كان فيه بطلا لمباراة لها دلالاتها بالنسبة له  بعد مسيرة حافلة مع المنتخب وهو اليوم في آخر مواسمه الكروية.

نتحدث عن البطولة،تقطعات شابت المرحلة الأولى وامتدت إلى مرحلة التتويج ،فما رأيك في البرمجة بصفة عامة وهل تضر بمستوى الفني لكرة القدم التونسية ؟

عموما البرمجة الرياضية مشكلة كبيرة في تونس ولا تقتصر على كرة القدم فقط .. إضافة إلى ذلك بطولتنا تشكو من عديد نقاط الضعف لا بد من إصلاحها  تعديلها .

الكرة في تونس تعيش أتعس فتراتها .. ولا يمكن لترشح للمونديال أن يكون الشجرة التي تخفي الغابة .

كل التوانسة يعلمون ما يعتري كرتنا من هنات مشاكل المنشآت وغياب العمل القاعدي ومشاكل الأندية المادية وافتقاد العدالة الرياضية بغياب النقل التلفزيوني وووو …

لا بد من مشروع جديد للكرة التونسية ..لكن في الوضع الاقتصادي الحالي الأمور صعبة .. يمكننا أن نبدأ رويدا رويدا وبجوانب معينة ..لكن أعتقد أن حل إشكال النقل التلفزيوني مهم جدا حاليا لمنح الأندية والجماهير الشعور بالعدالة ولرفع قيمة الكرة التونسية رويدا رويدا.. لا يمكن أن تستمر الأمور بهذا الشكل ؟!

عزوف كبير لترأس النوادي ورؤساء قيد السجون فهل ترى الحل في قانون الهياكل الرياضية الجديد؟

بالنسبة لما يعيشه بعض رؤساء الأندية اليوم فهو أمر محزن جدا وهو نتاج واقع رياضي شحت فيه الموارد المالية .. وفي كل الحالات لا بد من التفكير بجدية اليوم في الطرق الكفيلة بتوفير الإمكانيات اللازمة للأندية ولا بد من إيمان جدي بالرياضة .

اليوم رؤساء الأندية تركناهم يواجهون هذا الواقع بكل ثقله لوحدهم وهو أمر غير منطقي .. لا بد من توفير حلول لهذا الاشكال الأساسي والحل لن يرتبط في كل الحالات بالأفراد بل لا بد من حل جماعي تشارك فيه جميع الأطراف الرياضية والاقتصادية والقانونية  وإلا فسييتمر الوضع على ما هو عليه .. ولن نبتعد عن ما نراه من واقع محاكم وسجون ؟!

من ناحية أخرى لم أطلع بعد على تفاصيل القانون الجديد للهياكل الرياضية بجميع تفاصيله .. لكن عموما لن نحل مشاكل الأندية والرياضة عموما في تونس إلا إذا نجحنا في إدخال الرياضة في صلب المنظومة الاجتماعية والاقتصادية للبلاد .

بمعنى آخر طالما لم تدخل العائلات و الجماهير بأعداد كبيرة إلى الجمعيات .. لن نوفر لها القاعدة العريضة التي تمنحها القوة المالية والقوة التي تجلب المستشهرين .

لا يجب أن نفكر في الأندية الكبرى فقط .. هناك مئات الأندية الأخرى التي تعاني الويلات .. ثم لا بد أن يمنح هذا التشريع الفرص للكل على قدم المساواة .. لا شيئ يمكنه أن يمنحك حافزا للتطور مثل الشعور بالعدل وتوفر الفرصة للجميع .

الرياضة ميدان كلما كان أنظف كلما منحك نتائج أفضل ولا ننسى الدور التربوي للرياضة مهما تحدثنا عن الاحتراف والمال في بلد رأسمااه الأول الشباب .

ما أقوله هو ما يجب في اعتقادي أن يكون .. ولا بد أن نعمل على تغيير الواقع بما فيه من سلبيات كبيرة … لذلك أقول لا بد لهذا القانون أن يبشر بمشروع جدبد أما إذا بقينا في نفس الدوامة فيا خيبة المسعى

منشآت رياضية اهترأت و لم تعد ملاعبنا تستجيب لكراس شروط الفيفا والكاف،  فما هو الحل الذي تراه لرسم استراتيجية للنهوض بالبنية التحتية الرياضية؟

البنية التحتية في هذه المرحلة الصعبة اقتصاديا تستلزم حلولا حاسمة مثل الطب زمن الحرب .

ما أريد أن أقوله هو أننا لا بد أن نعترف بأن تكنولوجيا صيانة المنشآت الرياضية قد فاتتنا بأشواط لذلك لا بد أن نستعين لفترة بالخبرات الأجنبية ولا بد أن نبعث الديوان الوطني لصيانة المنشآت الرياضية لأنه من غير المعقول أن نصرف أموالا طائلة لصيانة ملعب معين ثم نعود بعد أشهر قليلة لنكتشف أن الملعب لم يعد صالحا أو به مشاكل عديدة ؟!

الحل في نظري يكمن في إيقاف بناء منشآت جديدة لسنتين أو ثلاثة .. لنقوم بصيانة ما هو موجود والذي يشكو من العديد من النقاط وفيه ما هو مغلق من فترة .. ثم ندرس الاحتياجات من جديد ونوفر اللازم حسب المعطيات الرياضية للمناطق الجغرافية .

وبالنسبة لكرة القدم نحن بحاجة لملعب كبير ومميز في كل إقليم ولذلك يمكننا أن نقسم البلاد إلى 6 أو 7 أقاليم نوفر لكل منها ملعب بالمواصفات الدولية والقارية

وهذا ما سيحل المشاكل التي نعيشها كما سيعيدنا  الى منطق تنظيم التظاهرات الرياضية القارية والدولية..

بعد تجربة خليجية رائدة ، ماهي نظريتك للإعلام الرياضي التونسي،  وكيف تقيمه؟

الإعلام الرياضي التونسي بحاجة إلى تنظيم أكثر .. نحن نسيئ إلى أنفسنا عندما يكون الإعلام الرياضي مفتوحا لكل من هب ودب ؟!

رسالة الإعلام الرياضي كبيرة .. ودورها خطير .. ولا بد من فرض شروط ومقاييس جدية لمن يريد أن يمارس هذه المهنة .. الصحفي الرياضي التونسي يعاني كثيرا ومعاناته مرتبطة بمعاناة المؤسسات الاعلامية .. الواقع اليوم صعب ولا بد من اصلاحات كبيرة .

في رأيي لا بد أن نوفر للصحفي الرياضي التونسي المقومات والامكانات والظروف حتى يقدم أفضل ما لديه .. وهذا دور المؤسسات الاعلامية والجمعيات المهنية المختصة .. لكن في الوضع الحالي ليس ثمة بوادر في هذا الاتجاه ؟

كذلك لدينا عدد كبير من الطاقات الشابة التي تفتقر للاحاطة ودعم تكوينها وتطويرها .. وعموما الصحفي التونسي قيمة قابلة للتصدير في كل الحالات والدليل حضور وتألق الكثير من الأسماء في القنوات العربية  .

في اعتقادي لا بد أن نتساءل لماذا يبدع أبناؤنا في الخارج ويكون عطاؤهم عاديا في الداخل .. عندما نجيب عن هذا السؤال يمكننا أن نبدأ الإصلاح إذا كنا نريد ذلك فعليا وبدون مجاملات ومايك آب .

السوشيال ميديا بدأت تنخر في نعش الإعلام التقليدي،  فما هو الحل للمحافظة على مبادئ العمل الصحفي المحترف ؟

السوشيال ميديا جعلت بإمكان أي كان  يعتقد بأنه صحفي على طريقته .. هي نوع من دمقرطة الإعلام والصحافة وهذا جيد … ولكن اليوم أو غدا لا بد من تقنين  الموضوع لأن هناك سلبيات قد تهدد المجتمعات وثوابتها وأعرافها .

لذلك أقول لا بد أن يأتي يوم تقنن فيه هذه الأمور أكثر وربما قد يكون هناك طريقة بالتعاون ببن الهياكل المهنية ووسائل السوشيال ميديا لمعرفة الصحفي الحقيقي صاحب التكوين والملتزم بالمعايير المهنية من المواطن العادي الذي يكتب ويمنتج و ينشر بحرية لا مشروطة قد تسيئ للآخر .. وهذا ما نجده اليوم للأسف البالغ .

آخر الأخبار