24.1 C
تونس
8 مايو، 2024
كرة قدم وطنية محترفونا بالخارج

المنتخب الوطني التّونسي: بين غياب التّقييم و بداية إعتزال النّجوم .. هل ينجح الجيل الجديد في تحقيق الإنجازات؟

أميمة الجبالي – الرّياضيّة

أعلن النّاخب الوطني جلال القادري يوم الخميس 17 مارس 2023 عن القائمة النّهائية لنسور قرطاج و التّي ضمّت 25 لاعبا لخوض مواجهتي ليبيا ضمن تصفيات كأس أمم إفريقيا (الكوديفوار 2024) ، و سيلاقي المنتخب الوطني التّونسي نظيره اللّيبي يوم 24 مارس 2023 بملعب حمّادي العقربي برادس ، فيما سيخوض لقاء العودة بمدينة بنغازي اللّيبيّة يوم 28 مارس 2023 .

مع بداية إعتزال نجوم المنتخب في المستقبل القريب .. هل يمكن التّعويل على الجيل الجديد في قادم الإستحقاقات؟

“منتخب هرم” !

سبق الإعلان عن قائمة نسور قرطاج كواليس عديدة بخصوص إختيارات الإطار الفنّي ، إذ شهدت القائمة عودة كلّ من معزّ بن شريفيّة حارس الترجي الرياضي التونسي و هيثم الجويني مهاجم الملعب التّونسي و إقصاء أسماء عديدة أبرزها بلال العيفة و أيمن البلبولي و فرجاني ساسي ، في المقابل صرّح جلال القادري على هامش النّدوة الصّحفيّة الأخيرة التّي إحتضنها مقرّ الجامعة التّونسية لكرة القدم أن الإصابة حرمت عديد اللاّعبين من التّواجد في القائمة مثل سيف الدّين الخاوي و طه ياسين الخنيسي و عصام الجبالي ،أمّا في حديثه عن سعد بقير أكد القادري أن ردّة فعل اللاعب و قرار إعتزاله اللّعب دوليّا هو قرار قاسٍ و أنّه يحترم رأيه و فيما يلي تذكير بالقائمة النّهائيّة لعناصرنا الوطنيّة:

حراسة المرمى: أيمن دحمان (26 سنة)، البشير بن سعيد (28 سنة) ، معز بن شريفية  (31 سنة)

خط الدفاع: ديلان برون (27 سنة) ، منتصر الطالبي (24 سنة) ، نادر الغندري (28 سنة)، ياسين مرياح (29 سنة)، علي معلول (33 سنة)، وجدي كشريدة (27 سنة) ، محمد دراغر (26 سنة) ، علي العابدي (29 سنة) ، يان فاليري (24 سنة).

خط الوسط: عيسى العيدوني (26 سنة) ، أنيس بن سليمان (22 سنة)، شيم الجبالي (19 سنة)، إلياس السخيري (27 سنة)، محمد علي بن رمضان (23 سنة)، غيلان الشعلالي (29 سنة) ، حنبعل المجبري (20 سنة).

خط الهجوم : إلياس العاشوري (24 سنة)، فراس بالعربي (26 سنة)، هيثم  الجويني (29 سنة)، سيف الدين الجزيري (30 سنة)، عمر العيوني (30 سنة)، يوسف المساكني (32 سنة).

يعدّ المنتخب الوطني وفق القائمة النّهائية منتخب “هرم” إذ يتراوح متوسّط معدّل الأعمار بين 28 و 30 سنة ، -يذكر أن منتخبنا الوطني إحتلّ المركز 19 في ترتيب معدّل الأعمار في كأس العالم فيفا قطر 2022- ، و هو ما يحيلنا إلى الحديث عن بداية إعتزال “نجوم” المنتخب و تغيّر التّركيبة خاصّة في المونديال القادم ، و ذلك إنطلاقا من إعلان نجم المنتخب الوطني التّونسي في السّنوات الاخيرة و مهاجم مونيبلييه الفرنسي وهبي الخزري إعتزاله اللّعب دوليّا عقب مواجهة المنتخب الوطني و نظيره الفرنسي ضمن منافسات الجولة الثّالثة من الدّور الأول للمونديال القطري ، إذ أمضى الخزري على هدف اللّقاء الوحيد و أهدى المنتخب الوطني فوزا تاريخيا ثمينا على الدّيوك الفرنسيّة أبطال العالم نسخة مونديال روسيا 2018 ، رغم مرارة الإقصاء المبكّر من الدّور الأوّل للمونديال ، وصرّح الخزري عقب نهاية اللّقاء :” أخبرت الجميع أن هذه اللحظة مناسبة، وشكرت الجميع وتمنيت لهم التوفيق ،أنا فخور بما قدمته لبلدي خلال السنوات الماضية، وأعتقد أن المستقبل لهذا الجيل في المنتخب” و تابع الخزري :” كنا نأمل التأهل عن المجموعة، والآن الخروج مع تسجيل هدف وفوز ضد فرنسا أعتقد أنه من أفضل اللحظات في مشواري الكروي”.

يذكر أن الخزري سجّل ثلاثة أهداف بزيّ المنتخب الوطني بين نسختي مونديال روسيا و قطر وخاض 74 مباراة دولية مع تونس محرزا 25 هدفا إجمالا، يذكر ان عقد الخزري مع مونبيلييه الفرنسي ينتهي في سنة 2023.

وراجت عقب المونديال العديد من الأخبار بخصوص مستقبل يوسف المساكني مع المنتخب ، فبعد أن أشارت الكواليس إلى إمكانيّة إتّخاذ “النّمس” قرار الإعتزال أعرب الأخير في تصريحات إعلامية عن سعادته بالمشاركة في كأس العالم لتؤكّد قائمة المنتخب الأخيرة لتصفيات الكان مواصلة المساكني لمشواره الدّولي نافية كل الشّائعات.

“التّقييم غائب ..و المستقبل مجهول”

صرّح الصّحفي الرّياضي حسني الغربي للريّاضيّة في حديثه عن القائمة أنّ كل الاجتهادات ستكون في مرمى الانتقادات بفعل تزعزع منسوب ثقة الجماهير الرياضية في الإطار الفنّي للمنتخب الوطني فمن الطبيعي ان تكون القائمة التي تمت دعوتها تحضيرا لمباراة ليبيا في إطار تصفيات كاس أمم افريقيا محلّ انتقادات واسعة بما ان المنتخب الوطني مُقبل على مرحلة جديدة دون تقييم للمرحلة السابقة إذ كان من المفترض الكشف عن تقييم جدي يتمّ إثره إتّخاذ قرارات وجيهة لبناء المرحلة القادمة و مستقبل المنتخب ولكن أمام غياب التقييم والغموض الذي شمل الإطار الفنّي (خاصّة و أنّ القادري تعهّد بالاستقالة من خطته في حال الفشل في بلوغ الدور الثاني من كأس العالم ،إلاّ أنه أصرّ على مواصلة مهامه لاسباب مجهولة …. رغم وعيه الشديد ان شريحة واسعة من الجماهير التونسية ترفض بقائه على رأس المنتخب ويمكن حتى إلتماس ذلك من تعاليق وآراء الجماهير على شبكات التواصل الاجتماعي لإدراك حجم الرّفض للقادري الذي كان من الأجدر أن يبتعد عن المنتخب و يخوض تجربة تدريبية جديدة من شأنها ان تثري سيرته الذاتية التي تبقى جدّ متواضعة” على حدّ تعبيره.

و تابع الغربي أنّ كلّ هذه العوامل تجعل من الفترة القادمة مبنية على اخطاء فادحة قد تكون عواقبها وخيمة أمام نسبيّة الثقة بين المدرب الوطني و كل الأطراف المهتمّة بالمنتخب من لاعبين و إعلاميين و جماهير ، و أكّد الغربي أنّ دعوة يوسف المساكني وعلي معلول رغم تقدّمهما في السّن أكدت غياب الرؤية الاستراتيجية في قرارات المدرّب الذي يعتبر ان التّأهل الى كأس أمم افريقيا هدفا وهو إنجاز تجاوزته الأحداث وتقاليد الكرة التونسية….وبالتّالي فإن مستقبل المنتخب في ظلّ كل هذه المؤشرات لا يبشّر بخير، رغم أن للحظّ رأي آخر في بعض الأحيان.”

قوبنطيني :”رفيق الكامرجي يستحقّ التّواجد في المنتخب”

تحدّث اللّاعب السّابق و المحللّ الفنّي عبد المجيد القوبنطيني للرّياضيّة “أن اللاعبين الذين يمتلكون الخبرة مثل علي معلول و يوسف المساكني و ياسين مرياح و ديلان برون و غيرهم يمكنهم تأطير و قيادة الجيل الجديد في المنتخب الوطني (إلياس العاشوري ، محمد علي بن رمضان ، حنبعل المجبري …) الذين سيحملون المشعل في المواعيد القادمة ، فعلى المدى القريب (3 أو 4 سنوات) ستتغيّر تركيبة المنتخب خاصة مع بداية إعتزال وهبي الخزري ، عموما المنتخب الوطني ليس بفريق أو جمعيّة بل هو نخبة تضمّ أفضل اللاعبين الذين يمكنهم تحقيق أفضل تركيبة.”

أمّا بالنسّبة للإستحقاق الإفريقي المنتظر (تصفيات كان الكوديفوار 2024) فقد أكّد قوبنطيني أن قائمة العناصر الوطنية المستدعاة لخوض مواجهتي ليبيا متوازنة و من الضروري أن يتحمّل الإطار الفني و النّاخب الوطني قراراته و إختياراته خاصّة بعد الجدل الأخير عقب إعلان قائمة المنتخب المشاركة في مونديال قطر (إحتجاجات الجماهير على إختيارات الحرّاس و وضعيّة سعد بقير و غيرها ..) و خلال الحديث عن قائمة المنتخب إستغرب قوبنطيني عدم تواجد كل من مرتضى بن وناس الذي يقدّم مردودا جيّدا مع فريقه التّركي قاسم باشا و مهاجم إتحاد بن قردان و هدّاف البطولة التّونسية إلى حدود هذه الجولة (برصيد 11 هدف) رفيق الكامرجي ضمن القائمة مؤكدّا أنّه يستحقّ التّواجد في المنتخب عكس سيف الدّين الجزيري ، فيما ثمّن قوبنطيني قرارات النّاخب الوطني المتمثّلة في منح الفرصة لكلّ من إلياس العاشوري و شيم الجبالي.

و أثنى قوبنطيني على أداء كلّ من هيكل الشيخاوي و محمد الصغراوي (الإتّحاد المنستيري) مؤكّدا أنهما يستحقّان التّواجد في قائمة المنتخب الوطني ، و تابع:” هل من المنطقي أن تصدر قائمة المنتخب الوطني دون إجراء تقييم شامل لمردود المنتخب في كأس العالم ؟ الإدارة الفنيّة غائبة تماما ، لذلك يجب مراجعة العديد من الحسابات صلب الجامعة التّونسية لكرة القدم فلا يمكن خوض إستحقاق جديد و الإنتقال إلى مرحلة أخرى دون الإجابة عن العديد من التساؤلات بخصوص المنتخب في المونديال الأخير.”

 

 

آخر الأخبار