الرّياضيّة- تونس
تفتح صفحة المارد الرّياضي التّونسي من جديد جملة من قضايا التحيّل و الفساد التي تنخر مؤسّسات و هياكل رياضيّة مختلفة ، و بعد قضيّة التحرّش (بين مسؤول في جامعة كرة القدم و حكمة) التي نشرنا تفاصيلها في عدد الأسبوع الماضي من جريدة “الرّياضيّة” إخترنا في هذا العدد تسليط الضوء على قضيّة نُشرت مؤخّرا و أثارت جدلا واسعا ، إذ كشف أصحاب الصّفحة نقلا عن مصادرهم بالجامعة التّونسيّة لكرة القدم أن الجامعة تتلقّى من الإتّحاد الدّولي لكرة القدم “الفيفا” سنويّا و بصفة دوريّة ألف كرة قدم و مبلغ مالي يقدّر بخمسين ألف دولار أمريكي قصد توزيعها على المدارس التّونسيّة التّي تتضمّن إختصاص كرة القدم لدعمها و تطويرها.
و كشفت الصّفحة أن الجامعة تتلقّى هذه المساعدات منذ سنوات إلاّ أنّها تستولي عليها و لاتمنح المدارس المعنيّة بالمساعدات أي من الكرات أو المبالغ الماليّة إلى جانب قضيّة تدليس أسماء مشاركين و التّحيل على مشاركة مدرسة الهادي العيّادي بصفاقس في بطولة مصر للمدارس التي تنظّمها “الفيفا”.
اسناد المساعادات لغير مستحقيها
و تحدّثنا مع المدرّب و أحد مؤسّسي عمادة المدرّبين التّونسييّن مرسي قطاطة بحثا عن مزيد من التّفاصيل إذ أكّد في حديثه أنّ مدرسة الهادي العيّادي بصفاقس كانت معنيّة بالمشاركة في مسابقة نظّمتها “الفيفا” و “الكاف” (بطولة كبرى بين المدارس) بمصر إلا أن الجامعة تجاهلت المدارس المشاركة و إستعملت إسمها فقط في حين شرّكت عناصر (النّخبة) من برج سدريّة عوض دعوة أستاذ الرّياضة البدنيّة و تلاميذ مدرسة الهادي العيادي بصفاقس و مدرسة إعداديّة بسوسة (يذكر أن الكاف كلّف الجامعة بالتّواصل مع المدارس المعنيّة بالمشاركة) فيما تمّ التّنسيق بين المدير و المندوبيّة الجهويّة بصفاقس و إقتصرت على تلمذين فقط من مدرسة صفاقس، و توّجت فيما بعد البعثة التونسية المشاركة بإسم المدرسة بهذه البطولة و حقّقت إنتصارات بنتائج عريضة و حصدت منحة فوز تقدّر ب100 ألف دولار التي لم تنتفع بها المدرسة إلى حدود هذه اللّحظة.
و أضاف قطاطة أنّ هدف الفيفا و الكاف من هذه البطولة ليس رياضي بالأساس بقدر ماهو تحقيق للتّواصل و الأخوّة و تدعيم الرّوح الرّياضيّة بين الأطفال و التّلاميذ من مدراس العالم.
و تابع قطاطة في حديثه أن الفيفا تمنح الجامعة 1000 كرة قدم ومنحة ماليّة (50 ألف دولار) سنويّا قائلا “لا نستطيع الجزم أن الجامعة تتحيّل على المنح و الكرات إلا أنّها تختار منحها إلى فرق معيّنة و جمعيّات مدنيّة و مركز التّكوين ببرج السدريّة و غيرها من المؤسسات الخاصّة أمام تهميش المدراس و الفرق الصغرى” ، و تابع قطاطة أن الجريء لا يعمل على إستراتيجيّات طويلة المدى و إنّما يبحث عن الإنجازات الوقتيّة في الفترة التّي يتراّس فيها الجامعة و هو الحال بالنّسبة إلى بعض رؤساء الجمعيّات الذين يصبّون إهتمامهم و أولويّاتهم على صنف الأكابر مقابل تهميش الأصناف الأخرى.
و إختتم قطاطة في حديثه عن مركز تكوين النّخبة ببرج سدريّة أنّ سنوات إشراف كل من مختار التّليلي و ماهر الكنزاري و غيرهم لسنوات طوال (أصدقاء الجريء) ما خلّف نتائج هزيلة و وضعيّات كارثيّة للمنتخبات (أصاغر / أواسط..).