الرّياضية – وصال الكلاعي
أسدل السّتار يوم الأربعاء 8 فيفري 2023، على منافسات المرحلة الأولى من بطولة الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم للموسم الرّياضي 2022/2023.
وتأهل عن المجموعة الأولى كل من التّرجي الرّياضي التونسي والنّجم الرّياضي السّاحلي والِاتحاد الرّياضي بتطاوين والنّادي الرّياضي الصفاقسي إلى البلاي أوف. أما عن المجموعة الثانية فحجزت المقاعد الأربع في مجموعة التّتويج لكلٍ من الِاتحاد الرّياضي المنستيري والاِتحاد الرّياضي ببن قردان، الأولمبي الباجي والنّادي الإفريقي. وسيحظى كلّ فريق بنقاط حوافز حسب ترتيبه في مجموعته. فصاحِبا المركز الأوّل، التّرجي والاِتّحاد المنستيري، سيبدآن بأربع نقاط لكلّ منهما. وصاحِبَا المركز الثّاني، النّجم الرّياضي السّاحلي والاِتّحاد الرّياضي ببن قردان، سيدخلان البلاي أوف بثلاث نقاط حوافز لكلّ منهما. أمّا صاحبَيْ المركز الثّالث، الاِتّحاد الرّياضي بتطاوين والأولمبي الباجي، فسيحظيان بنقطتين تحفيزيّتين. وستسند نقطة وحيدة لرصيدَيْ صاحبيْ المركز الرّابع عن كلّ مجموعة. ألا هما النّادي الرّياضي الصفاقسي والنّادي الإفريقي.
أمّا مرحلة البلاي آوت، مجموعة تفادي النّزول، فكانت وجهة لأصحاب المراكز الخامس والسّادس والسّابع. وهم الملعب التّونسي والنّادي الرّياضي البنزرتي والأمل الرّياضي بحمّام سوسة، عن المجموعة الأولى. والنّجم الرّياضي بالمتلوي والمستقبل الرّياضي بسليمان وأولمبيك سيدي بوزيد، عن المجموعة الثّانية. وسينال كلّ فريق كما هو مرتّب سلفًا في كلّ مجموعة، من أكملا في المرتبة الخامسة سيتمكّنان من أربع نقاط حوافز. ومن أتيا في المركز السّادس سيتعزّز رصيدهما في البلاي آوت بنقطتين تحفيزيّتين. أمّا صاحبَيْ المركز السّابع فلن يحصدَا أيّ نقطة. وسيدخلان مجموعة تفادي النّزول برصيد خاوٍ من النّقاط.
وأسفرت المرحلة الأولى من البطولة الوطنية عن النّزول المباشر الهلال الرّياضي الشّابي والمستقبل الرّياضي بالرّجيش إلى الرّابطة المحترفة الثّانية، بعدّ أنّ اِحتلّ كلاهما المركز الأخير من المجموعتين الأولى والثّانية على التّوالي.
موازين القوى تغيّرت!
وفي مرحلة المجموعات كان بطل الموسم الماضي، التّرجي الرّياضي التّونسي الأكثر حصدًا للنّقاط برصيد 31 نقطة، متفوّقًا عن نفسه في الموسم الماضي. فقد أكمل المرحلة الأولى من الموسم الفارط برصيد 27 نقطة. وكان أيضًا الأكثر حصدًا للنّقاط. أمّا الأقل رصيدًا فهو المستقبل الرّياضي بالرجيش الّذي لم يحصد إلاّ ستّ نقاط. علمًا انّ أقلّ رصيد من النّقاط في الموسم المنقضي كان عشر نقاط وكان من نصيب النّادي الرّياضي بحمّام الأنف.
وقال المدرّب والمحلّل الفنّي، عثمان النّجار، عن المستوى الفنّي لهذه المرحلة من البطولة المحليّة: “لا يمكن أن يكون تقييم مستوى البطولة فنيًّا يتسّم بالموضوعية لأن كلّ الفرق لم تمرّ بالظروف نفسها. لذلك لا يمكن الحكم على مردودها في المرحلة الأولى بنفس الكيفية.
زد على ذلك المجموعتان لم تكونا متشابهتان. ففي المجموعة الأولى كان هناك التّرجي الرّياضي التّونسي والنّجم الرّياضي السّاحلي والنّادي الرّياضي الصفاقسي معًا بالإضافة إلى اِتحاد تطاوين، الّذي قدّم وجهًا مميّزًا. والمجموعة الثّانية كان فيها الاِتّحاد الرّياضي المنستيري والنّادي الإفريقي والاِتحاد الرّياضي ببن قردان فضلاً عن المفاجأة الأولمبي الباجي.. إلاّ أنّ المستوى عموما كان دون المتوسّط بكثير، صراحةً. فَعَدا مباراة أو إثنتين لم ترتقِ بقيّة المواجهات إلى المستوى الفنّي المطلوب والمعهود للبطولة التّونسية.
كما يمكن الجزم أن موازين القوى في خريطة كرة القدم في تونس تغيرت نوعا ما. وأصبحت هناك فرق جديدة تُنافس الفرق الكلاسيكية في المراهنة على لقب البطولة التونسية”.
وخصّ النّجار فرقًا معيّنة بالحديث في تصريحه للرّياضية. قال: “بالنّسبة إلى فريق عاصمة الرّباط فهو في سيرورة للنّتائج الجيّدة الّتي كان يحقّقها منذ موسمين على الأقل. والحال ذاته بالنّسبة إلى الاِتحاد الرّياضي ببن قردان الّذي يؤكد نتائجه من موسم إلى آخر. أما الأولمبي الباجي فقد كان مفاجأة الموسم في المجموعة الثّانية وما حقّقه لم يكن منتظرًا البتّة. وهو مُطالب بتأكيد النّتائج الجيّدة في مرحلة التّتويج..
ولا يمكن المرور مرور الكرام على الصّعوبات التي اِعترضت طريق النّادي الإفريقي وأزمته الإدارية والمالية التي أثرت على النّتائج الرّياضية للفريق. فقد كان لقدوم المدرب سعيد السّايبي أثر إيجابي على مردود الفريق. مما جعله يسترجع وجهه الّذي عهدناه. خاصة أنّه تمكّن من تحقيق الهدف المرسوم من قبل الإدارة وكافّة الإطار الفنّي. ألا وهو بلوغ مرحلة التّتويج.
أما المجموعة الثّانية فكان أبرز ما ميّزها هو صراع الصدارة. وقد حُسم فعلاً في الجولة الأخيرة. ليُفرّط النّجم الرّياضي السّاحلي في صدارة المجموعة، الّتي كان يحتلّها منذ بداية البطولة، بعد الهزيمة أمام النّادي الرّياضي البنزرتي بأولمبي سوسة. رغم أنه كان وفيًّا لتقاليده في الدّوري. حاله كحال التّرجي الرّياضي التّونسي”.
وأضاف النّجار: “في هذه المجموعة كان النّادي الرّياضي الصفاقسي يعاني مشاكلاً جمّة تراكمت عليه وأثقلت كاهله منذ الموسم الفارط.
أمّا الاِتحاد الرّياضي بتطاوين فقد كان مفاجأة هذه المجموعة. وصعد إلى مرحلة البلاي أوف متفوّقًا عن الملعب التونسي. فرغم البداية الجيّدة لهذا الأخير الموسم الحالي، تراجعت نتائجه في الجولات الأخيرة من المرحلة الأولى من البطولة”.
نجاعة هجومية أكبر
في الموسم الحالي، كان فريق باب سويقة أقوى خطّ هجوم، في المرحلة الأولى، برصيد خمسة وعشرين هدفٍ. أمّا أضعف خطّ دفاع فكان لنادي أولمبيك سيدي بوزيد الّذي اِستقبلت شباكه تسعة عشر هدفًا.
وإجمالا تمّ تسجيل 220 هدفًا في المرحلة الأولى من البطولة أي بمعدّل ما يقارب الهدفين في المباراة الواحدة. وهو رقم أكبر ممّا تمّ تسجيله في الموسم الماضي. إذ أسفرت المرحلة الأولى من موسم 2021/2022 عن 170 هدفًا.
وتناول النّجار هذه النّقطة في حواره معنا. وقال: “باستثناء قلبا الهجوم، رفيق الكامرجي، لاعب اِتحاد بن قردان والهدّاف الحالي للبطولة، وأسامة بوقرة، هدّاف الأولمبي الباجي، لا نجد أيّ مهاجم صريح غيرهما في ترتيب أفضل هدّافي البطولة، لهذا الموسم في الوقت الرّاهن.
فقد كانت المساهمة الكبيرة في تسجيل الأهداف من نصيب متوسّطي الميدان والأجنحة. وقد عزّز هؤلاء المنظومة الهجومية لكلّ الفرق هذا الموسم. وأبرز مثال لذلك هو محمد علي بن رمضان وأنيس البدري مع الترجي. فتسجيل الأهداف، اليوم، لم يعدْ حكرًا على المهاجمين الصريحين، رؤوس الحربة، في الدوري المحلي بصفة خاصّة.
وإنّ صيام المهاجمين الصّريحين عن الأهداف أمرٌ غيرُ محمود في كرة القدم عامّة بغض النظر عن بطولة الرّابطة المحترفة التّونسية، رغم أن تسجيل بقية اللّاعبين، بمختلف مراكزهم، للأهداف نقطة مميزة”.
وأردف النّجار في الصّدد ذاته: “لا يمكن أن ننسى دور الكرات الثّابتة في التّنشيط الهجومي. فقد أصبح كلّ المدربون وَاعُون بأهمية إستراتيجيّة اللّعب هذه. وقد شاهدنا تنويع مميز في اِستغلال الكرات الثّابتة لتجسيم الأهداف”.
وأكّد النّجار أنّ البطولة الحقيقية ستبدأ الآن. لأن كل الفرق الّتي صعدت إلى مرحلة التّتويج لها مستوى فنّي محترم يسمح لها بالمنافسة على اللّقب. وسيكون هناك دربيات ومباريات تقليدية كثيرة، كلاسيكو، وهو ما من شأنه أن يرفع المستوى الفنّي للبطولة، نظرًا لاتّسام تلك المواجهات بالتنافس القوي والنديّة الكبيرة. وحتّى يصعب التّكهن بنتائجها بغض النّظر عن فروق القوى الجاهزية البدنية والفنية والظروف المتباينة للفرق، على حدّ تعبيره.
رهانات كبيرة في المرحلة القادمة
ومواصلة لحواره معنا أكد الفنّي، عثمان النجار، أنه قد تتشكل بعض المشاكل بالنّسبة للتّرجي الرّياضي والاتّحاد المنستيري الّذان ينافسان على الواجهة الإفريقية، مباريات كأس تونس وقريبا البطولة العربية للأندية.
وقال النجار: “ربّ ضارّة نافعة بالنّسبة لخروج الاتّحاد المنستيري من مسابقة كأس تونس. فسيتفرّغ الفريق كليًّا للدّفاع عن حظوظه في كأس الكونفدرالية الإفريقية. علمًا أنّه قادر على بلوغ أدوار متقدمة من هذه المسابقة. علاوة عن كونه مراهن جدي على لقب البطولة المحلية.
ستعيش بعض الأندية، الّتي تنافس على أكثر من واجهة، ضغطًا هائلاً، سيما على رصيدها البشري.
لذلك على التّرجي أن يضمن ترشّحه إلى الدّور القادم من دوري أبطال إفريقيا في أقل عدد ممكن من المباريات حتى يتمكّن من إراحة بعض اللاّعبين الأساسيّين واستغلال كلّ لاعبيه. لتخفيف الضغط على الرّصيد البشري نظرًا لماراطون المباريات الّذي ينتظر الفريق، على الواجهتين المحلية والقارية”.
“التحكيم لم يؤثّر على النّتائج”
شهدت المرحلة الأولى من البطولة الوطنية جدلاً تحكيميًا كبيرًا. وكثرت البلاغات وتعالت الأصوات المندّدة بقرار فلان والّتي تنبذ تعيين فلان.. ممّا دفع الجامعة التونسية لكرة القدم إلى إسناد مباريات البطولة إلى التحكيم الأجنبي.
وقال الخبير التحكيمي عادل زهمول، للرّياضية، مقيّمًا الأداء التحكيمي في المرحلة الأولى من البطولة: “عموما كان الأداء التحكيمي جيّدًا. ولم يؤثر بشكل كبير على نتائج الفرق في المرحلة الأولى.
وإنّ التّحكيم التّونسي ممتاز. بإستثناء بعض الحالات الشاذّة الّتي كانت معظم قراراتها التّحكيمية مدعاة للشّبهة. فثلاثة أو أربع حكام تونسيون على الأقل لا مكان لهم في مجال تحكيم كرة القدم قاطبة.. والشاذّ يحفظ ولا يقاس عليه.
وذلك ما أفقد الجمعيات الرّياضية الثّقة في الصّافرة التّونسية. ممّا جعل الجامعة تلتجأ إلى الحكّام الأجانب الّذين ليسوا أعلى شأنًا من الحكّام التونسيين.
إلاّ أنّ التّحكيم الأجنبي فضّ النّزاع. وجنّبنا الكثير من التأويلات والمشاكل”.