الرّياضية – وصال الكلاعي
دارت يوم الجمعة 23 ديسمبر 2023، أشغال ورشات الجلسة العامة العادية والجلسة الخارقة للعادة للجامعة التونسية لكرة اليد بمقرّ الجامعة، أين تمّ تناول جملة من النّقاط بل تنقيح العديد من القوانين من النّظام الأساسي والقوانين العامة للجامعة والمنظّمة للّعبة.
وقد نجح المنتخب الوطني لكرة اليد، الجمعة 30 ديسمبر 2022، في الفوز ببطولة الأمم الأربعة لكرة اليد، الإعدادية لمسابقة كأس العالم 2023، الّتي اِحتضنتها بولونيا. لذلك اِختارت الرّياضية محاورة السيّد كريم الهلالي، رئيس الجامعة التّونسية لكرة اليد، لتوضيح هذه المستجدّات أكثر.
كيف تقيّمون التّنقيحات الجديدة للقوانين الّتي تشمل عقود لاعبي النّخبة الوطنية لكرة اليد؟ وما مدى أهميّتها في مسيرة اللّاعبين؟
التنقيحات التي طرأت على القوانين المنظمة لرياضة كرة اليد في تونس هي غاية في الأهمية. لأنها طالت أمورًا لم يتم التّطرق إليها سابقًا. وهي ترمي إلى حماية اللاّعبين الشّبان بصفة خاصّة، الّذين تتراوح أعمارهم ما بين 16 و21 سنة. أي لاعبي المنتخبات الوطنية للشّبان، النّخبة. فقد غادر الكثير منهم في السّنوات السّبع الأخيرة. وتشتّتت مواهبهم في الطريق، دون بلوغ النّهاية المرجوة. وذلك يعود إلى خياراتهم الرّياضية الخاطئة. فلم تتحقّق الإستفادة من مهاراتهم ومواهبهم لا لأنديتهم ولا للمنتخب الوطني على حدّ السّواء. واليوم وقع على عاتقنا سد هذا الشّغور على مستوى الإحاطة وحماية المواهب الشّابة. وإرشاد اللّاعبين الشّبان نحو طريق الصّواب بتوجيه مساراتهم الرّياضية عبر ربطهم بعقود رسمية مع الجامعة التونسية لكرة اليد. وهذا التّنقيح القانوني لا يشمل فقط اختيار الأفضل للاّعبين وإنما حماية حقوق أنديتهم التي أنفقت على تكوينهم.
وإن توجّه الجامعة التونسية لكرة اليد اليوم هو الدّفع باللّاعبين إلى الاحتراف في أندية وبطولات أوروبية قوية في الخارج. وهم أهلٌ لذلك.
فالأموال والمادة ليست كل ما في رياضة كرة اليد. صحيح أن ذلك هامٌ لكن المسيرة المهنية أهم بكثير. وإن مسيرة اللّاعب تدوم عشر سنوات فأكثر. لذلك يجب اِستغلالها للّعب على أفضل المستويات. وكفى ما خسرته البطولة الوطنية والمنتخبات الوطنية بفضل خيارات خاطئة للاّعبين. فبفضل هذا القانون ستتعدل الكثير من الأمور.
فضلا عن تأطير لاعبي النّخبة، هل تناولت الجلسة العامة دراسة قوانين أخرى وتنقيحها؟
تم العودة إلى نظام التّحكيم الرياضي، “كناس”، وهو أهم ما تم تنقيحه في القانون الأساسي. فبعد التّوقف عن اِعتماده منذ 2018، تمّت اليوم العودة رسميًا إلى الخضوع للتّحكيم الرّياضي المحلّي. وهو كفيل بحقوق الأندية على وجه الخصوص. لحماية حقوقهم في التّقاضي على المستوى الوطني دون المساس بحقوق أي هيكل رياضي آخر تابع لجامعة كرة اليد.
ما مدى تأثير هذه التّنقيحات الجديدة في القوانين على مستوى كرة اليد التّونسية؟
سيظهر تأثير هذه القوانين في غضون سنتين أو ثلاث سنوات على أقصى تقدير، خاصة على مستوى البطولة الوطنية لكرة اليد. لأن الكثير من اللاّعبين لن يغادروا أنديتهم والبطولة المحلية بحكم القانون الجديد. وبالتالي سيتحسن مستوى البطولة الوطنية لكرة اليد إذ ستكون أقوى بكثير وتتّسم بالتوازن. ومنه يتحقق النّجاح للمنتخبات الوطنية لكرة اليد. فإن لم يتوفّر خيار اللّعب في القارة العجوز، أوروبا، فإن خيار اللّعب في البطولة المحلية متاح لامحالة.
فعمل الجامعة التونسية لكرة اليد يركّز على الحاضر صحيح لكن يعمل على تطوير اللّعبة في تونس على المدى البعيد.
مالّذي ستُضيفه الشّراكة مع الجامعة البولونية لكرة اليد علاوة عن المشاركة في الدّورات الدّولية الّتي تنظّمها بولونيا؟
إن تلك الاتفاقية تعكس إشعاع الجامعة التونسية لكرة اليد على المستوى العالمي وانفتاحها على الدّول القوية في لعبة كرة اليد فبولونيا من أعتى الدّول في هذه الرياضة. إذ أنها تملك أندية مُذاعٌ صيتها في دوري أبطال أوروبا لكرة اليد. وهي ليست الشّراكة الأولى مع جامعة أوروبية إذ حصل سابقًا اِتفاق مع الجامعة الفرنسية لكرة اليد.
وستضمن هذه الاتفاقية، مع الجامعة البولونية، تبادل الخبرات على مستوى تكوين الإطارات، المدربين والحكّام وكل ما من شأنه تطوير اللّعبة. وتلك الشراكة مفيدة للجامعة البولونية لكرة اليد كما هي مفيدة للجامعة التّونسية بالقدر نفسه.
ما هي الخطوات القادمة في تحضيرات المنتخب للمونديال؟
بعد عودته السّبت 31 ديسمبر 2022 في السّاعة منتصف النّهار إلى أرض الوطن. ستركن العناصر الوطنية لمنتخب كرة اليد إلى الرّاحة نظرًا لعطلة رأس السّنة الإدارية. ومن يوم الإثنين 2 جانفي 2023 تُستأنف التّحضيرات بتربصٍ إعدادي أخير بمدينة المنستير إلى غاية يوم السبت 7 جانفي 2023. وسيتخلل هذا التربص مقابلتين وديتين دُوليتين ضدّ المنتخب الجزائري لكرة اليد، يومي الأربعاء والجمعة 4 و6 جانفي 2023. وقد تم برمجة الوديتين مع المنتخب الجزائري بصفته منتخبًا مشاركًا في بطولة العالم المقبلة. وإن طريقة لعب العناصر الجزائرية تشبه طريقة لعب منافسنا في مجموعة المونديال، المنتخب البحريني. وإن خوض خمسة لقاءات تحضيرية قبل المونديال من شأنه أن يدخلنا في نسق وأجواء هذا الإستحقاق الهام.
ورغم الفوز بدورة الأمم الأربعة التي أقيمت في بولونيا، نحن على يقين أنه مازال هناك بعض النّقائص الّتي يجب تداركها. وإن الاطار الفنّي يقوم بعمله كما يجب وهو بصدد تمرير الرّسائل اللّازمة للّاعبين شيئا فشيئا وهؤلاء يستوعبون المطلوب. والكلّ في المنتخب يعيش وسط أطيب الأجواء في اِنسجام متطوّر بين كل العناصر. وهو أمر إيجابي جدًا. ونحن عازمون على تقديم الأفضل في المسابقة القادمة. وبعد ذلك سنشدُّ الرّحال نحو السويد لخوض غمار كأس العالم يوم 11 جانفي إلى غاية 29 جانفي 2023.
يذكر أنّ المنتخب الوطني يستهلّ مشواره في دور مجموعات كأس العالم بمواجهة المنتخب البحريني يوم الجمعة 13 جانفي 2023 في السّاعة السّادسة مساءً. فالمنتخب البلجيكي يوم الأحد 15 جانفي 2023 في التّوقيت نفسه. ثمّ المنتخب الدّنماركي يوم الثّلاثاء 17 جانفي 2023 في السّاعة الثّامنة والنّصف ليلاً