الرّياضية تحاور أشهر مشجّع في مونديال قطر :هكذا كانت قصتي مع حفيد مدرب الب
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمشجع يحمل طفلاً، ويحاول مساعدته للوصول الى محطات الميترو، واتضح لاحقاً أنه حفيد مدرب منتخب البرازيلي تيتي، وكتعبير على امتنانه لما قام به هذا المشجع، قام تيتي برفقة عدد من اللاعبين من المنتخب البرازيلي بتكريم الأردني حسين سافاريني واستقباله في مقر الإقامة وإهدائه قميصا لمنتخب “السيليساو” يحمل توقيع النجوم، كرد للجميل على الحركة التي قام بها.
“الرياضية” التقت في الدوحة بالمشجع الأردني الذي حدثنا عن الواقعة التي تداولتها وسائل الإعلام في العالم بقوة، والتي حولته إلى واحد من أشهر المشجعين في العالم ونجما من نجوم المونديال.
هل بإمكانك أن تكشف خفايا الواقعة؟
بعد نهاية مباراة البرازيل وصربيا، غادرنا الملعب وكانت الشرطة هناك تسعى الى اقصى حد لتنظيم المشجعين حتى لا يكون هناك تدافع، لكن عند مغادرتنا الملعب وبسبب كثرة الازدحام كان علينا المشي لوقت قصير ثم التوقف لكي يسمح الأمنيون بمرور الناس بأسرع وقت، فجأة ظهرت امامي عائلة متكونة من 4 افراد وأطفال من بينهم هذا الطفل الذي كان يبلغ عمره ما بين 6 او 7 سنوات ويزن قرابة 20 كلغ، وبادرت بالتعبير عن استعدادي لمساعدته وأحمل عنه الولد، وقبل أن اكمل سؤالي حتى اعطاني الولد فحملته إلى أن وصلنا الى الميترو الذي كان يفصلنا حوالي ساعة مشيا على الأقدام، ولما قطعنا الجسر الذي يوصلنا الى المحطة هناك صورتني وأنا احمل الطفل، بالنسبة لي انتهى هنا الموضوع لأن تصرفي كان تلقائيا.
حسين سافاريني أشهر مشجع في مونديال قطر
ما الذي حصل بعد ذلك؟
خلال الندوة الصحفية للمنتخب البرازيلي تحدث المدرب تيتي عن المباراة وعن الفوز والخسارة لكنه ذكر ان الامر الأهم في رياضة كرة القدم هو التسامح، وتأثر تيتي كثيرا بالموضوع الذي حدث مع حفيده. في اليوم التالي وصلني فيديو باللغة البرتغالية لكن فيه عنوان بالعربية: تيتي يبحث عن الرجل الفلسطيني الذي ساعد عائلته لشكره ولكنني لم أفهم فحوى الفيديو، بعدها بيوم ذهبت لحضور مباراة البرتغال فسألت إن كان هناك شخص يفهم اللغة البرتغالية فوجدت مشجعا برازيليا يتحدث اللغة البرتغالية ففسر لي الموضوع واستغرب لماذا أريد معرفة الموجود في الفيديو. فشرحت له الأمر وأكدت له أنني الشخص الذي يبحث عنه المدرب البرازيلي تيبي، فقام بأخذ صورة امامية وخلفية لي وقال لي أن لديه علاقة بشخص في الاتحاد البرازيلي لكرة القدم. ومن ثمة اتصلت بي زوجة المدرب تيتي فرناندا، تسألني ان كنت انا ذلك الشخص الذي حمل حفيدها وطلبت مني أن امدها بصوري حتى تتأكد من الشخص فأخبرتني انه في ذلك اليوم هناك تدريب للمنتخب البرازيلي وتيتي يريد أن يراك بالملعب لكي يشكرك.
من قابلت عند زيارتك للمنتخب البرازيلي؟
عندما توجهت الى الملعب كان هناك قسمين، قسم للعائلات وقسم للمشجعين. شخصيا ذهبت الى قسم العائلات وهناك رأيت عديد اللاعبين مع أطفالهم وزوجاتهم وأقاربهم. بالنسبة لي أكثر شخص سررت عندما رأيته هو اللاعب رويبرتو كارلوس طبعا مع رودريغو، ميليتاو، اليسون بيكر وغيرهم. بعد حين أتاني المنسق الإعلامي للمنتخب البرازيلي وسألني إذا بإمكاني أن اذهب معه الى الملعب حتى أقابل المدرب تيتي الذي كان يريد شكري. وكانت هذه هي اللقطة التي تداولت بصفة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ما الذي دار بينك وبين مدرب السيليساو؟
لقد كان هناك مترجم بيني وبينه، لأنه لم يكن يتحدث اللغة الانجليزية. شكرني وشكرته لكن اهم سؤال بقي راسخا في ذهني كان عن الامر الذي دفعني للقيام بهذا فأجبته أنه بالنسبة لنا كعرب، فإن ما قمت به هو امر عادي وأن هذا من قيمنا وتربيتنا وعاداتنا وتقاليدنا، بالنسبة لي كان امرا بديهيا لكن بالنسبة لهم كان أمرا بطوليا.
ساعدت فتاة تونسية وأستعد لزيارة تونس
هل وجدت هذه القصة رواجا لدى العرب أكثر ام لدى الغرب؟
لقد لاقت رواجا أكثر لدى العرب والبرازيليين. لقد أرسلت لي زوجة تيتي عدة فيديوهات عن مدى اعجاب البرازيليين بهذا الموقف. في بلادهم كرة القدم مثل الجنون وبالتالي أي حدث متعلق برياضة كرة القدم مهم جدا.
علمنا أنك ساعدت طفلة تونسية هل تحدثنا عن ذلك؟
عندما كنت أطلب سيارة لكي أعود الى منزلي وجدت فتاة تنتظر اخاها حتى ترجع بدورها الى بيتها وكان الوقت متأخرا نسبيا (الساعة الثانية ونصف صباحا) ولكنه لم يستطع أن يصل إليها نظرا لصعوبة الطريق. فتواصلت مع اخاها لكي اطمئنه أن شقيقته بأمان معي واوصلها بمكان يكون قريب منه. فذهبنا واوصلتها الى بيتها ومن ثمة اتصلت بأخيها لكي اطمئن أن وصلته الأمانة
رأيناك تحمل العلم الفلسطيني فهل انت فلسطيني الجنسية؟
انا مواطن عربي ولن اذكر الديانة، هويتي فلسطينية جنسيتي اردنية استنشق الهواء القطري، دولتي الامارات التي عشت فيها طفولتي. أعشق البرازيل و”تونس الخضراء حبي” وأستعد لزيارتها قريباً حتى تكون أولى الدول التي أزورها بعد كأس العالم.