28.7 C
تونس
18 مايو، 2024
كرة قدم وطنية

مساعدة متواترة للأندية: واجبات من اختصاص مهام جامعة كرة القدم أم حزام لحماية رئيسها ؟

الرياضية – هاني ابراهمي
مدّت الجامعة التونسية لكرة القدم في الايام الأخيرة يد المساعدة لأندية النجم الساحلي ونادي حمام الأنف والملعب التونسي سواء بتقديم مساعدات مادية بشكل مباشر مثل ما حصل مع فريق جوهرة الساحل أو التكفل بتسوية بعض الملفات أو الخطايا والديون، ولم تكن هذه البادرة حديثة العهد فالهيكل المشرف على كرة القدم التونسية قام بذلك سابقا أيضا مع عديد الأندية على غرار النادي الإفريقي والنادي الصفاقسي وغيرهما من الأندية.
فهل هذه المساعدات هي من صميم مهام الجامعة وواجبة عليهــا أم أنها مجرد خطوات من رئيســـــها  للتدخل والسيطرة على الأندية وتكوين حزام حام له من معارضيه كما يرى البعض ؟
دور طبيعي للجامعة
سؤال يجيب عنه العضو الجامعي الحالي هشام بن عمران في حديثه مع الرياضية حيث يقول ان العمل الذي تقوم به الجامعة منذ سنوات بتنمية مواردها ومضاعفة عدد مستشهريها وبالتالي تضخم ميزانيتها سنة بعد أخرى وهي أمور تدخل ضمن واجبات المكتب الجامعي ومنها مدّ يد العون للأندية سواء ماديا أو بالتدخل لفائدتها في بعض الملفات وهو تمشّ يؤكده محدثنا ويعتبره أمرا واجبا على كل المكاتب الجامعية التي تقلدت المسؤولية منذ سنة 2012 بقيادة وديع الجريء.
ويضيف بن عمران أن كل القرارات والخطوات يتخذها المكتب الجامعي بصفة جماعية مفندا كل الأقاويل التي تتحدث عن انفراد رئيس هذا الهيكل الرياضي بالقرار وديكتاتوريته المزعومة مشيرا في الآن ذاته إلى أن كل أعضاء المكتب الجامعي والجريء يتشاورون في مختلف الأمور .
ويشدد هشام بن عمران على أن الجامعة التونسية لكرة القدم تقف على نفس المسافة من جميع الأندية، لكن حسب الأولوية ووفق الأندية التي تمتلك ديونا متخلدة بذمة الجامعة، حيث يقول ان الأندية التي تكون مدينة للجامعة بمبالغ طائلة لا يمكن مساعدتها واثقال كاهلها أكثر بما أن المشاعدات المالية تبقى دائما بمثابة القرض أو “السلفة” حيث يجب تسديدها لاحقا للجامعة سواء على أقساط عن طريق الجدولة أو بالاقتطاع من المنح التي يسندها هذا الهيكل سنويا لفائدة الأندية المنخرطة في مختلف الأقسام من الرابطة المحترفة الأولى إلى أقسام الهواة والرابطات الجهوية.
وختم محدثنا تصريحه بالاشارة إلى أن المبلغ الضخم الذي منحته الجامعة للنجم الساحلي سيتم استرجاعه من المنح التي تمنحها الجامعة كل موسم للأندية وقد اتخذت الجامعة هذه الخطوة نظرا للخطر الداهم الذي يهدد فريق جوهرة الساحل اذ أنه ممنوع من الإنتداب وقد يكون مهددا حتى بالنزول للأقسام السفلى في صورة عدم تسديد ديونه الخارجية وهو سبب وجيه حسب بن عمران يتطلب هبة كبرى من الهيكل المشرف على كرة القدم التونسية كما حصل السنة الفارطة مع النادي الإفريقي.
الجامعة تعوّض الوزارة ؟ 
ويقول اللاعب الدولي السابق ونجم منتخب 1978 والمسؤول الحالي بالإدارة الفنية للجامعة علي الكعبي في حديثه مع الرياضية ان الجامعة التونسية لكرة القدم قد اضطلعت بالدور الأساسي لوزارة الشباب والرياضة التي من المفروض أن تقوم هي بمساعدة الأندية، لكن بحكم الوضع المادي الصعب الذي تمر به البلاد ككل فإن المكتب الجامعي تعهد بهذا الدور مشيرا إلى أن النادي الوحيد الذي لا يعاني ماديا في تونس حاليا هو الترجي الرياضي بفضل رئيسه حمدي المدب أما البقية فكلهم يمرون بصعوبات كبرى مرتبطة بشكل وثيق بالوضع الإقتصادي الراهن لتونس .
ويضيف الكعبي بأنه يجب على الجميع شكر الجامعة التونسية لكرة القدم ورئيسها على ما يقوم به لفائدة كرة القدم التونسية وخاصة لفائدة الأندية التي تمول المنتخبات الوطنية باللاعبين وخاصة منتخبات الشبان في السنوات الأخيرة، معبرا عن امتعاضه مما يقوم به البعض من تشويه وشيطنة للجريء رغم كل المجهودات التي يقوم بها وكل الذين يخلفونه في كل المواقف والأفعال مهما كانت.
وألقى علي الكعبي اللوم على مؤسسة التلفزة التونسية مثلا التي لم تتكفل بخلاص معاليم شراء حقوق البث وهو السبب المباشر الذي جعل الأندية لا تنتفع بتلك المنحة (المبلغ يجب أن يقسم على الأندية) وبالتالي تكفلت الجامعة بمساعدة الأندية التي تواجه صعوبات مالية في انتظار خلاص التلفزة التونسية للمبلغ المتخلد بذمتها حتى يتسنى للمكتب الجامعي ان تقتطع منه المبالغ التي مدت بها النوادي في المرات السابقة.
وفند الكعبي كل الأقاويل التي تتحدث عن نية مبيتة من رئيس الجامعة للسيطرة أو التدخل في شؤون الأندية معللا ذلك بالورقة الخضراء التي يرفعها رؤساء الأندية في كل تنقيح للقوانين تقترحه الجامعة أو في الانتخابات مضيفا في الآن ذاته أن مصطلحات “الدكتاتور” و “مولى الكورة” التي يرددها كثيرون ليست إلا غوغاء لا فائدة منها ومجانبة تماما للصواب والوقائع الموجودة منذ سنوات وحتى يومنـــا هذا.
وفي سؤاله عن مساعدة الجامعة لأندية دون أخرى، أشار نجم منتخب 78 إلى أن الجامعة لا يمكنها مساعدة كل الأندية فميزانيتها لا تسمح بذلك ولا يمكنها أن تقوم بكل الأدوار عوضا عن الدولة، مؤكدا أن المشكل الأساسي في كل ما يحصل في السنوات الأخيرة من مشاكل وأزمات مادية للأندية التونسية هو غياب القوانين العصرية في كرة القدم، فلا يمكن مواصلة الإعتماد على قوانين بالية منذ الستينات والسبعينات في عصر الإحتراف حيث يعتبر تغيير القوانين والتحول إلى قانون الشركات الرياضية ضرورة ملحة وعاجلة قبل أن تتفاقم المشاكل أكثر فأكثر ونجد أندية عريقة بصولاتها وجولاتها تندثر وتذهب في مهب الريح.
مصالح شخصية واستمالة للأندية
ويوجد موقف مخالف لما سبق، حيث يعبر عنه الزميل الصحفي علي الخميلي الذي يقول ان الجامعة برئاسة وديع الجريء تحاول كسب الأندية والتقرب منها لاستثمارها انتخابيا في السنوات المقبلة بمثل هذه المساعدات التي يصفها الخميلي بأنها بفضل أموال الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي أصبح يضخ أموالا طائلة لفائدة الإتحادات المحلية مستعينا بالمثالين المغربي والمصري الذين حققا قفزة كبرى بفضل دعم الفيفا للاتحادات ماديا
ويشدد الخميلي على أن الجامعة تتعامل بسياسية “الديماغوجيا” و “الإغراء” كما يصفها، والتي تتبعها الجامعة وخاصة رئيسها وديع الجريء الذي يحرص على التعامل بسياسية المكيالين مع الأندية فلو كان مسؤولو وخاصة رئيس ناد معيّن تجمعه صداقه به لتمتع ذلك النادي بدعم لا محدود من الهيكل الكروي والعكس صحيح.
ويصف علي الخميلي علاقة الجامعة التونسية لكرة القدم بيبعض الأندية بالمتوترة طارحا مثال الهلال الرياضي الشابي الذي وجد نفسه في نفق مظلم بسبب بعض التدوينات المنتقدة لرئيس الجامعة بسبب خلافات شخصية مع رئيس الهلال توفيق المكشر، مشيرا في نفس الوقت إلى أن ما يحصل من دكتاتورية هو أمر خطير جدا على كرة القدم التونسية من نواح عديدة.
نوايا غير بريئة
وختم الخميلي كلامه بالتأكيد على أن الجريء يستعمل نفس الأسلوب الذي كان يدير به إحدى البلديات في بنقردان في عهد التجمع الدستوري المنحل في ادارته لدواليب وشؤون كرة القدم التونسية منذ توليه هذا المنصب بل وأيقظ النيران الجهوية بين مختلف ولايات البلاد من خلال لعبة كرة القدم .
ويقول الرئيس السابق لمستقبل سكرة العربي سناقرية في تصريحه للرياضية بخصوص هذا الموضوع ان رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم ساعد النجم الساحلي بنيّة غير بريئة وفق تعبيره رغم أنه هو من أوصل النادي لهذا الوضع، لأن صديقه حسين جنيح وهو نجل الرئيس الحالي للنجم وهو السبب المباشر الذي جعله يساعد فريق جوهرة الساحل بهذا المبلغ الضخم جدا (تجاوز المليوني دينار تقريبا).
ويعلّل سناقرية هذا الموقف بأن الجريء يتعامل مع الأندية بمكيال الصداقات وغيرها من العلاقات الشخصية، موضحا في الآن ذاته أن المواقف التي يتخذها الجريء هي مجرد ذرّ رماد في العيون لتلميع صورته .
ويضيف الرئيس السابق لمستقبل سكرة بأن الجريء ينفّذ أجندات سياسية في تونس بترذيل الأندية واظهار ضعف الدولة وكأن لسان حاله يقول “شاهدوا وضعية الأندية المادية المزرية في عهدة الرئيس قيس سعيد” وفق تعبيره.
كما يشدد محدثنا على أن كل ما يقوم به رئيس الجامعة هو مجرد خدمة لنفسه ولمصالحه الشخصية  وبعيدا كل البعد عن مصالح الرياضة التونسية ومصالح الأندية التي تمثل تونس في المحافل الدولية والاقليمية والقارية.
آخر الأخبار