29.9 C
تونس
21 سبتمبر، 2024
غير مصنف

أنيس العياري: مشاكل الفرق الكبرى ستُحلّ بقوّة الجمهور و”البقلاوة” ضحيّة وهم وكذب.. لم أفهم “كاستينغ” الافريقي في استقدام مارشان والجعايدي سيعود يوما للنجاح في تونس

الرياضية – تونس

خطّ اللاعب الدولي السابق أنيس العياري مشوارا جيّدا وجديرا بالاحترام في التحليل الفني حيث بات قبلة لمختلف وسائل الاعلام لقاء مواقفه الشجاعة والجليّة فنيا دون الدخول في حسابات أو اصطفاف لمصلحة هذا الطرف أو ذاك. وخلال هذه المساحة، تحدث لاعبنا الدولي السابق عن واقع فريقه الأم الملعب التونسي وبقية معالم البطولة والمنتخب الوطني وركائزه من اللاعبين..فتابعونا في هذه المساحة من الرياضية:
 – لنبدأ من وضعك الراهن، أين يصنّف أنيس العياري نفسه في المشهد الكروي ؟أنا ابن كرة القدم وقناعاتي تدفعني للبقاء في الواجهة دائما كملاحظ ومتابع..كرة القدم هي بمثابة الأوكسيجين في حياتي ، صحيح أن الأمر أتعبني سابقا لكنني أقدمت على عديد المراجعات وهنالك تطور والحمد لله في المسار الذي سطّرته..
– لكن هنالك أسئلة تطرح عن وجهتك المستقبلية بعد مغادرة منصب المدير الرياضي في الملعب التونسي ؟
صحيح أن الابتعاد عن ذلك المنصب ترك شغورا بالنسبة لي ولكن بكل وضوح فاني لست مستعدا لألزم نفسي بتعاقدات اجبارية لدواع مادية، أنا أفضل النشاط بالصيغة الحالية حتى لا أرتبط ويتم احتسابي على أي كان.
– هذا يدفعنا للتساؤل ان كنت متحمسا للاستمرار في التحليل الفني..ومعرفة تقييمك للتجربة راهنا؟
بكل صدق ، أشعر أنني أديت المهمة بكل أمانة دون انحياز ولا ميل لأي كان..صحيح فقد تفاجأت بحجم رهيب من الشتائم في بداية التجربة وهذا مردّه تعلق كبير عاطفيا وكانتماء من الجماهير لفرقها، ولكن الأحباء ومن منطلق المتابعة المستمرة فانهم يملكون آليات التمييز بين المحلل الصادق  وأصحاب المهام..على العموم فان هنالك مراجعات يجب القيام بها لضمان تواصل أفضل في ايصال المعلومة.
– لنعد الى فريقك الأم ، ما تقييمك المبدئي للوضع في الملعب التونسي؟
أنا لا أجيد المجاملة، “البقلاوة” تعيش كذبة ووهما سوّقه البعض ولا بدّ من ايقافه حتى نعود الى الجادة..أحيانا حين تدلي بمثل هذه الاعترافات فانك تبدو في نظر الكثيرين أبشع شخص..لكن ذلك ليس مهما، يجب محاربة هذه العقليات والقناعات المترسبة في الفريق وهذه مسؤولية جماعية وليست حكرا على فرد.
– خلال متابعة ظهورك الاعلامي، لاحظنا وجود عدة اشكالات اعترضتك خصوصا مع جماهير الترجي والافريقي، فكيف تعاملت معها؟
فعلا، الصدّ كان كبيرا وردة الفعل بدت لي غريبة لكن بمرور الوقت فان الغالبية أدركت أن أنيس العياري يتحدث بلا خلفيات ولا مصالح ولا هدم لأي طرف كان..تحاليلي كانت كروية بحتة وتبعا لذلك فقد خلقت التجربة جسور تواصل مع جماهير هذه الفرق التي بدا أغلبها مفتنعا حتى بالنقد الذي يصدر عني أحيانا والذي تكون أسبابه كروية فحسب..فأنا أعتبر الترجي والافريقي هما مرآة عاكسة لحال كرتنا ولا بد من وجودهما باستمرار في منصات التتويج قاريا..
– هل تؤمن فعلا بأن الماكينات الاعلامية هي من تحكم المشهد الكروي وصنعت عديد اللاعبين حاليا ؟
الى حدّ كبير أساند هذا الرأي، في مسيرتنا كلاعبين بذلنا الكثير وتعبنا ولم نجد مثل هذا الزخم من المساندة الاعلامية..اليوم هنالك مشاعر الكترونية تتفاقم بالكره والشتم والسب للوالدين والثلب لمجرد الاختلاف في الرأي…وهذا غير معقول بتاتا، لا يمكن لمجرد اختلاف في الآراء أن يفجّر تلك المشاهر من وراء الحاسوب..هل سنضطر الى مقاضاة نصف الشعب التونسي بسبب تحليل لقاء كرة قدم؟.. بصراحة نحتاج الى نوع من العدالة الرياضية كرويا واتصاليا.
– في تقييم فني بحت لواقع “البقلاوة” ، هل تبدو متفائلا قبل الموسم الجديد؟اسم المدرب ونوعية التعاقدات الراهنة يبيحان التفاؤل برؤية الملعب التونسي في نسخة جيدة..ولكن ذلك غير كاف.لن ينصلح حال الملعب التونسي الا بوجود استقلالية في المهام لدى كل الأطراف وألا يتدخل المدرب في الاداري والجمهور في الفني والى ما غير ذلك..البقلاوة ناد كبير ولكن الوقائع تقول ان الفريق لم يتوّج ولم يخض أي دور نهائي منذ 19 عاما وهذا يستوجب التحليل العقلاني عوض الاكتفاء بالحديث عن الماضي.
– لكن حال الفريق لا يختلف عن بقية كبار البطولة، فجميعهم مرهق ماديا ومهتزّ في وضعه القانوني أليس كذلك؟
فعلا هذا صحيح، ولكن ترسانة الكبار ستجتاز الظرف الصعب عاجلا أم آجلا بفعلا قوة الضخ الجماهيري ماديا ومعنويا ثم بتوفّر مراكز تكوين جيدة..لكن أتساءل هنا عن الملعب التونسي وتواصل ابتعاده عن البوديوم..الفريق مطالب ببلوغ مشاركة قارية والقطع مع اهتزاز النتائج بسياسة الصعود والنزول..
– فرقنا البارزة شهدت بدورها تغييرا متواترا للمدربين، فكيف تقيم ما حصل مع السليمي والكوكي والجعايدي؟
هنالك ظروف تختلف من ناد الى أخر، لكن دعني أعترف أنني لم أفهم صراحة مقاييس كاستينغ الافريقي لبرتران مارشان..الرجل لم ينجح في هلال الشابة وحتى في العشرية الأخيرة ولا أدري سر اعادته عوضا للسليمي..الكوكي كان صريحا وغادر لأسباب مادية في النادي الصفاقسي وهذا أمر عادي.بالنسبة للجعايدي فشخصيا أعتبر انه قام بخطوة لا بد من المرور بها لفهم عقلية اللاعب التونسي وأجواء بطولتنا وأنا متأكد من نجاحه في سنوات قادمة عند العودة.
– لنمرّ الى المنتخب الوطني، ما تقييمك للمستوى الراهن وتوقعاتك للمونديال؟على العموم أنا متفائل  رغم بعض النقائص البارزة ومنها خطة حارس المرمى..ولكن أرى اننا قادرون على تلافي ابتعاد مستوانا عن العالمية بحسن البرمجة للاعدادات..- ماهي تصوراتك ونصائحك فنيا وبشريا للاطار الفني واللاعبين؟أولا دعنا نعترف أننا لا نملك بطولة قوية ولا لاعبين محليين على مستوى عال جدا..صحيح أننا نساند مبدأ العدالة في تحديد القائمة وندعو اليه بجدية..لكن في رأيي المتواضع فان اللاعب الوحيد الذي يستحق التفاتة القادري محليا هو وليد القروي..لا بدّ من تحضيرات جدية وقوية وأن نقف جميعا صفا واحدا في المساندة..
– لنختم باستقراء موقفك من الميركاتو الحالي كخبير في سوق الانتقالات ؟
شخصيا أعتبره موسم انتقالات للنسيان ولا طائل من تحليله..بطولتنا خالية من المواهب كما أسلفنا الذكر وهذا يرجع لمستوى اللاعبين وللبنية التحتية..كما ان فرقنا فقيرة ماديا وجلها يمر بصعوبات مادية عدا الترجي الرياضي تقريبا، فالبقية غير قادرين على التفاوض وضخ الأموال للانتداب راهنا..كما ان سيناريو ايدوه مثلا يثبت أنها بطولة غير قادرة أيضا على تصدير اللاعبين أو الحديث عن مشروع رياضي ..وهذه كلها معطيات تستوجب الدراسة والتحليل للاصلاح

آخر الأخبار