الرياضية
يبدو أن طريقة خروج وزير الشباب والرياضة كمال دقيش من حكومة هشام المشيشي قبل سنة ونصف تقريبا لازلت عالقة في أذهانه وتمثل له هاجسا وكابوسا، فبعد تصريحاته الإعلامية ووصفه وإصراره على أن الوزيرة بالنيابة السابقة لم تتقلد منصب ذات الخطة بل انها كانت كاتبة دولة فقط ، وهذا يوحي بان خلافا عميقا كان بين الشخصيتين وأثّر سلبا على عملهما غير المتجانس وهو ما يفسّره قسم طابقي الوزارة الاول والثاني، كما أنهما سلّطا ضغطا لا يوصف على أبناء الوزارة مما أدى إلى تقسيم الإطارات بينهما وفرّق بين عمال الوزارة وموظفيها.وسنعود في عدد قادم عن كشف كل ملابسات إقالة الوزير الحالي كمال دقيش من الحكومة السابقة، و أيضا إعفاء الوزيرة بالنيابة سهام العيادي من قبل رئيس الجمهورية حين كانت تشرف على اجتماع بالوزارة.
الشرارة الأولى للخلاف
وتؤكد مصادر الرياضية أن الوزير الحالي وفور توليه الخطة في شارع محمد علي عقيد ، فقد خصص مكتبا (وهو مكتب سهام العيادي السابق في الطابق الأول بالوزارة )، للبحث في كل شاردة وواردة قامت بإمضائها أو الأشراف عليها مع مراجعة كل الملفات الإدارية والقرارات بحثا عن خلل اجرائي أو قرار خاطئ لإحالته على القضاء .دقيش أعاد شكري حمدة إلى إدارة الشؤون القانونية ونصّبه ناطقا رسميا للوزارة وكلفه بالإشراف على الملف برمّته ، بعد أن أبعدته العيادي من أسوار الوزارة حين تعيينها وزيرة بالنيابة مكان دقيش المقال لتكلّفه انذاك بالكتابة العامة لإدارة التكوين والرسكلة .تأثر الوزير الحالي بإقالته من الحكومة السابقة جعله يبحث عن كل ما يورّط العيادي خاصة في ملف تعاملها مع الجامعة التونسية لكرة القدم وتحديدا ملف نهائي كاس تونس الموسم الماضي الذي احتضنه ملعب جربة ، وحيب مصادرنا فأن ما قامت به العيادي يدخل في خانة الاخلالات الإدارية كما أنها لم تصطحب فريقا من الوزارة كما جرت العادة لجربة وخيّرت الذهاب بمفردها إلى جزيرة الأحلام عبر الخطوط التونسية.كما فتحت إدارة الشؤون القانونية أيضا عددا من ملفات القرارت الصادرة من الوزيرة بالنيابة السابقة حول الجامعات الرياضية التي قالت عنها مصادرنا انها موالية لرئيس اللجنة الاولمبية محرز بوصيان موضحة أنه على اثر عزل بعض المسؤولين وحلّ جامعات رياضية تم تأجيل إنتخابات اللجنة الوطنية الاولمبية إلى موعد لاحق وسعت العيادي انذاك لدعم رئيس جامعة التنس سلمى المولهي لمنافسة بوصيان على الرئاسة.
دقيش يردّ الفعل بسبب العيادي والجامعة لم تمض إلا سويعات على تقلد كمال دقيش المنصب حتى تولى فسخ آثار أغلب اجتماعات الوزيرة بالنيابة من صفحة الوزارة وموقعها، فلم يترك لها أثر إشرافها على عدد من الزيارات الميدانية ولا قرارات المجالس الجهوية وتدشينها لعدد من المشاريع الشبابية والرياضية. اضافة الى إحالة عدد هام من إطارات الوزارة وعمالها إلى مهام أخرى من قبل وزير الشباب والرياضة كمال دقيش بسبب عملهم مع سهام العيادي التي يعتقد أنها كانت سببا في إعفائه من مهامه بتلك الطريقة، وقام دقيش بتجريد رئيسة الديوان السابقة من كافة مهامها وتعيينها في إدارة الرسكلة وتجريدها من منحها (وصلات البنزين) ووضعها في خطة رئيس مصلحة بعد أن كانت مكلفة بمأمورية ورئيسا للديوان ، وتعود الأسباب حسب نفس المصادر ، إلى تمشيها القانوني لتسريع وتسهيل كل المطالب الإدارية لجامعة كرة القدم..مدير عام الرياضة السابق أيضا كان له نصيب في التجريد من المسؤوليات، إذ تم ابعاده من الوزارة وتعيينه كرئيس مدير عام للشركة التونسية للسياحة المفلسة، ولكن سرعان ما قام الوزير بإعادة النظر في التعيين و تجريدة من امتيازات رئيس مدير عام وتجميده في إحدى الخطط الوظيفية في نفس الإدارة وحتى من راتبه تم خصم 400 دينار منه، بعدما نصبه في مرحلة أولى رئيسا لمصلحة الرياضة في مندوبية تونس .ردة الفعل تجاه مدير عام الرياضة السابق تعود أسبابه إلى أنه كان من أشرف وأمضى عقدا للاستشهار بقيمة 6 مليون دينار بين شركة النهوض بالرياضة والجامعة التونسية لكرة القدم بصفته رئيسا مديرا عاما للشركة ، وتمت إحالة الملف برمته إلى القضاء من طرف الرئيس المدير الحالي للشركة عادل الزرمديني والذي كشف اخلالات تعاقدية خطيرة نشرناها في مقالات سابقة تعنى بشبهة فساد.ويذكر أن الزمرديني أحال الملف على القضاء في فترة حكومة المشيشي وحين كانت العيادي وزيرة بالنيابة والتي أكدت ذات المصادر رفضها للتمشي القانوني للشركة وطالبت كتابيا بتفسير الموضوع من خلال مراسلة رسمية.والثابت أن الفترة القادمة ستشهد عديد المناورات بين الوزير الحالي والوزيرة السابقة طالما أن الجدل متواصل مع جامعة كرة القدم التي تحوم حولها عديد الأسئلة الغامضة هذا دون نسيان أن الوزيرة المتخلية سهام العيادي كانت حليفا معلنا لوديع الجريء رياضيا واعلاميا وكانت في الحزام الداعم له اعلاميا قبل وصولها الى الوزارة وأقامت معه حلفا حين خلفت دقيش..ولأجل ذلك فان كلّ شق يدافع عما يعتبره موقفا سليما له..