يطرح متساكنو صفاقس يوميا أثناء تطرقهم في الحديث عن الشأن العام إشكالية تعطل المشاريع المبرمجة في ميزانية الدولة رغم تخصيص حيز من أموال دافعي الضرائب لها، ويبقى إنشاء المشاريع الشبابية والرياضية حبرا على ورق ودون انجاز يذكر وزاد الاشكال حدة اثر إعلان إنطلاق أشغال الملعب الاولمبي بالمنزه.وجرت للغرض عدد من الاجتماعات رفيعة المستوى ومجالس ولايات اشرف عليها رئيس الحكومة السابق وابن الجهة إلياس الفخفاخ كما تناوب على حضور هذه الاجتماعات عدد من وزراء الرياضة السابقين، وخصصت هذه الاجتماعات لفض إشكاليات المشاريع الرياضية والشبابية المعطلة على غرار مشروع توسعة ملعب الطيب المهيري بصفاقس برفع طاقة استيعابه الجملية إلى 20 ألف متفرج بإضافة 8 آلاف متفرج، وإحداث المدينة الرياضية بصفاقس و بعض المشاريع الشبابية .
وبالغوص في الموضوع، فقد رصدت “الرياضية” تفاصيل تعطل المشاريع وكشفت الأسباب التي تقرؤونها تباعا.5 آلاف مليار لانجاز مشروع المدينة الرياضية بصفاقس تم التفكير في انجاز مشروع المدينة الرياضية بصفاقس سنة 2008 بعد إقتراح تم من طرف البلدية والولاية من أجل تقديم مطلب إحتضان صفاقس لإحدى نسخ ألعاب البحر الأبيض المتوسط ومن بينها النسخة 19 لألعاب البحر الأبيض المتوسط لسنة 2022 التي تنافست عليها مدينتي صفاقس ووهران، ومن ألطاف الله لم تفز صفاقس بها لأنه سيستحيل راهنا تنظيمها ببنية تحتية مهترئة وفاقدة لأدنى درجات السلامة ، كما أن بناء مكونات المدينة الرياضية في وهران تكلف على الدولة الجزائرية 45 مليار جزائري أي في حدود 1000 مليار دينار تونسي..
ومن ضمن المشاريع الكبرى المنجزة بوهران تحسبا لهذه التظاهرة الرياضية على امتداد 40 هكتارا ، تحديث المركب الرياضي والمحطة الجوية الجديدة للمطار الدولي “أحمد بن بلة ” ومترو وهران وكذلك تجديد عدة مرافق رياضية مثل قصر الرياضات “حمو بوتليليس” ومركب التنس لحي السلام التي تمت إعادة تهيئتها وفق المقاييس العالمية، والمركز المائي والقاعة المتعددة الاختصاصات وينتظر مشاركة لحوالي 3500 رياضيا من 26 دولة .
وأجرى مكتب دراسات صيني الذي إتفق مع السلط المحلية والجهوية على أن يستثمر في إنجاز المشروع الرياضي التجاري بالشراكة بين القطاعين العام والخاص دراسة جدوى، إلى أن المكتب جوبه بعراقيل شتى ومن بينها تغيير الموقع من طريق قابس إلى طريق السلطنية بعد معارضة أحد مالكي الأرض التي كان سيتم فيها المشروع ورفض منح أرضه للدولة وهو ما أدى إلى تغيير المكان الذي يبعد قرابة 17 كلم على وسط المدينة، وتملك الدولة 58 هكتار لأراضي فلاحية مع إضافة 12 هكتارا جديدا ليكون مأوى للسيارات.
ويشار الى أن بعض رجال الأعمال سارعوا في الانقضاض على الفرصة وذلك من خلال شراء الأراضي المجاورة تحسبا لإنشاء المشروع المرتقب خاصة أن الفكرة وقع تطويرها ببناء نزل عوضا على إقامة بالإضافة إلى بناء فضاء تجاري جديدة لتحريك العجلة الاقتصادية بالمكان خاصة وأنه الحي سيكون حيا رياضيا فيه جميع مرافق العيش.
ويذكر أن قيمة هذا المشروع قدرت كلفتها تقريبا في حدود 5 ألاف مليار في شكل قرض صيني على إمتداد 20 سنة وهو رقم كبير جدا لا يمكن لا للدولة تبنيه ويصعب الاسثمار فيه من قبل الخواص ، رغم بعض الدعوات لعقلنة المشروع وذلك بانجاز المنشآت الضرورية بما يُراعي حاجيات وأولويات الجهة بإحداث لملعب لكرة قدم وفق المواصفات المعترف بها دوليا يتسع ل40 ألف متفرج والذي سيتكلف أكثر من 600 مليار وقاعة رياضية متعددة الإختصاصات نظرا لتميز الجهة في الرياضات الجماعية ومسبح أولمبي.
تراخي في الدراسات والمهيري لن يرى النور قبل ديسمبر 2026
تم رصد اعتمادات للدراسات في ميزانية الدولة الحالية لتوسعة وتهيئة ملعب الطيب المهيري بصفاقس تقدر ب 1.5 مليون دينار مع وضع اعتمادات جملية للمشروع تناهز 20 مليون دينار وتغيير تصنيف المشروع من جهوي إلى وطني وتكفل به وزارة التجهيز كصاحب منشأ مفوض بتمويل من وزارة الشباب والرياضة.ورغم كل ذلك إلا أن الدراسات الأولية المتعلقة بالملف المرجعي الذي تكفلت به بلدية صفاقس لازلت جارية والتي تجاوزت العام إلى حد الآن ، وذلك لعدة أسباب ، أهمها تقادم المدارج التي فاق عمرها ال 50 سنة وأيضا الموقع الاستراتيجي للملعب في وسط المدينة صفاقس وأخيرا عدم استيعاب مأوى السيارات والذي يشترط أن يرتفع إلى 3500 سيارة حسب كراس الشروط الاتحادين الأفريقي والدولي لكرة القدم.وحسب مصادر “الرياضية” فان التوسعة لن تتجاوز طاقة إستيعاب تفوق 20 ألف مقعد، رغم أن هناك دراسات حالية تجرى لاستيعاب 40 ألف متفرج نظرا للضغط المروري للمكان وعدم وجود مؤوى سيارات، ويرجح أن تنتهي الدراسات في النصف الثاني من سنة 2023 كما ان مصادر الرياضية تقول ان انطلاق الفعلي للأشغال لن يكون قبل 2024 وأن مدة الانجاز ستتراوح بين 24 و 36 شهرا مع كلفة إنجاز ستفوق 50 مليار .