17.9 C
تونس
24 نوفمبر، 2024
غير مصنف

تشافي هيرنانديز.. ابن برشلونة البارّ على خطى غوارديولا يتخذ المسار

الرياضية – هاني ابراهمي

استعاد برشلونة الإسباني توازنه محليا وأوروبيا في الفترة الأخيرة بفضل الصفقات التي أبرمتها إدارة النادي ولكن أيضا بفضل مدرب يعرف ويعي جيدا كل خبايا الفريق الكاتالوني خاصة أنه كان أحد أعمدة الفريق حين كان لاعبا وصنع ربيعه في بدايات القرن الحادي والعشرين رفقة جيل كامل تحصل على كل الألقاب الممكنة في بضع سنوات، لتكون تلك الأحداث بمثابة وقود صنع النجاح له كمدرب حتى الآن على الأقل في البلاوغرانا.

النشأة والبدايات مع برشلونة كلاعب

ولد تشافي هيرنانديز في 25 جانفي من عام 1980 في مدينة برشلونة، لوالد اسمه “يواكيم” وكان لاعباً سابقاً في فريق يُدعى “ساباديل”، ويُعد من أبرز خريجي أكاديمية لاماسيا الشهيرة التي كان قد انضم لها وهو في الحادية عشر من عمره واستطاع إثبات نفسه مع الفريق الثاني في عهد المدرب “جوسيب ماريا غونزالفو” حيث التأهل معهم إلى الدرجة الثانية انذاك.

وشارك تشافي مع الفريق الأول لبرشلونة للمرة الأولى بشكل رسمي في 5 ماي من عام 1998 لكنه اضطر للانتظار حوالـــي خمسة أشهر ليلعب أولى لقاءاته في الدوري الإسباني والذي كان ضد فريق فالنسيا، ليكون الموسم التالي بمثابة بداية انطلاقه الحقيقي بعد أن نجح في الفوز بلقب الليغا وتم اختياره كأفضل لاعب صاعد في البطولة وذلك في عام 1999، ولكن الأفضل لم يأتِ بعد، حيث شهد عام 2001 نقطة تحول في مسيرة تشافي وذلك عندما تحول مركزه إلى صانع العاب ليتمكن من تسجيل 7 أهداف وصناعة 20 آخرين في موسمين فقط، وفي 16 مارس 2002 تمكن تشافي من ترك أولى بصماته في تاريخ مباريات الكلاسيكو بعد أن سجل أولى أهدافه في مباراة القمة أمام ريال مدريد التي انتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.

ومنذ موسم 2004/2005 أصبح تشافي نائباً لقائد فريق برشلونة نظرا لتأثيره الكبير على الفريق على الجانيين الفني والشخصي، وفي عام 2008 كان على وشك الرحيل إلى صفوف بايرن ميونخ ولكن بيب غوارديولا نجح آنذاك بإقناعه في البقاء لتبدأ أزهى فترات مسيرته على الإطلاق بعد أن أصبح محور فلسفة بيب وعنصراً لا غنى عنه لتطبيق “التيكي تاكا”.

هذا واستمر تشافي في صناعة التاريخ مع برشلونة محليا وأوروبيا وعالميا، حتى قرر الرحيل عن صفوف الفريق في موسم 2014-2015 لينتقل بعدها إلى السد القطري في عقد مدته ثلاثة مواسم وتضمن كونه سفيراً لملف قطر في كأس العالم 2022 وكذلك من أجل أن يبدأ مسيرته في التدريب عقب اعتزاله من خلال العمل في أكاديمية أسباير، وتمكن من الفوز بأول بطولاته معهم في عام 2017.

المسيرة الدولية مع لاروخا

أما على المستوى الدولي فقد لعب تشافي مع منتخب إسبانيا لمدة 14 عاماً بالتمام والكمال شارك فيهم في 133 مباراة مسجلا 13 هدفاً ، ولكن تأثيره كان أكبر من عدد الأهداف التي سجلها أو صنعها، حيث حاز على جائزة أفضل لاعب في يورو 2008.

وفي يورو 2012 والذي توج به منتخب إسبانيا أيضاً كان تشافي قد صنع هدفين في المباراة النهائية التي انتهت بالفوز على المنتخب الإيطالي برباعية نظيفة، ليصبح أول لاعب يصنع أهدافا في نهائيين مختلفين لبطولة أمم أوروبا بعد أن كان قد صنع الهدف الوحيد الذي سجله فيرناندو توريس في نهائي 2008 ضد ألمانيا.

لم تكن نهاية تشافي هيرنانديز مثالية مع منتخب إسبانيا بعكس ما حدث له مع برشلونة عندما رحل عن الفريق وهو متوج بثلاثية الدوري الإسباني، كأس ملك إسبانيا ودوري أبطال أوروبا، بعد أن خرج منتخب لاروخا بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها، من مسابقة كأس العالم في 2014 واحتل المركز الثالث في المجموعة الثانية والتي تواجد فيها كل من تشيلي، هولندا وأستراليا.

وعلى الرغم أن اعتزاله كان متوقعاً بعد الخروج المهين من البطولة ولكن خبر تعليق حذائه مع المنتخب قوبل بحزن كبير لأنه لاعب من الصعب تعويضه، حيث كان مدرب منتخب لاروخا انذاك “ديل بوسكي” قد انهال عليه بالمديح وأشار إلى أنه كان جزءاً أساسياً من طريقة لعب الفريق وكم كان مهماً لهم أكثر من المدرب بنفسه وصرح قائلاً: سنفتقده داخل وخارج الملعب، أنه لاعب يحظى بتقدير كبير سواء شخصياً أو كلاعب.

مدرب لبرشلونة على خطى غوارديولا

وبعد اعتزاله مباشرةً، تولى تشافي تدريب السد القطري الذي كان لاعبا فيه، كما أشرنا، وكالعادة نجح في الفوز بالعديد من البطولات ودائمًا ما كان فريقه أحد المرشحين للفوز بدوري أبطال آسيا، لكن الحظ لم يحالفه، لكن رغم ذلك فقد توج بلقب الدوري القطري موسم (2020-21) وكأس قطر مرتين سنتي 2020 و2021 كأس الشيخ جاسم سنة 2019 بالإضافة إلى نسختين من كأس أمير قطر سنتي 2020 و 2021 وكاس نجوم قطر موسم 2019-2020.

وبعد أول سنتين في النادي القطري كمدرب، أصبحت الأقاويل تزداد يوما بعد يوم عن اقتراب تشافي من تدريب برشلونة حيث كان ذلك منذ أواخر سنة 2020 لكن الأمر لم يتحقق آنذاك بعد أن طلب اكتساب المزيد من الخبرة في عالم التدريب لكي يكون جاهزا في المستقبل لتولي الإشراف على حظوظ البلاوغرانا، وهذا ما حدث هذا العام بعد أن دخل النادي في أزمة مالية وأزمة نتائج لا تليق بماضيه الزاهر والزاخر بالألقاب.

ويسعى تشافي هيرنانديز في الوقت الحالي للعودة ببرشلونة لمكانتها العادية بالعودة لرابطة أبطال أوروبا الموسم المقبل وتحصيل المركز الثاني على الأقل هذا الموسم في الليغا بعد تلقيه وعودا من مسؤولي البرسا بتوفير صفقات هامة رغم الأزمة المالية التي يمر بها النادي، ليكون بذلك على طريق غوارديولا سابقا، حيث يتوقع أغلب المتابعين والمختصين في هذا الشأن أن يبقى تشافي مدربا للبرسا لسنوات طويلة قادمة باعتباره ابن النادي والوحيد القادر على الحفاظ على هوية لعب البرسا وتطوير طريقة “التيكي تاكا”.

آخر الأخبار