الرياضية – هاني ابراهمي
انضم النجم الغابوني بيير ايميرك أوباميونغ إلى نادي برشلونة الإسباني خلال الميركاتو الشتوي الأخير في صفقة انتقال حر بعد انهاء عقده مع ناديه السابق أرسنال الانقليزي، والملفت في هذا الأمر أن مهاجم منتخب الغابون لم يضيع الوقت للتأقلم في الفريق الكاتالوني، بل دخل مباشرة في صلب الموضوع بتسجيله لأربعة أهداف في خمس مباريات فقط خاضها حتى الآن، وهو رقم يعتبر مميزا ويبشر بتألق لافت تبدو مراحله الأولى قد بدأت فعلا.
النشأة وفترة الشباب
ولد بيير ايميريك ايميليانو فرونسوا أوباميونغ في الثامن عشر من جوان من سنة 1989 في مدينة لافال بفرنسا، منتسبا لوالدته الفرنسية ذات الأصول الإسبانية “مارغريتا كريسبو” التي كانت تمتلك متجرا خاصا ووالده “بيار فرونسوا أوبامايونغ” المعروف باسم “يايا” والذي مارس كرة القدم كمدافع ولعب لعدة أندية فرنسية مثل ناديي تولوز ونيس كما مثل منتخب الغابون وظهر معه في كأس أمم افريقيا سنة 1994 في تونس وسنة 1996.
ولدى أوباميونغ شقيقين مارسا كرة القدم أيضا لكنهما لم يحققا نفس الشهرة والصيت، فالأول يكبره بستة أعوام ويدعى “كاتيلينا” والثاني يكبره بثلاثة سنوات ويدعى “ويلي” وكلاهما لعبا لنادي ميلان في البدايات، لكنهما لم يحصلا على فرصة المواصلة ليمثلا أندية مغمورة بعد ذلك حتى الاعتزال كما دافعا عن ألوان منتخب الغابون في فترات سابقة.
وبعمر الست سنوات، انضم أوباميونغ إلى أكاديمية فريق محلي بمدينته وبعد بعامين انتقل لأكاديمية نادي نيس ومنها لأكاديمية نادي لافال بالعام التالي ثم انتقل سنة 2021 الى أكاديمية نادي روان الفرنسي ثم باستيا في 2005 قبل الرحيل إلى ايطاليا سنة 2007 ليلتحق بوالده الذي كان يعمل حينها كشافا للمواهب في نادي ميلان الإيطالي، حيث انضم أوباميونغ للفريق الثاني للروسونيري وهو بعمر الـ17، وهناك تألق بشدة ليتم تصعيده إلى الفريق الأول عام 2008 لكنه لم يوفق في خوض أي مباراة رسمية معه، فتمت اعارته لأندية ديجون، ليل ثم موناكو.
الانطلاقة الحقيقية وتفضيل الغابون على فرنسا
قرر النجم الغابوني الرحيل نهائيا عن ميلان سنة 2011 إلى سانت ايتيان الفرنسي الذي برز معه بشدة وحقق انطلاقته الحقيقية هناك، فكان بمثابة بوابة الانتقال إلى العملاق الألماني بوروسيا دورتموند عام 2013، وهناك واصل “أوبا” ظهوره المتميز على مدار 4 مواسم ونصف قبل الرحيل في شهر جوان من سنة 2018 إلى نادي أرسنال ومنه إلى برشلونة بعد ذلك.
وبما أن أوباميونغ قد ولد بفرنسا ووالده غابوني وأمه فرنسية ذات أصول إسبانية لذلك كان مؤهلا لتمثيل منتخبات فرنسا واسبانيا والغابون لكنه سنة 2009 قرر اللعب لمنتخب الديوك تحت 21 عاما لكنه لم يخض معه سوى مباراة وحيدة ورغم أنه كان من الممكن أن يلعب للمنتخب الأول حيث أبدى الاتحاد الفرنسي اهتمامه به إلاّ أنه قرر تمثيل المنتخب الغابوني الأول من أجل السير على خطى والده الذي مثل الفهود على مدار 13 عاما بل وكان قائدا له لسنوات مؤكدا أنه قرار الأسرة والقلب كذلك.
ويلعب أوباميونغ لمنتخب بلاده الغابون منذ سنة 2009 عندما كان بسن الــ19 ربيعـــا حيث شارك في 72 مباراة رسمية سجل خلالها 30 هدفا، ليصبح الهداف التاريخي للمنتخب الغابوني.
إنجازاته وسر احتفالاته المميزة
وتحصل مهاجم برشلونة طيلة مسيرته حتى الآن على عديد الألقاب أبرزها كأس الرابطة الفرنسية مع سانت ايتيان كما توج مع بوروسيا دورتموند بكأس ألمانيا في مناسبة وكأس السوبر الألماني مرتين، أما بقميص أرسنال فقد فاز أوباميونغ بكأس الاتحاد الانقليزي مرة واحدة ومثلها بالنسبة لكأس الدرع الخيرية، بينما فاز على المستوى الفردي بعديد الجوائز لعل أبرزها جائزة أفضل لاعب افريقي سنة 2015 وأفضل لاعب في البونديسليغا سنة 2016 إضافة لهداف البونديسليغا عام 2017 وهداف البريميارليغ سنة 2019.
واشتهر أوباميونغ باحتفالاته المميزة عند تسجيل الاهداف، لعل أبرزها الحركة الأكروباتية في الهواء التي استلهمها من أسطورة ريال مدريد “هوغو سانشيز” الذي كان معشوقا لدى جده الراحل والمشجع للنادي الملكي، ورغم أن الإتحاد الغابوني والأطباء قد حذروا المهاجم الحالي لبرشلونة من خطورة ذلك الاحتفال الا انه يرفض التوقف عن القيام بذلك، وهناك ايضا احتفال شهير له وهو ارتداء قناع “سبايدرمان” و “باتمان” وذلك اهداء لابنه “كورتيز” الذي يعشق مشاهدة أفلام تلك الشخصيات الخارقة.
مشكلته مع الغانرز وقرار الانضمام لبرشلونة
وكان المهاجم الغابوني بمثابة الركيزة الأساسية في الغانرز وتحديدا مع المدرب ميكاييل أرتيتا لكن كل شيء تغير بعد ذلك فجأة، بسبب مشكلة انضباطية بعدما تأخر اللاعب في العودة من السفر عقب زيارة والدته المريضة، ليتم تجريده من شارة القيادة ثم حرمانه من المشاركة في المباريات والتدريبات مع اتخاذ قرار ببيعه في ميركاتو الشتاء الماضي، إلاّ أن راتب مهاجم منتخب الغابون الكبير كان عائقا أمام ذلك، ليقرر مسؤولو نادي أرسنال التخلص منه بأسرع وقت ممكن عن طريق فسخ العقد بالتراضي بعد إيجاد أرضية تفاهم معه وهو ما منحه حرية الانتقال لأي فريق.
وبالعودة لأحداث انضمامه لبرشلونة، فقد علم المهاجم الغابوني في شهر جانفي الفارط باهتمام النادي الكاتالوني بضمه، وعندها حاول فعل كل ما بوسعه للانتقال إليه هربا من جحيم أرسنال ورغبة منه في استغلال فرصة قد لا تتاح له مرة ثانية خاصة بسبب تقدمه في السن شيئا فشيئا وهو ما جعله يقدم على تضحيات كبيرة، منها الموافقة على فسخ عقده مع الغانرز والتنازل عن ما تبقى من رواتبه وتجاهل عدد من العروض الأخرى بالإضافة إلى موافقته على تقاضي حوالي 20 ألف أورو شهريا فقط مع البلاوغرانا حتى نهاية الموسم الحالي بسبب الصعوبات التي يمر بها العملاق الاسباني بسبب قانون اللعب المالي النظيف، على أن تتغير الأمور ويزداد أجره بحلول الموسم المقبل وهو ما اتفق فيه مع مسؤولي الفريق الكاتالوني آنذاك.