31.9 C
تونس
20 سبتمبر، 2024
غير مصنف

آداما تراوري.. الدبابة البرشلونية ذات البنية الضخمة تحقق حلم العودة للديار الكتالونية

الرياضية – هاني ابراهمي

تعاقد نادي برشلونة في فترة الانتقالات الشتوية الفارطة مع لاعب وولفرهامبتون الانقليزي، آداما تراوري بطلب من مدرب النادي الكاتالوني تشافي هيرنانديز وذلك لتعزيز صفوف الفريق بعد النتائج المتواضعة التي رافقت مسيرة البرسا خلال النصف الأول من الموسم الجاري بسبب الصعوبات المالية في السنوات الأخيرة التي زادت عمقتها أزمة انتشار فيروس كورونا وانخفاض مداخيل الجماهير وغيرها من الموارد الضخمة لأحد عمالقة القارة العجوز.

ولم يتجاوز الدولي الإسباني ذو الأصول المالية الــ26 ربيعا حيث كان من أبرز لاعبي فريقه الانقليزي السابق في الموسمين الماضيين وجلب الأنظار إليه بفضل مستوياته المميزة التي قدمها في البريميارليغ وهو ما جعله ينضم لمنتخب لاروخا منذ أكتوبر 2020 (يملك في رصيده 8 مباريات دولية حتى الآن) في مرحلة أولى ثم برشلونة في مرحلة ثانية.

نشأ في برشلونة ثم عاد إليها

ولد آداما تراوري ديارا في الخامس والعشرين من جانفي لسنة 1996 في بلدية “لوسبيتاليت دي يوبريغات” بمدينة برشلونة التابعة لإقليم كتالونيا منتسبا لوالده “باب تراوري” ولوالدته “فاتوماتا” المهاجرين من مالي بحثا عن فرص عيش أفضل في اسبانيا، كما يملك تراوري أخوين اثنين (فتاة وولد).

وانضم تراوري في عمر الثمان سنوات إلى أكاديمية لاماسيا سنة 2004، أين اشتهر بمهاراته وسرعته الفائقة لدرجة أن مدربيه هناك أصبحوا يلقبونه بيوسن بولت نسبة للعداء الجامايكي الشهير.

 ومع مرور الوقت صقلت موهبته حتى وصل لفريق برشلونة الثاني عام 2013 وبعد تألقه أتيحت له فرصة الانضمام للفريق الأول وهو بعمر 17 سنة، لكنه لم يستطع تثبيت نفسه هناك خاصة مع تواجد نجوم عالميين في المراكز التي يلعب فيها على غرار البرازيلي نيمار والأرجنتيني ليونيل ميسي آنذاك.

آداما تراوري قرر بعد ذلك الرحيل عن الفريق الكاتالوني بسبب تهميشه وعدم وجود مكان له، باتجاه أستون فيلا صيف 2015 ومنه إلى ميدلزبره في 2016 قبل الانضمام لفريق الذئاب وولفرهامبتون صيف عام 2018، ليبدأ في التطور رويدا رويدا هناك وكشف عن مواهبه المتعددة في البريميارليغ التي تعتبر البطولة الأقوى والأكثر تنافسية في العالم.

إنجازات جماعية ضئيلة وأرقام قياسية فردية مميزة

أما على مستوى الإنجازات التي حققها اللاعب الحالي لبرشلونة فقد توج بلقب دوري أبطال أوروبا مع الفريق الرديف للبلاوغرانا وكان من بين الأسماء التي فازت بلقب السوبر الإسباني عام 2014 مع الفريق الأول، كما كان حاضرا مع الفريق الأول ايضا موسم 2014-2015 الذي فاز فيه معه بالثلاثية ولم يشارك إلا في مسابقة كأس ملك اسبانيا لبضع دقائق.

ولتراوري نصيب كذلك من تحطيم بعض الأرقام القياسية الفردية، لعل أبرزها في مارس 2021 عندما أصبح أكثر من قام بمراوغات صحيحة في الموسم الماضي بالدوريات الخمس الكبرى متفوقا على البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي بفارق 5 مراوغات، كما أنه في جانفي من سنة 2020 قام بـ15 مراوغة ناجحة في مباراة فريقه وولفرهامبتون أمام واتفورد ليصبح أكثر لاعب يقوم بعدد من المراوغات الناجحة في مباراة واحدة في الدوري الإنقليزي الممتاز وذلك حسب شبكة “اوبتا” العـــالمية المتخصصة في الإحصائيات والأرقام.

المد والجزر بين مالي وإسبانيا

وشهدت مسيرة الجناح الإسباني مدا وجزرا طويلين بين تمثيله لمالي أو لإسبانيا وصراعا بين المنتخبين على الظفر به، حيث فضل آداما تراوري الدفاع عن ألوان المنتخب الإسباني على حساب منتخب بلده الأصلي مالي، اذ بدأ سنة 2012 اللّعب في الفئات السنية الصغرى لمنتخب لاروخا لكن بعد عامين كشف الاتحاد المالي لكرة القدم أن تراوري سيمثل المنتخب المالي وسينضم للمنتخب الأول، لكن اللاعب نفى ذلك سنة 2015 مؤكدا في ذلك الوقت أنه لم يحسم قراره النهائي بعد، في وقت واصل فيه اللعب لفائدة اسبانيا.

وأعلن لاعب برشلونة الحالي، عام 2019 أنه اتخذ قراره النهائي باللعب لمنتخب مالي الأول، لكن الاتحاد الإسباني استبق الأمر وقام على الفور بدعوة آداما تراوري للانضمام للمنتخب الاسباني الأول لكن لسوء حظه أنه لم يتمكن آنذاك من المشاركة بسبب الاصابة، ليتكرر الأمر في العام التالي ولم يستطع المشاركة مع أبناء المدرب لويس انريكي بسبب اصابته بفيرس كورونا في ذلك الوقت.

وفي أكتوبر 2020 تلقى تراوري دعوتين، واحدة من المنتخب المالي وأخرى من الإسباني لكنه اختار تمثيل لاروخا وخاض أول لقاء له أمام المنتخب البرتغالي وديا لينهي بذلك الجدل حول المنتخب الذي سيدافع عن ألوانه.

بنيته الجسدية الضخمة محلّ جدل

وبعد رحيله عن برشلونة سنة 2015، بدأ تراوري باكتساب كتلة عضلية رهيبة منحته تحولا كبيرا في جسده وهو ما جعله محل جدل ونقاشات كبيرة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في أوروبا بشكل خاص والعالم ككل بشكل عام، والغريب أن ذلك التحول في بنية تراوري لم يكن كنتيجة لعمل مضاعف في قاعة تقوية العضلات كما اعتقد كثيرون.

وكذب اللاعب الإسباني ذو الأصول المالية ذلك في تصريحات سابقة قائلا “الناس يسألونني عما اذا كنت امارس الرياضة بشكل كبير أو عن سر التغذية التي أحصل عليها لكنني في الحقيقة لا أفعل ذلك وأعلم أن ما سأقوله يصعب تصديقه عند البعض، لكني فعلا لا أتدرب بأوزان ثقيلة ويبدو أن سر عضلاتي الضخمة وراثي في المقام الأول وحتى التدرب فإنني أتدرب بشكل عادي لكنني أجد أن عضلاتي تكبر بسرعة فائقة”..

آخر الأخبار