الرياضية – مراد الربيعي
اشتغل المدرب يوسف الزواوي كثيرا في المنتخبات الوطنية بما فيها المنتخب الأول كما كان مديرا فنيا للجامعة التونسية لكرة القدم لذلك كان طبيعيا في ظل التطورات الحالية في المنتخب مع إقالة منذر الكبير وتعيين جلال القادري أن يكون حوار الأسبوع معه للحديث عن المرحلة الماضية والمرحلة المقبلة خاصة وأنه قريب من الكبير.. وفي هذا الحوار تحدث الزواوي عن عدة تفاصيل وقدم كالعادة آراء قيمة.
أولا كيف تقيم مشاركة المنتخب في كأس أمم إفريقيا ؟
قبل ذلك وجب التذكير أن المشاركة كانت في وضع استثنائي والكان نفسه تم تنظيمه في وضع خاص ثم هناك معطى جديد وهو أن الكان جاء مباشرة بعد مشاركة أخرى مهمة في كأس العرب وهذا عامل لم نتعود عليه وكل هذا يوضح أن منتخبنا لم يأخذ وقته للتحضير جيدا ولم يكن جاهزا وهذا قلته قبل الدورة بينما اعتبر البعض أن كأس العرب كانت تحضيرا وهذا ليس صحيحا ولا يوجد أي وجه للشبه لأن المحترفين لم يكونوا حاضرين في كأس العرب.
ماذا يمكن أن نستنتج من كل هذا؟
نستنتج من هذا أن المشاركة كانت في ظروف صعبة زادتها الكورونا التي ضربت المنتخب حدّة وهذا جعل التحضير للمباريات صعبا وفي وضع طوارئ وكل مباراة يتم التحضير لها لوحدها حسب اللاعبين المتوفرين لذلك كانت النتيجة الوصول لربع النهائي الذي لا يعتبر إنجازا وأقل من طموحاتنا لكنه نتيجة مقبولة بالنظر لكل ما ذكرته لأن هناك فرق بين الطموحات من جهة والظروف التي تحكم الواقع من جهة أخرى.
كيف تحكم على إقالة منذر الكبير؟
المسؤولية في هذه الدورات تقع على عاتق الإطار الفني والإطار الإداري والإطار الطبي فكلهم مسؤولون عن التحضير ومع هذا تمت تنحية عنصر واحد هو منذر الكبير رغم كل الظروف غير العادية وهذا يجعل هناك بعض الظلم رغم أن ما ذكرته ليست أعذارا أو تبريرات للمدرب لأن الواقع يفرض أنه لا يمكن لعب الأدوار الأولى بتلك التحضيرات وفي تلك الظروف.
كيف تحكم على كيفية إقالة الكبير وهو لازال في المطار؟
لا يمكنني بطبيعة الحال أن أقبل إقالته بتلك الطريقة بل من المفروض أن تكون برويّة أكبر وفي إطار علاقة جيدة امتدت لعامين ونصف بين الكبير والمسؤول الأول وديع الجريء الذي آمن بالكبير ووضع فيه ثقته وكان رهانه ناجحا حسب الأهداف والنتائج التي تحققت لكن في الأشهر الستة الأخيرة كان هناك تغير في العلاقة لا فقط بسبب النتائج بل بسبب أشياء أخرى كان يمكن تفاديها وتجاوزها.. والآن الحياة ستستمر لكن كنت أحبذ ألا يتم اختزال النتيجة التي تحققت في شخص واحد.
ماذا تحدثت مع منذر الكبير وأنت القريب منه؟
قلت له ان ما حصل عادي في حياة أي مدرب ومنذ الاستقلال مر عدة مدربين وطنيين وبقوا فترة وذهبوا وقلت له ان عدة إيجابيات تحققت منذ تولى تدريب المنتخب رغم أنه كانت هناك نقاط للمراجعة وقد تفهم ذلك بشكل طبيعي وتفهّم أن الأجواء في الأشهر الأخيرة لم تعد تلائم للعمل وكان فيها الكثير من الضغوط والمغالطات غير الحقيقية في وسائل التواصل الاجتماعي.
ما رأيك في الإطار الفني الجديد؟
لا يمكنني أن أعطي رأيا الآن لأنه سيكون اعتباطيا أولا لأني فني وثانيا لأن لي تاريخا في كرة القدم التونسية ولا أستطيع في هذا الظرف أن أعطي رأيي في الأشخاص.
ما رأيك فيهم على الأقل كأسماء؟
المشكل ليس في الأسماء بل في الوضع العام وفي المقاييس التي تم اعتمادها لإختيار الإطار الفني الجديد والأهداف التي وضعت خاصة مع وجود مشكلة وقت أمامهم بسبب تصفيات كأس العالم.
كيف ترى حظوظنا في مباراتي الباراج؟
حظوظنا متساوية مع مالي لكن الأهم هو أن نستطيع استغلال إمكانياتنا الحقيقية لأنه لا توجد رؤية واضحة الآن حتى بالنسبة لعلي بومنيجل وسليم بن عاشور وأسباب الاستعانة بهما.. وحتى جلال القادري يعتبر من الإطار الفني ومشاركا في القرارات السابقة ومسؤولا عن جزء منها وكان يفترض فنيا بكل الجهاز الفني أن يرحل إذن لا أن نبرر الإبقاء عليه بكونه جهز جيدا مباراة نيجيريا رغم أنه هو نفسه اعترف أنه عمل منذر الكبير وإذا كان هو من أشرف على مباراة نيجيريا فهو اشرف أيضا على جزء من تحضيرات مباراة بوركينا فاسو وانهزمنا ولذلك ليس من المعقول أخذ قرار مصيري حول المنتخب الذي يستعد لتصفيات كأس العالم لأنه “أدار مباراة نيجيريا جيدا” وتكوين رأي عام كامل داعم لهذا المقياس الغريب.
هناك مشكلة في التقييم إذن؟
إذا كان التقييم يظهر وجود نقص في المستوى الفني وكونه غير كاف لتحقيق الطموحات والأهداف فإن ذلك يتحمله الإطار الفني ككل وليس شخصا واحدا.
أنت ممن يثق فيهم وديع الجريء فكيف هي العلاقة بينكما وهل يطلب نصيحتك؟
عندما أتكلم عن شخص وديع الجريء فإنني أتكلم عن الحق لاني أعرف عديد الأشياء الداخلية وطريقة تفكيره العميقة رغم وجود جوانب لا أوافقه فيها ولذلك قلت ان قرار التخلي عن الكبير جاء بسرعة رغم وجود علاقة كبيرة ومحترمة بينهما.. علاقتي مع الجريء علاقة احترام وعندما يطلب مني رأيا أو يستعين بي في العمل الفني أكون حاضرا لكن ما دون ذلك فهي علاقة احترام ولا يعني هذا أنه دائم الاتصال بي.
ألا تفكر يوما في ترؤس النادي البنزرتي مع مشاكله الكبيرة التي يعيشها؟
لا لا أنا فني فقط وهناك مختصون كثر في التسيير يمكنهم القيام بتلك الأدوار أما أنا فأفيد بخبرتي الفنية من أي مكان أنا موجود فيه فلازال لدي الكثير لأقدمه فنيا وللمساهمة في تطوير كرة القدم وقد اعتبرني البعض من القدماء بينما قد أكون مواكبا للعصر أكثر منه أما التسيير فليس اختصاصي.
كواحد من المدربين الكبار في تاريخ الترجي ما رأيك في الاستعانة بابن الدار راضي الجعايدي؟
هو قادر على النجاح وحاليا هو في طريق جيدة وبدأ يفيد بما اكتسبه كلاعب مع الترجي وفي إنقلترا وكمدرب وهو طبعا يدرك أنه سيحاسب على الألقاب في الترجي لكن مواصفات النجاح موجودة فيه.
هل صحيح أنك قاس في رأيك تجاه المدربين الشبان؟
أنا عندما أعطي رأيي لا أتحدث أبدا حول كفاءة المدرب لأن المدربين يتكاملون وليس هناك مدرب كامل فما يملكه مدرب لا يملكه مدرب آخر وقد ينجح مدرب مع فريق ولا ينجح معه مدرب آخر.. أنا لست قاسيا بل تعلمت احترام من سبقوني وأريد أن يحترم المدربون الشبان من سبقوهم لا أن يعتبروهم “متاع بكري” لأن المدرب مهما كان سنه مادامت له فلسفته الخاصة وأفكاره وشخصيته التدريبية فسيكون له مكان دائما مهما كان سنه.
رأيك فى عمل المدير الفني للجامعة التونسية الصغير زويتة؟
الصغير زويتة إنسان مكافح ومجاهد واصل باستمرارية العمل الذي قمنا به قبله ويقوم بعمل كبير على مستوى التكوين لكن هناك تفاصيل لازالت ناقصة وهي التي تربط الإدارة الفنية والأندية وتطوير كرة القدم حيث بقيت علاقة إدارية فقط لا فنية ربما لأن الصلاحيات اللازمة ليست كلها بيده هو حتى يحقق تقدما في هذا الإطار..ما أقصده هو أن علاقة الإدارة الفنية بالأندية لازالت علاقة إدارية بحتة وليست علاقة لتطوير كرة القدم وهذا ليس خطأ الصغير زويتة.
لامك البعض على تعاملك مع الزميلة عايدة عرب في قناة حنبعل فما ردك؟
حقيقة لم يكن لي علم بردود الفعل التي حصلت وقد فوجئت بسؤالك لأن عايدة عرب من الصحفيين الذين أكن لهم تقديرهم عندي وأنا لم أقدم لها دروسا كما قيل ولم أتدخل في اختصاصها بل تحدثت في شأن فني ولا يوجد أي تطاول في حقها.. أنا فني قدمت رأيا فنيا ومن لا يزال لا يعترف بي بعد أربعين سنة من العمل ويقول بأني لست فنيا “لازم يعدي على روحو”.. عشت في عالم كرة القدم وبعض من يقللون من شأني لم يولدوا بعد وأنا احترم الجميع ولم اقلل يوما من احترام أحد ولم أتجاوز في حق أحد.