الرياضية – هاني ابراهمي
نجح المنتخب المصري في الوصول الى نهائي النسخة الحالية من كأس أمم افريقيا (بقطع النظر عن نتيجة مقابلة الدور النهائي ليلة البارحة ضد منتخب السينغال والجريدة تحت الطبع) بفضل مجهودات لاعبيه واطاره الفني والإداري، بعد أن أقصى نظيره الكاميروني صاحب الأرض والجمهور والمدجج بالنجوم على غرار هداف الدورة الحالية من الكان “فانسون أبوبكر” ليثأر من هزيمته أمام نفس المنافس الذي خطف منه التاج الافريقي سنة 2017 في المشهد الختامي في نسخة احتضنتها الغابون آنذاك، لكن هذه النسخة شهدت ميلاد بطل قومي كروي مصري كافح طويلا للوصول إلى هذه المكانة.. هذا البطل اسمه محمد أبو جبل.
الأقدار تضع أبو جبل في الواجهة
دخل منتخب الفراعنة الكان بهزيمة أمام نيجيريا وقدم دورا أولا بأداء متوسط جدا، لكن أدوار خروج المغلوب من الكان شهدت بروز حارس الزمالك محمد أبو جبل أو “غابسكي” كما يحلو للمصريين تسميته، بعد أن خدمته الظروف والأقدار ليدخل بديلا في الدور ثمن النهائي أمام الكوت ديفوار وتحديدا في الدقيقة 88 من عمر اللقاء لتعويض الحارس الأول محمد الشناوي الذي تعرض لإصابة حرمته من استكمال المواجهة وبقية مباريات العرس الافريقي.
تلك المباراة كانت نقطة نهاية مشاركة حارس الأهلي مع المنتخب لكنها كانت أيـــضا نقطة انطلاق أبو جبل لفعل العجب في الكان، حيث نجح في قيادة الفراعنة للإطاحة بساحل العاج بعد أن وقف سدا منيعا لهجماتهم في الوقت الاضافي ولم يكتف بذلك بل صد احدى ركلات الجزاء ومنح زملائه وصولا لربع النهائي الذي شارك فيه كأساسي أمام المنتخب المغربي.
ورغم أنه تلقى هدفا من ضربة جزاء عند الدقيقة السابعة إلا أنه تألق بشكل لافت طيلة مجريات المباراة ومساهما في تأهل منتخب بلاده لنصف النهائي أين عانق الابداع والروعة وتصدى لضربتي ضربات جزاء بكل ثقة واستبسال وهو ما جعله بمرتبة الأخطبوط القادر على صد أي ركلة مهما كانت قوتها وسرعتها، أمام كل المصريين والمتابعين لكأس افريقيا.
من حارس عادي إلى صانع للأفراح
لعب أبو جبل لنادي نادي إنبي في الفترة الممتدة بين سنتي 2008 حتى 2013 لينتقل لنادي الزمالك فترة الانتقالات الصيفية عام 2013 ، ثم انضم إلى نادي سموحة عام 2016 قبل أن يعود للقلعة البيضاء فــي 2019، حين ذلك كان من أبرز المتسببين بتتويج الزمالك بكل من كأس السوبر المصري وكأس السوبر الأفريقي كما أنه توج بكأس مصر في ذلك العام.
كان صاحب الـ33 ربيعا مجرد حارسا عاديا قبل سنوات قليلة، لكنه اجتهد وحطم كل الصعوبات في طريقه للنجاح ليصبح حامي عرين أكبر الأندية الإفريقية وليس فقط بل أضحى صانع انتصاراته خاصة في المواعيد الكبرى والنهائيات أين أبدع ووقف حائلا دون دخول الكرة لشباكه أمام أعتى المهاجمين في القارة السمراء.
”غاباسكي” لم يصنع أفراح زملائه اللاعبين في الزمالك والمنتخب المصري فقط، بل كان أول المحاربين المصريين حصولا على التقدير والإطراء والشكر من الجماهير المصرية التي تعتبر من أكثر الجماهير عاطفية تجاه لاعبيها، خاصة ان تعلق الأمر بالمنتخب وفي مسابقة يملك الفراعنة رقمها القياسي من التتويجات (سبع مرات) التي كتبها نجوم سابقون كعصام الحضري مدرب حراس الفراعنة حاليا، بأحرف من ذهب وكانت الأجيال السابقة والحالية شاهدة عليها. ويبقى منتخب الفراعنة صانعا لحراس المرمى المميزين الذين بقوا راسخين في ذاكرة كل مصري وحتى كل عربي ومتيم بكرة القدم، فمن صنع اسماءً مثل نادر السيد وعصام الحضري والشناوي وأبو جبل وقبلهم كثيرون وكثيرون، سيبقى دائما مصنعا لحُماة العرين