الرياضية – مراد الربيعي
واجه المنتخب المصري أمس منافسه المغربي في ربع نهائي كأس أمم إفريقيا بعد أن كان تجاوز عقبة الكوت ديفوار في ثمن النهائي بضربات الجزاء التي تألق فيها الحارس الثاني محمد أبو جبل لكن الفراعنة لم يكونوا ليصلوا لضربات الجزاء لولا تألق الحارس الأساسي محمد الشناوي قبل إصابته في تلك المباراة وهو تألق لم يعد في الحقيقة شيئا جديدا حيث برهن الشناوي مباراة بعد أخرى وموسم بعد آخر مع فريقه الاهلي ومع المنتخب المصري أنه أفضل حارس داخل القارة السمراء وأنه لا يقل قيمة عن الحراس الأفارقة المتألقين في أوروبا.
نجومية متأخرة
مع بلوغه سن الثالثة والثلاثين وبزوغ نجوميته قبل خمس سنوات فقط تقريبا يصبح السؤال الرئيسي هو أين كان الشناوي قبل ذلك وهو سؤال منطقي بالنظر لأن نجومية الحارس كانت فعلا متأخرة لكن ان تأتي متأخرة أفضل من أن لا تأتي أبدا؟
بدأ الشناوي المولود في 18 ديسمبر 1988 في الحامول في محافظة كفر الشيخ مسيرته مع أصناف شبان نفس نادي المكان الذي ولد فيه أي الحامول قبل أن يحقق حلمه بالانضمام لكبير مصر وإفريقيا النادي الأهلي الذي انتقل إليه في 2002 وبقي معه حتى 2009.
وفي ظل وجود عصام الحضري كان مستحيلا أن يحصل على فرصة لعب حقيقية لذلك رحل إلى طلائع الجيش ولعب معه ثلاث مواسم مع موسم كإعارة لحرس الحدود بالنظر لكون تلك الفرق تتبع مؤسسات الدولة المصرية ولا تمانع التعاون في انتقالات اللاعبين.
انتقل الشناوي في 2013 إلى نادي بتروجيت ليرتفع مستواه مع ذلك الفريق حيث وصل إلى قمة مستوياته في 2015 – 2016 ولم يقبل أهدافا في 11 مباراة من إثنين وعشرين منها سبع على التوالي وهو تألق جعل الاهلي يرغب في انتدابه وهذا ما حصل فعلا في صيف 2016.
لكن عودة الشناوي للأهلي لم تعن انه سيكون الحارس الأساسي حيث لم يلعب في الموسم الأول له سوى ست مباريات في جميع المسابقات وكان احتياطيا لشريف إكرامي لكن تتالي أخطاء الأخير وآخرها في مقابلة ضد الترجي الرياضي التونسي في الإسكندرية بعد هدف من غيلان الشعلالي جعل الاهلي يقرر جعل الشناوي هو الحارس الأول وكان هذا واحدا من أفضل القرارات التي تم اتخاذها في الفريق منذ سنوات طويلة حيث بدأ الشناوي منذ 2017 في نحت مسيرة مميزة مع تطور مستواه بشكل كبير ليصبح واحدا من أفضل حراس إفريقيا والحارس الأول داخل القارة دون منازع.
خليفة الحضري في الاهلي والمنتخب
لم ينجح لا الأهلي المصري ولا المنتخب المصري في إيجاد خليفة الأسطوري عصام الحضري منذ غادر الاهلي ومنذ اعتزاله الدولي بعد 2017 ليأتي محمد الشناوي ويفرض نفسه كخليفة له على مستوى الأداء والتألق أيضا في المباريات الكبيرة والقيادة في الفوز بالألقاب.
ورغم أن الأهلي تعود على السيطرة في الدوري المحلي إلا أن محمد الشناوي أكد هذه السيطرة حيث يعتبر منذ بدأ يلعب أساسيا أكثر حارس حافظ على نظافة شباكه بينما قاد الفريق بتألقه في المباريات الكبيرة قاريا إلى التتويج بآخر لقبين من دوري أبطال إفريقيا وشارك في كأس العالم للأندية مساهما بشكل كبير في الحصول على المركز الثالث بعدما تصدى لركلتي جزاء ضد بالميراس البرازيلي في المباراة الترتيبية وبعد أن ساهم في خروج المباراة متعادلة دون أهداف.
وتألق الشناوي مع المنتخب أيضا وكان رجل المباراة ضد أوروغواي في المباراة الأولى في كأس العالم 2018 وهو منذ سنوات الحارس الأساسي وله بصمته في كل المباريات المهمة للفراعنة وآخرها ضد كوت ديفوار عندما تصدى لعدة كرات خطيرة وساهم في الوصول لضربات الجزاء قبل أن يصاب ويتم تغييره لينهي زميله أبو جبل المهمة.