الرياضية – مراد الربيعي
أعلن الإتحاد الإفريقي لكرة القدم كاف أن مهاجم المنتخب الكاميروني صاحب الأرض فينسنت أبوبكر هو أفضل لاعب في دور المجموعات في كأس أمم إفريقيا بعد أن قاد بلاده بأهدافه لتصدر المجموعة الأولى.
وسجل أبوبكر خمس أهداف حتى الآن في الدور الأول تصدر بها هدافي البطولة قبل مواجهة منتخب بلاده لمنتخب جزر القمر اليوم الإثنين في ثمن النهائي.
وسجل أبوبكر هدفين في المباراة الافتتاحية ليقود الكاميرون لقلب التأخر ضد بوركينا فاسو إلى انتصار ثم سجل هدفين ضد أثيوبيا في الجولة الثانية وينهي دور المجموعات بهدف في شباك منتخب كاب فيردي فارضا نفسه النجم الأول للبطولة حتى الآن.
ويبدو أن فينسنت أبوبكر يتحول إلى لاعب آخر عندما يلعب مع منتخب بلاده حيث لم تلاق مسيرته مع الأندية نفس النجاح لكنه يعتبر بطلا في الكاميرون واحدا من أهم المؤثرين في المنتخب في آخر خمس سنوات.
مسيرة متذبذبة مع الفرق
رغم أن فينسنت أبوبكر بلغ التاسعة والعشرين من عمره إلا أن الكثيرين لا يعرفون من هو ربما لأنه لم يحظ بالنجاح الذي كان متوقعا له في بداياته عندما كان ناشئا في فريق القطن الكاميروني العريق معارضا رغبة والديه في أن ينهي دراسته ثم لاعبا مع الفريق الأول لمدة عام واحد بين 2009 و2010 نجح فيه في أن يصبح هداف البطولة المحلية ويقود فريقه للقب مما جعل مدرب المنتخب الكاميروني وقتها بول لوغوين يختاره للمشاركة في كأس العالم 2010 ليكون وهو في الثامنة عشر واحدا من أصغر ثلاثة لاعبين في المونديال قبل أن تلتقطه أعين فنيي نادي فالنسيان الفرنسي وينتقل للعب في الدوري الفرنسي في الفريق الذي برز فيه الأسطورة الكاميرونية روجي ميلا لكن تجربة أبوبكر لم تكلل بالنجاح كثيرا ولم تغر المسؤولين للتجديد معه ليغادر ويوقع لثلاث سنوات مع لوريان.
مع لوريان نجح فينسنت أبوبكر في التأقلم سريعا في اول موسم حيث لعب أساسيا في 32 مباراة في الدوري الفرنسي سجل فيها ستة عشر هدفا كثاني هدافي الليغ 1 بعد زلاتان إبراهيموفيتش مما أغرى نادي بورتو البرتغالي للتعاقد معه مقابل 3 ملايين يورو مع وضع شرط جزائي له ب 50 مليون يورو وكان موسمه الأول معقدا أما موسمه الثاني فكان جيدا حيث سجل فيه واحدا وعشرين هدفا في تسع وأربعين مباراة لعبها في جميع المسابقات قبل أن يقدم بيشكتاش التركي عرضا لاستعارته مقابل مبلغ وافق عليه بورتو.
وفي تركيا واصل أبوبكر تألقه حيث سجل أربعا وعشرين هدفا في 52 مباراة ثم عاد إلى بورتو ليقدم أفضل مواسمه على الإطلاق ويسجل ثمانية وعشرين هدفا في ثمان وأربعين مباراة لكن بعد ذلك وبسبب الإصابات تراجع مستواه وخسر مكانه في موسميه الأخيرين مع الفريق البرتغالي.
عاد فينسنت أبوبكر إلى بيشكتاش في 2020 ليلعب موسما وحيدا قبل انتقاله إلى النصر السعودي أين يلعب الآن ويقدم مستويات جيدة في واحد من الدوريات العربية القوية.
بطل في الكاميرون
وبينما عرفت مسيرة أبوبكر مع منتخب بلاده الكاميرون تذبذبا أيضا إلا أنها كانت في مجملها ناجحة جعلته بطلا في نظر الكثيرين وجعله هذا يدخل الدورة الحالية وهو قائد فريق على خطى صامويل إيتو وريغوبير سونغ.
وكانت بداية أبوبكر مع المنتخب في 2010 عندما شارك في كأس العالم وهو في الثامنة عشر بينما كانت مباراته الأولى ضد سلوفاكيا في 29 ماي 2010 في مواجهة ودية وكان هدفه الأول مع الكاميرون ضد بولندا في أوت من نفس العام.
وشارك أبوبكر مرتين مع المنتخب الكاميروني في كأس العالم في 2010 و2014 كما كان دائما حاضرا في مسابقة كأس أمم إفريقيا لكن الإنجاز الذي جعله بطلا كان تسجيله هدف الفوز ضد مصر في نهائي 2017 بعدما دخل بديلا وتلقى كرة لعبها دون ترويض في شباك الأسطوري عصام الحضري في آخر دقائق المباراة ليقود منتخب بلاده لتتويج غاب منذ عام 2002 منذ الجيل الأسطوري بقيادة باتريك مبوما.
ولأنه واحد من أقدم لاعبي الجيل الحالي ولأنه أيضا بطل دورة 2019 كان طبيعيا أن يكون أبوبكر هو قائد المنتخب الكاميروني في الدورة التي ينظمها على أرضه وهي مسؤولية كبيرة لكن الرجل كان في المستوى تماما وسجل خمس أهداف في ثلاث مباريات فقط وهو رقم أكبر مما سجلته أغلب المنتخبات الأخرى وبهذا المستوى الذي يقدمه يحمل أبوبكر آمال الشعب الكاميروني في ألا تغادر الكأس أرض الكاميرون وتبقى هناك ليكون اللقب السادس لثاني كبار القارة السمراء.