الرياضية – مراد الربيعي
يتواصل الجدل حول القائمة الأولية التي أعلن عنها الإطار الفني للمنتخب الوطني في انتظار الإعلان يوم 30 ديسمبر عن الاختيارات النهائية التي ستشارك في كأس أمم إفريقيا.
وكان الجدل الأكبر حول استبعاد معز حسن وهو الأمر الذي وجدته الرياضية فرصة ليكون حوار هذا الأسبوع مع الحارس السابق للنادي البنزرتي أحمد بورشادة ليعطي رأيه حول القائمة التي أعلنها ابن جهته وفريقه منذر الكبير وكذلك حول إستبعاد معز حسن ومحاور أخرى مهمة.
كحارس مرمى دولي سابق ما رأيك في استبعاد حارس النادي الافريقي معز حسن ؟
على المستوى المعنوي كان على الإطار الفني للمنتخب ألا يستبعد معز حسن فلا يمكن استبعاد أي حارس يخطئ بدليل الإبقاء على فاروق بن مصطفى فكل الحراس تمرّ بذلك..شكري الواعر أخطأ من قبل وهي ضرورية للتعلم منها لكن في المقابل لا يجب المبالغة في أمر استبعاد معز حسن فمستواه متوسط مثل بقية الحراس الآخرين ولا يوجد لدينا حارس كبير وأنا أدعو منذ سنوات للتركيز على مسألة ضعف مستوى الحراس وألوم على الجامعة أنها لم تستعن بالحراس الكبار السابقين لمحاولة تحسين مستوى الأسماء الحالية.
من هو أفضل حارس حاليا إذن بين كل الحراس؟
لا يوجد أحسن حارس في تونس حاليا كلهم متوسطون ولديهم نفس المستوى ولا يمكن اختيار واحد أفضل من البقية للأسف.
من هو آخر حارس كبير في تونس؟
دون أدنى شك شكري الواعر هو آخر حارس كبير في تونس وجاء بعده علي بومنيجل لكنه تميّز أكثر في احترافيته وحبه للعمل وانضباطه وهي أشياء عوضت ما ينقصه فنيا.. أما البلبولي فهو حارس عادي وكانت مسيرته عادية وللأسف تدفع الأندية ثمن التقليل من قيمة حراس المرمى رغم أن الحارس قد يصل حتى لنصف الفريق وفي فترات سابقة كان لكل فريق حارسان كبيران يتنافسان على مكان أساسي أما الآن فلم يعد هناك أي حارس كبير منذ شكري الواعر.
ما رأيك في الهالة الكبيرة التي أحاطت بحنبعل المجبري وهل تراها مبررة؟
قبل كل شيء هو يملك عقلية احترافية نادرة كنت أتمنى لو أنها متوفرة في ستة أو سبعة لاعبين آخرين مثله وهو يملك ثقافة كروية واضحة تدل على حسن التكوين مما يشكل درسا لكل المسؤولين في تونس في طرق التكوين الصحيحة بينما نرى اليوم كيف يتم تكوين الشبان عن طريق مكونين غير أكفاء وبطرق غير علمية في الأندية والأكاديميات الخاصة لكن مع هذا يجب الكف عن الحديث عنه بشكل مبالغ وتركه يعمل ويتطور لأنه لازال في بداية الطريق ولا يجب أن نبالغ كثيرا حتى لا يحيد عن الطريق.
بعد الوصول لنهائي كأس العرب هل مازلت عند رأيك بأن وديع الجريء هو من يضع تشكيلة المنتخب؟
أنا قلت انه يتدخل في التشكيلة والاختيارات لا بأنه يضع التشكيلة وهذا ليس خافيا على أحد.. فالوحيد الذي لم يسمح له بذلك هو فوزي البنزرتي وفي الحقيقة كل المسؤولين في الكرة التونسية يتدخلون في الاختيارات الفنية وهذا أمر يعلمه الجميع لذلك فإن كلامي عن الجريء تم فهمه بطريقة خاطئة.
مع هذا كان هناك استياء في بنزرت من بعض من اعتبروا أنك قللت بذلك من منذر الكبير فما ردك؟
لم أقلل من منذر الكبير بل له شخصيته وما حققه من نتائج مع المنتخب لم يحققه أحد في آخر عشر سنوات وله الفضل في تكوين مجموعة متجانسة متآزرة من اللاعبين لم نر مثلها منذ وقت طويل وهو المدرب المناسب للمنتخب حاليا أحب من أحب وكره من كره والنتائج التي يحققها هي الرد على كل “النبارة”.
هل هناك تقصير من وديع الجريء في تقريب اللاعبين القدامى من المنتخب؟
هذا مؤكد هناك تقصير كبير ومن العيب أن يتم استدعاء أجانب لمشاهدة النهائي ولا يتم استدعاء اللاعبين القدامى للمنتخب كما من العيب أن يتم افتكاك منزلنا من بين أيدينا لأن الجامعة هي منزل كل اللاعبين القدامى الذين قدموا الكثير للمنتخب.
ما هو الهدف الذي يجب أن يصل إليه المنتخب في كأس أمم إفريقيا ؟
أعتقد أن أقل نتيجة وجب أن نصل إليها هي لعب المباراة النهائية فالحلم الذي عشناه في البطولة العربية يجب أن يتواصل حتى وإن كان المستوى أعلى في كأس إفريقيا لكن التدعيمات ستجعلنا أقوى وأقل نتيجة ممكنة هي الوصول للنهائي.
ما رأيك في وضعية النادي البنزرتي حاليا ؟
الظروف المادية صعبة للغاية ويجب على الجميع الالتفاف حول النادي وأنا قلت لهم ان المهم ليس وجود الكثير من الأموال بل وجود ما يكفي لجعل اللاعبين مرتاحين نفسانيا وماديا لكن المشكلة ان الكثيرين يتحدثون كثيرا في الفايسبوك لكن لا وجود لهم على أرض الواقع وبقينا أنا وسفيان الحيدوسي نعاني قبل بداية الموسم وتصرفنا لجمع ما يمكن جمعه.
هل هذا تأكيد على الدور الكبير الذي قام به الحيدوسي وتجاوز مهامه كمدرب؟
هو “أرجل” مدرب من الممكن أن تجده وأنا في كل تاريخي الكروي لم أر مدربا صبر على ناد مثلما يفعل الحيدوسي فهو له ديون مستحقة ب185 ألف دينار ولديه حكم نهائي بخصم ست نقاط من الممكن أن يفعّله في أي وقت لكنه مع هذا ضحى بالكثير وساعد وتحرك في كل الاتجاهات بينما آخرون جالسون في المقاهي لا يقومون بأي مجهود وينتقدونه عبر الفايسبوك.
هذا يدعوني أيضا للحديث عن الاحتراف الذي تم تطبيقه والأندية تعاني ولا أدري إن كان وديع الجريء يعتقد أن أموال الجامعة رزقه الخاص مثلا حتى لا يساعد الأندية بعشرات المليارات الموجودة في حسابات الجامعة بينما تعاني تلك الأندية ماديا وبات مسؤولون مهددون بالسجن بسبب الشيكات وباتت أندية تجمع المال في المقاهي بسبب إغلاق كل السبل أمامها وهذا لا يمت للاحتراف بأي صلة.
كيف هي علاقتك مع يوسف الزواوي حاليا وهي التي كانت متوترة في وقت سابق؟
هي علاقة عادية بين مدرب كبير ولاعب سابق لكن في بعض الأحيان قد تصدر عني زلة لسان غير مقصودة أو يساء فهم مقاصد كلامي لكنه يبقى أخي الكبير وربما أغضب في بعض الأحيان عندما أتذكر أنه كان بإمكاننا التتويج بالقاب أخرى فقط.
ما في انتقاد نبيل معلول لمنذر الكبيّر ؟
كان على نبيل معلول أن ينقد نفسه أولا فهو لم يقدم شيئا مع المنتخب وأتمنى أن يصل يوما لأن يحقق نتائج مثل التي يحققها الكبير واطلب منه الكف عن هاته الأفلام لأنه نجح كلاعب لكنه لم ينجح كمدرب بينما نتائج الكبير مع المنتخب هي أكبر رد.
هل حقق النادي الافريقي الرباعية فعلا حسب رأيك؟
هذا مؤكد ولا يمكن تزييف التاريخ مثلما لا يمكن تغيير حقيقة أن النادي البنزرتي توج بأول لقب إفريقي في تاريخ تونس وهذه حقائق تاريخية لا تقبل الجدل ولا أدري لماذا أثار نبيل معلول جدلا عقيما بتصريحاته.
أي فريق تونسي سواء فاز بثلاثية أو رباعية سواء كان الترجي أو النادي الافريقي أو النادي البنزرتي أو غيرهم هو في النهاية إنجاز لتونس ويجب أن نفخر به جميعا بدل البحث عن جدل لا معنى له والعودة للتاريخ لخلق فتنة حول مواضيع انتهت والحديث عنها لن يضيف شيئا في وقت نحتاج فيه للنظر للمستقبل والبحث عن حلول للمشاكل الحالية للكرة التونسية.
هل كان يمكن لمسيرتك أن تكون أفضل؟
أكيد مسيرتي كان يمكن أن تكون أفضل لولا العقوبة التي تعرضت لها دون أي داع وكان يفترض أن أكون أنا الحارس الأول عام 1991 ثم الإصابة التي جاءت يوما قبل سفري إلى ألمانيا للتوقيع مع بوروسيا دورتموند وكان تلك ستصبح لحظة فارقة في مسيرتي