في ليلةٍ تاريخية لم تشهدها ملاعب كرة القدم البرازيلية من قبل، نجح حارس مرمى نادي فلومينينسي، فابيو، في تحطيم الرقم القياسي التاريخي الذي كان محصورًا في أيدي الإنجليزي بيتر شيلتون، ليصبح بذلك أكثر اللاعبين مشاركة في المباريات الرسمية في تاريخ كرة القدم للرجال. الرقم الجديد الذي سجله فابيو برقم 1391 مباراة، تحقق بعد انتصاره مع فريقه 2-0 على أميركا دي كالي يوم الثلاثاء الماضي.
مسيرة استثنائية على مر السنين
عند الحديث عن فابيو، نتحدث عن حارس مرمى نحت اسمه في سجلات كرة القدم بعد مسيرة احترافية مذهلة استمرت 28 عامًا، استطاع خلالها أن يسجل أرقامه القياسية. فابيو (البالغ من العمر 44 عامًا) بدأ مسيرته في أندية محلية صغيرة ليحقق ما هو أكبر، ليلعب في صفوف فرق عملاقة مثل أونياو بانديرانتي (30 مباراة)، و فاسكو دي غاما (150 مباراة)، و كروزيرو (976 مباراة)، وأخيرًا في فلومينينسي حيث لعب له 235 مباراة.
لقد قدم فابيو لكرة القدم البرازيلية العديد من اللحظات التي ستظل محفورة في الذاكرة الجماهيرية. أما عن اللحظة الأهم، فهي بلا شك عندما انضم إلى فلومينينسي في 2022، حيث بدأ رحلته مع الفريق على أمل كتابة فصل جديد في مسيرته، وهو ما تحقق فعلاً عبر حصد العديد من الألقاب، منها كأس سود أمريكانا، كأس ليبرتادوريس، وبطولتي تاكا جوانابارا وبطولتي كاريوكا.
اللحظة الأروع في حياة الحارس
عندما يتحدث فابيو عن اللحظة التي حطم فيها الرقم القياسي، يبدو أن الكلمات تعجز عن التعبير عن شعوره. ففي تصريحٍ أدلى به بعد المباراة، عبّر الحارس المخضرم عن امتنانه قائلاً: “ليس هناك كلمات تكفي للتعبير عن مدى سعادتي. هذا الإنجاز ليس فقط بفضل جهودي، بل بفضل الدعم الهائل الذي تلقيته طوال مسيرتي، وخاصة من عائلتي التي كانت حاضرة في هذه اللحظة التاريخية.”
وأضاف فابيو في حديثه عن شعوره بعد الوصول إلى الرقم القياسي: “إنه شعور رائع أن أحقق هذا الإنجاز وأنا أرتدي قميص فلومينينسي، الذي منحني الفرصة لتحقيق حلم طالما راودني. النادي فتح أمامي أبوابًا جديدة، وأنا ممتن جدًا له.”
فلومينينسي يكتب التاريخ بأحرف من ذهب
بلا شك، فابيو ليس مجرد حارس مرمى عادي في صفوف فريق فلومينينسي، بل أصبح رمزًا لتفاني الرياضة البرازيلية وعلو همتها. ما حققه من أرقام ونجاحات لا يعود فقط إلى موهبته، بل إلى الإرادة الحديدية التي جعلته في مقدمة التاريخ الرياضي، مسطرًا اسمه في سجلات الأبطال.
خاتمة سحرية
ومن داخل الملاعب التي شهدت تحدياته، وقفت العيون تراقب الحارس المذهل، بينما كانت الرياح تهب كما لو كانت تصفق له على كل خطوة، وكل تصدي، وكل فوز. فابيو هو اليوم أسطورة حية، ورقم قياسي جديد أضيف إلى تاريخ كرة القدم، ليظل اسمه في ذاكرة عشاق اللعبة في جميع أنحاء العالم.