في مشهد رياضي مهيب، يواصل البطل التونسي أحمد الجوادي كتابة التاريخ في بطولة العالم للسباحة المقامة في سنغافورة، محققًا إنجازًا استثنائيًا يُضاف إلى سجل تونس الذهبي. فبعد أن أهدى وطنه ذهبية سباق 800 متر سباحة حرة، عاد الجوادي ليُبهر الجميع مجددًا بإحرازه ذهبية سباق 1500 متر، ليصبح بذلك سادس سبّاح في التاريخ يحقق الثنائية في المسافات الطويلة خلال بطولة عالمية واحدة.
ذهبية 800 متر… بداية المجد
في 30 جويلية المنقضي أطلق الجوادي شرارة الإنجاز بفوزه بسباق 800 متر بزمن 7:36.88، وهو ثالث أسرع توقيت في تاريخ السباق، والأسرع عالميًا منذ عام 2009.
و تفوّق على الألمانيين سفين شوارز ولوكاس مارتنز بفارق مريح، مؤكدًا جاهزيته البدنية والذهنية و بهذا الفوز، أصبح الجوادي ثالث تونسي يحقق لقبًا عالميًا في السباحة بعد أسامة الملولي وأحمد الحفناوي.
ذهبية 1500 متر… تتويج جديد
و في 3 أوت، خاض الجوادي سباق 1500 متر أمام نخبة من أبطال العالم، أبرزهم الأمريكي بوبي فينك، حامل الرقم القياسي العالمي.
و رغم عدم تصدره السباق منذ البداية، أطلق الجوادي العنان لسرعته في الأمتار الأخيرة، متجاوزًا الجميع بزمن 14:34.41، ليصبح السادس أسرع سبّاح في التاريخ في هذه المسافة.
و بهذا الإنجاز، أصبح الجوادي ثالث تونسي يحرز ذهبية 1500 متر في بطولة العالم، بعد الملولي (2009) والحفناوي (2023).
و في تصريح مؤثر بعد فوزه، أهدى الجوادي انتصاره لصديقه أحمد الحفناوي الذي يمرّ بظروف صعبة، منتقدًا بعض الأصوات التي “ترى فقط النتائج ولا ترى الإنسان”. هذا الموقف الإنساني يعكس روح التضامن والوعي العميق الذي يتمتع به الجوادي، ليس فقط كبطل رياضي، بل كرمز إنساني ووطني.
و بفضل الجوادي، تحصد تونس اللقب العالمي الخامس في تاريخها، وتؤكد مرة أخرى أن أبناءها قادرون على المنافسة في أعلى المستويات. أحمد الجوادي، ابن العشرين عامًا، لم يعد مجرد موهبة صاعدة، بل أصبح أسطورة تونسية جديدة في عالم السباحة.