ضمن المنتخب الوطني للتايكواندوا أربع مقتعد في أولمبياد باريس 2024 ويعدّ هذا الانجاز تاريخي حيث حجز التايكواندو التونسي لأول مرة في التاريخ أكبر عدد ممكن من بطاقات التأهل الى الألعاب الأولمبية الصيفية ، ويتصدر التايكواندو التونسي أكثر عدد ممكن من الاعبين المتأهلين عربيا و افريقيا .
وكان التايكواندو التونسي قد حصل على ميداليتين أولمبييتين في الألعاب الصيفية بريو 20216 عن طريق أسامة الوسلاتي و البطل محمد خليل الجندوبي في اليابان 2020+1 ، وكان الرئيس الحالي للجامعة التونسية للتايكواندو الأستاذ محمد غنام مهندس هذا التتويجات صحبة ثلة من أعضاء المكتب الجامعي ، ولذلك أجرينا معه الحوار التالي :
حققت عناصرنا الوطنية انجازا تاريخيا غير مسبوق بتأهل 4 لاعبين إلى الأولمبياد، و أصبحت تونس تتزعم عدد الرياضيين المتأهلين ، فما هو سر نجاح تأهيل الاعبين دفعة واحدة؟
اولا يعتبر تأهل 4 لاعبين دفعة واحدة انجازا تاريخيا في رياضة التايكواندو و دافع معنوي كبير للمترشحين للاولمبياد و للمنتخب الوطني عموما و بهذا الانجاز تكون تونس البلد العربي والافريقي الوحيد و من منتخبات العالم القلائل الذي ترشح بالعلامة الكاملة باعتبار انه لكل بلد الحق في أربع مقاعد 2 ذكور و 2 ايناث فقط و الحقيقة انه و منذ سنوات تغيرت استراتيجية إدارة المنتخبات بالتركيز على صنفي الاصاغر و الاواسط لتطعيم المنتخب الأول بلاعبين لهم من التجربة و الخبرة ما يمكننا من استثمارهم في وقت وجيز .ثانيا و من أهم أسباب النجاح هو العمل بطرق علمية في التدريب و الحفاظ أكثر ما يمكن على الجو العام و تحييد المنتخبات و العمل كافة السنة في شكل معسكر و مراقبتهم اليومية بما يعزز انتماء اللاعبين للمنتخب و تركيزهم أكثر خاصة إذا كانت النخبة تنتمي لمعاهد الرياضة و الذي نطمح في حجز أكثر المقاعد فيه للنخبة لغاية انجاب أكثر ما يمكن من الابطال و توفير سبل النجاح إليهم.
رغم تغيير المدرب الوطني ، فإن العمل على المنتخبات الوطنية بدى في شكل تصاعدي، فهل هذه استراتيجية ادارة فنبة ام مكتب جامعي ؟
الأكيد ان التركيز على عمل المنتخبات هو الشغل الشاغل للمكتب الجامعي و للإدارة الفنية و اللذان يعملان في تناغم و تنسيق مستمر إضافة إلى العمل الاداري المرافق لهذا و بذلك رسم الاستراتيجيات مقرون بكيفية تنفيذها على أرض الواقع و مقترن كذلك بتوفير الدعم المالي خاصة و ان عدد الابطال الواعدين و القادرين على الحصول على نتائج عالمية أصبح متوفر باعتبار وجود المادة الخام لكن هذا لا يكفي بل رهين الاحتكاك و المنافسة المستمرة في التظاهرات الدولية و الذي أصبح مكلفا جدا نظرا لان أبرز هذه التظاهرات موجودة في أوروبا و آسيا و هذا يكلفنا مصاريف مشاركة باهضة خاصة مع هبوط سعر الدينار مقارنة باليورو و الدولار .
رسخنا أسس الديبلوماسية الرياضية في التايكواندو وانتظروا أبطالنا في أولمبياد باريس
كلما حلت المنتخبات الوطنية على بطولة دولية أو عالمية وشاركت فيها إلا وحصدت نتائج مذهلة، فكيف تقيم هذا المردود ،وهل يعود للاندية الوطنية نصيب ؟
الحقيقة و مقارنة بسنوات فاتت أصبح لتونس اسم مرموق على المستوى الدولي بشهادة عديد المختصين الدوليين في هذا المجال و هناك نتائج تاريخية سجلت و ابهرت العالم فمثلا المنتخبات الوطنية التونسية من الدول القلائل في العالم التي توجت في بطولة العالم 2022 ببلغاريا في كافة الأصناف أصاغر و أواسط و أكابر بمعدل 4 ميداليات عالمية في سنة واحدة و هو رقم قياسي لم تسجله رياضة التايكواندو سابقا و كذلك الحضور اللافت للمنتخب في دورات الجائزة الكبرى و هي من أكبر التظاهرات و التي يضاهي مستواها مستوى الألعاب الأولمبية فتتويج تونس بالمرتبة الأولى في دورة الجائزة الكبرى بالصين قبل كوريا الجنوبية و الصين البلد المنظم هو انجاز تاريخي بفضل ذهبية خليل الجندوبي و فراس القطوسي من ناحية اخرى هناك انجازات تاريخيةحققها التايكواندو التونسي مثل تربع البطل الأولمبي خليل الجندوبي على عرش التصنيف العالمي و الأولمبي لفترة طويلةو لحد اللحظة و الذي لم يحققه اي رياضي تونسي من قبل هو انجاز تاريخي إضافة إلى السيطرة المعتادة على المستوى العربي و الافريقي و كل ذلك يعدو فيه الفضل لله أولا و لجدية العمل صلب جامعة التايكواندو
دخل الرباعي المتأهل للأولمبياد في مرحلة الاعداد من خلال التربصات الدولية والاحتكاك بنجوم اللعبة، فماذا أعددتم لذلك؟
صحيح اننا دخلنا مرحلة الأمتار الأخيرة و هو مرحلة دقيقة تتطلب مزيدا من التركيز و دقة اختيار البرنامج الفني و هو ما نعمل عليه الآن خاصة مع تواجد المدرب الأجنبي الذي قدم إضافة خلال هذه المدة و قد بدأنا العمل في الدخول في معسكر تدريبي في السعودية فيه افضل الابطال العالميين و الاولمبيين تليها مشاركتنا في الألعاب الأفريقية بما يتيح للاطار الفني فرصة للتقييم و مزيد الاستعداد
نلاحظ تقريبا في كل أسبوع تربصات على كل المستويات من مدربين ولاعبين وحكام، فما الجدوى منها؟
في الأصل اثبتت التجربة ان العمل الرعواني غير مفيد بل حاولت منذ رئاستي للجامعة على التركيز على الجانب العلمي و بناء مدربين يعملون بطرف صحيحة و ذلك بالتركيز على الأسس العلمية في التدريب و ذلك بتكثيف الدورات التكوينية بما يضمن لنا انجاب مزيد من الابطال المنتنافسين لحجز مكان في المنتخبات . ثانيا العمل على تطوير منظومة التحكيم أدى نهاية 2021 بمشاركة حكم تونسي في الألعاب الاولمبية و حكمة تونسية في الألعاب البارالمبية و هو انجاز تاريخي نتمنى أن يعاد في باريس 2024 و ذلك بدعم حكامنا على المستوى الدولي كما تجدر الاشارة الى وجود حكام تونسيين اخرين على المستوى الدولي لهم حضور دائم في جل التظاهرات الدولية المهمة و هو عامل صحي يفيد المنتخبات عند مشاركتها و يضمن بقاء اسم تونس على المستوى الدولي بعد ان ضمنا تمثيلية التحكيم على مستوى لجان الاتحاد العربي و الافريقي و الدولي كذلك .
في فترة وجودكم بالمكتب الجامعي تغيرت طموحات رياضة التايكواندو و أصبح يظاهي البلد المنشأ، فما هي إستراتيجية المكتب الجامعي في فتح تعاون على كل المستويات مع كوريا الجنوبية؟
الحقيقة ان العنوان البارز نشاط و عمل المكتب الجامعي هو التركيز على الديبلوماسية الرياضية التي أتت بنتائج مثمرة فاضافة على عديد الاتفاقيات المبرمة مع الاتحادات الدولية المهمة فإن أبرزها الاتفاقية مع المنظمة العالمية الكورية GTA و دعم الجامعة الدولية لنا فقد اثمر هذا التعاون التونسي الكوري نتائج إيجابية اهمها تنظيم الدورة الدولية Tunsian GTA open 2023 و كذلك و المهم الزيارة التي رافقنا فيها السيد وزير الشباب و الرياضة كمال دقيش لكوريا الجنوبية و التي التقينا فيها عديد من رموز الدولة الكورية اهمها رئيس الوزراء الكوري و مستشار رئيس الجمهورية الكورية الكلف بالامن و الاستراتيجيات إضافة إلى مقابلة وزير الشباب و الرياضة و السياحة و غيرهم من الشخصيات الوطنية و أعضاء مجلس النواب و هذا ساهم و بشكل كبير في النقاش حول التعاون في المجال الرياضي و الاقتصادي عموما . حيث و بمناسبة تنظيم الدورة الدولية GTA Open و بحضور وزير الرياضة كلن قد تقدم سفير كوريا بتونس و بايعاز من الحكومة الكورية بمشروع انشاء مركب ثقافي رياضي كوري تونسي و مشروع ضخم له انعكاسات إيجابية في تدعيم البنية التحتية للرياضة و توطيد العلاقات الديبلوماسية و اعتقد ان وزارة الشباب و الرياضة منكبة حاليا مع الجانب الكوري على دراسة هذا المشروع الذي نتمنى أن يرى النور .
من الالعاب الأولمبية 2016الى الألعاب الأولمبية 2024، كيف تعتبر هذه الفترة وماهي انعكاساتها على رياضة التايكواندو؟
لا شك أن رياضة التايكواندو لها تواجد مسترسل و تتويج على المستوى الأولمبي منذ 2016 بميدالية اسامة الوسلاتي و 2018 في الألعاب الاولمبية للشباب مع خليل الجندوبي و في طوكيو 2020+1 مع فضية خليل الجندوبي و الأكيد ان هذا الحضور انعكس ايجابيا على رياضة التايكواندو و على الرياضة عموما و بذلك أصبحت هذه الرياضة ثاني رياضة من حيث الإقبال بعد كرة القدم و نطمح في مزيد تحقيق النجاحات بدمجها أكثر في المجتمع التونسي الذي تقدر الاحصائيات ان 83% لا يمارس الرياضة و هذا معنى خطير يجعلنا نعاضد فيه جهود الدولة و وزارة الرياضة في دعم ثقافة ممارسة الرياضة . المهم اليوم ان رياضة التايكواندو أصبحت منتشرة في أنحاء البلاد و عززنا انتماء عائلة التايكواندو لهذه الرياضة و أكدنا ان نتائجها ليست وليدة الصدفة بل نتاج عمل جاد و مستمر نطمح ان نجني ثماره في باريس 2024 بإذن الله