17.9 C
تونس
29 أبريل، 2024
كرة قدم وطنية محترفونا بالخارج

سَعد بقِير: “جلال القادري كَذّابٌ.. وهذا الفرق بين ترجّي 2018 وترجّي اليَوم”

الرّياضية – وصال الكلاعي

في رصيده سبعة ألقاب جماعية كانت جميعها مع شيخ الأندية التّونسية، الترجّي الرّياضي التّونسي؛ لقبي دوري أبطال إفريقيا، ثلاثة تتويجات ببطولة الرّابطة المحترفة الأولى التّونسية، كأس تونس، والكأس الممتازة التونسية – السوبر التونسي.

واليوم هو ينثر سحره على الأراضي السّعودية مع فريقه السّعودي أبها منذ عام 2019 ليرتفع رصيده إلى ثلاثة مليون يورو. إذ سجّل هذا الموسم ثلاثة أهداف في تسع مباريات خاضها في الدّوري، كان الأوّل أمام نادي الهلال، ثمّ نادي النّصر فنادي الشّباب حيث قدّم تمريرة حاسمة أيضًا. ورغم الهزيمة في المباراة الأخيرة أمام نادي اتّحاد جدّة كان أفضل لاعبي فريقه على أرضية الملعب وتحصّل على تنقيط 7.5  من 10 حسب موقع سوفاسكور.

ورغم تألّقه اللّافت مع فريقه أبها في دوري روشن للمحترفين السّعودي الّذي يعجّ بكوكبة من ألمع نجوم السّاحرة المستديرة على المستوى العالمي على غرار البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيما وغيرهما من الأسماء الرّنانة في عالم كرة القدم، يغيب التونسي سعد بقير مرّة أخرى عن قائمة منتخب بلاده الّتي صدرت يوم الخميس 9 نوفمبر 2023. وقد يعلم سوادكم الأعظم السّبب، إلاّ أنّ منتخبنا الوطني يبقى دائما في حاجّة ماسّة إلى لاعب يحذق اللّعب بالقدم اليسرى كسعد.

وقد اخترنا في هذا العدد من جريدة الرّياضيّة محاورة سعد بقير محترف نادي أبها السّعودي للحديث عن تجربته الاحترافية في السّعودية، متى يمكن أن نراه مجدّدًا بقميص نسور قرطاج؟ وماهي خططه المستقبلية على المستوى الشّخصي؟

  1. كيف تقييم تجربتك في الدوري السّعودي إلى حد الآن؟

“أرى أنّ تجربتي في الدوري السّعودي جيدة إلى حد الآن – الحمد لله. فقد كان هدف الفريق الأول، حين قدومي، هو ضمان البقاء في دوري روشن للمحترفين وها هو الآن بين الكبار للموسم الخامس على التوالي. وبكلّ تواضع أعتقد أني قدّمت كلّ ما بوسعي من أجل الفريق ولم أدّخر جهدًا في سبيله البتّة. كما أني استفدت كثيرا على المستوى الشخصي من وجودي هنا في الدوري السّعودي. بل أتطلع إلى مستقبل أفضل بإذن الله مع فريقي.”

  1. أين تتجلّى الفوارق بين أجواء الدّوري السعودي والبطولة التونسية، سيما في ظلّ التّطور الكبير الّذي تعيشه الكرة السّعودية؟

“الفوارق شاسعة بين بطولة الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم التونسية ودوري روشن للمحترفين السعودي. ويتجلى ذلك خاصّة في الملاعب والبنية التحتية، النّظام والانضباط، جودة اللاّعبين، فلا يختلف شخصان أنّ للدّوري السّعودي رصيد بشري أفضل بكثير صراحةً من الدّوري التّونسي خاصة مع استقطاب السّعودية لأكبر نجوم العالم. فاليوم يزخر الدّوري السعودي هنا بثلّة من ألمع النّجوم الّتي احترفت اللّعب في القارة العجوز وكذلك في أفضل أندية القارة الإفريقية خاصة أندية الشّمال. فلا مجال للمقارنة اليوم بين الدوري السعودي والدوري التونسي من جميع النواحي، فالاختلاف بين البطولتين يتجلى في كافة التفاصيل وأدقّها.”

 

  1. الكثيرون يأملون في رؤية سعد في أحد الأندية الكبار في الدّوري السّعودي على غرار الهلال، الاتحاد أو النصر.. فهل سيتحقّق ذلك قريبًا؟  

“تسنّت لي فرصة الانتقال إلى أحد الأندية الكبار في وقت ما. لكنّني فضّلت البقاء في فريقي أبها، حيث وجدت الأجواء الّتي تناسبني في الفريق. وجدت راحتي في كافة الأمور فخيرت الاستقرار. كما أنّ مدينة أبها السّعودية تتميز بمناخ معتدل، على خلاف باقي المدن الّتي يتسم طقسها بدرجات الحرارة العالية، الّتي قد لا أتأقلم معها. ” الحمد لله لقيت جوي في أبها” فكل ما يحيط بي يمنحني الرّاحة حتّى أقدّم أفضل مستوياتي على الرّقعة الخضراء من الملعب وأفيد الفريق الّذي أنتمي إليه، لذلك لم أجد داعٍ لتغيير المكان.”

4. عدا مركز صانع الألعاب، خضت بعض المباريات في مركز الجناح الأيمن بل في مناسبات قليلة كنت مهاجمًا صريحًا.. أيّ هذين المركزين الأقرب إليك بعد مركزك الأساسي؟

“عدا مركزي الأساسي ألا وهو صانع الألعاب، أديت أدوارًا أخرى على الميدان في عديد المرات. فقد خضت مباريات في مركز الجناح الأيمن حيث تسنت لي حريّةً أكبر في التّحرك داخل الملعب. لكن يبقى مركزي الأساسي الذي أرتاح فيه هو صانع ألعاب.

ودائما أبقى على ذمّة المدرّب أينما أراد توظيفي على المستطيل الأخضر. فأينما احتاجني وجدني جاهزًا للّعب سواء في هذا المركز أو ذاك.”

5. ماهي الخطة الفنية الّتي تفضّلها فوق الملعب؟

” بالنسبة للرّسم التّكتيكي الّذي يناسبني هو خطة 4.2.3.1 أو 4.3.1.2 في مركز صانع الألعاب. وأعتقد أنّي قد أنجح أيضًا في مركز الجناح الأيمن.

لكن لطالما كنت ومازلت أحبّذ خطة 4.2.3.1 أثناء اللّعب في مركز صانع الألعاب.”

6. لو وُجّهت إليك الدّعوة، اليوم، لتعزيز صفوف المنتخب، هل كنت لتقبلها؟ ومتى قد نشاهدك بأزياء النّسور القرطاجنيّة مرّة أخرى، سيما أنّ الجمهور التّونسي مازال يطالب بدعوتك إلى الفريق إلى حدّ هذه اللّحظة؟

“ما من لاعب لا يتمنى تقمّص أزياء منتخب بلاده ويقف على الميدان إجلالاً لألحان النّشيد الرّسمي لموطنه. لكن بالنّسبة إلي أُغلق موضوع المنتخب تمامًا. فكما صرّحت في وقت سابق، مادام وديع الجريء رأس الجامعة وجلال القادري مدربًا للفريق لن يكون سعد بقير ضمن العناصر الوطنية أبدًا. وهو قرار شخصي قاطع اتخذته بنفسي عن قناعة تامة. فلي مبادئ وقناعات شخصية لا أستغنى ولا أتنازل عنها ما حييت. وليست نهاية الدّنيا إن لم أكن حاضرًا في كأس العالم أو في كأس الأمم الإفريقية. فالأهم عندي هو المبادئ والكرامة.

وبصريح العبارة أنا أمقت كلّ كذّاب. لن أنعم بالرّاحة إن تعاملت مع أحدهم وكان كذّابًا، مع كامل احتراماتي للجميع.  لن أعمل مطلقا مع مدرِّبٍ يغالط الرّأي العام ويكذب على كامل الشّعب التّونسي. ولست أتكلّم عن هوى بل كلّه موثّق عندي بالأدلة القاطعة، فلا أتهّم أحدًا سُدى.

ورُبّما أُدرجَ هذا الموضوع في الرّفوف وتمّ تناسيه، إلاّ أنّه عندي لم ولن يمرَّ. موقفي ثابت وأنا مصرٌّ عليه، لن أكون في منتخب يديره الثّنائي وديع الجريء وجلال القادري.”

7. “طير يا بقير” بصوت الشوالي.. ماذا تعني لسعد بقير؟

“طير يا بقير طير.. الأكيد أنها تعني لي الكثير. “الشامبيونزليغ” والفرحة الهستيرية التي نقلناها لكل النّاس وخاصة لجمهور الترجي الرياضي التونسي. والأكيد أنّه سيتذكرها الجميع لأزمان قادمة. “طير يا بقير طير.. تعنيلي برشا حاجات” ذاك الهدف كان في وقت مثالي. وهو من أهم الأهداف في تاريخ الترجي الرياضي التونسي وأحمد الله أنّه كان من نصيبي. وهو أيضًا من أهم الأهداف الّتي سجلتها في مسيرتي الكروية قاطبة.”

8. ما هو الفرق بين ترجي 2023 وترجي 2018، حسب رأيك؟ هل ترجّي اليوم قادرعلى النّسج على منوال فريق 2018 والتّتويج بدوري الأبطال؟

“في موسمي 2018/2019، كانت لنا مجموعة ممتازة جدًّا في الترجّي الرّياضي التّونسي. وللفريق، اليوم أيضا، مجموعة ممتازة وفقا لما شاهدته في السوبرليغ، الدوري الإفريقي لكرة القدم، فقد تابعت مشوار الفريق في المسابقة.

على الجميع أن يعي أنه هناك مباريات لا تُلعب بل تُكسب. فالفريق غير مطالب ببلوغ المثالية في الأداء في جميع المباريات. فالنتيجة هي الأهم. يجب إدراك السّبيل نحو تحقيق الفوز بالمباريات، وقد يكون ذلك دون تقديم الأداء المطلوب، حتى في أسوأ حالاتك يجب أن تعرف كيف تنتصر. وذلك هو الأهم، الفوز. “نتذكر في 2018 حتى كي نكونو مش في نهارنا نربحو الماتش وهذا إلي ينقص المجموعة الجديدة في الوقت الحالي.”

9. هل يمكن أن يعود سعد إلى الحديقة ب في يوم ما؟

“أكيد!

الباب مفتوح على مصراعيه للعودة إلى الترجّي الرياضي التونسي. فتلك دارنا الثانية. وأعتقد أنّي تركت انطباعا طيّبا في الحديقة ب. فإذا ما رأيت في نفسي القدرة على تقديم الإضافة إلى فريقي، أعود وبكل سرور.

وبهذه المناسبة أتقدم بكل عبارات الشكر والإمتنان للسيّد حمدي المؤدب، رئيس الترجّي الرّياضي التّونسي، الّذي كان أول من اتصل بي للاطمئنان على حالتي الصحيّة فور تعرضي للإصابة.”

10. بعد الاعتزال، وهو في المستقبل البعيد، هل تفكّر في دخول عالم التّدريب أم تخيّر وظيفة إدارية أم تفضّل الابتعاد تمامًا عن عالم كرة القدم؟

“علم الغيب عند الله وحده. لكن في الوقت الحالي أعتقد أني سأبتعد كل البعد عن عالم كرة القدم. فبنية شخصيتي لا تتماشى مع التسيّير في كرة القدم سواءً كان ذلك بالتدريب أو بتولّي منصب إداري.”

سعد بقير
آخر الأخبار