34.7 C
تونس
18 مايو، 2024
كرة قدم وطنية

وكيل الأعمال “معز الشابّي” لـ”الرياضية”: الترجي والنجم غير قادرين على منافسة كبار القارّة لهذه الأسباب…

 

حاوره: محمد علي

 

في هذا العدد من “الرياضية” اخترنا استضافة ومحاورة وكيل الأعمال التونسي المعتمد لدى الإتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” والذي كان فاعلا في أبرز الصفقات التي عقدها الأندية الكبرى في الـ20 سنة الأخيرة وكان عنصرا مهمّا في تسويق عدد من اللاعبين التونسيين خارج تونس. وقد كان اسمه مقترنا بالنادي الإفريقي في المواسم الفارطة بعد القضية التي كسبها ضد الأحمر والأبيض والمبالغ المهمّة التي تنازل عنها لفائدة النادي للمساهمة في رفعه لعقوبة المنع من الإنتداب في الميركاتو الصيفي المنقضي. “معز الشابي” تحدّث لـ”الرياضية” حول كرة القدم التونسية ومستقبل أنديتنا في المسابقات الإفريقية، وقطاع وكلاء الأعمال في تونس، وحظوظ الإفريقي بنسخته الجديدة وحقيقة التنازلات المالية وتفاصيلها في الحوار التالي:

 

في البداية، لو تحدثنا عن جديدك المهني، وما سرّ ابتعادك على أجواء الكرة التونسية في الفترة الأخيرة؟

في البداية أود أن أرحّب بكل قرّاء ومتابعي “الرياضية” وأشكركم على هذه الإستضافة عبر صفحاتكم. لقد قضّيت بعض الأيام في تونس في الفترة الأخيرة، وأنا الآن متواجد في روسيا من أجل حسم بعض التنقّلات الجديدة. بالنسبة للميركاتو الصيفي، اخترت على غرار عديد الوكلاء الإتجاه نحو المملكة العربية السعودية والحمد لله وفّقت في انجاز ثلاثة صفقات إلى حد الآن.

 

هل تعتقد أن قطاع وكلاء الأعمال في تونس أصبح مهدّدا بسبب الدخلاء في الميدان؟

في الحقيقة، لقد خضت في هذا الموضوع وتحدّثت كثيرا إلى زملائي الوكلاء في تونس والذين تواجدوا لمدة طويلة في السوق وفي هذا المجال. حسب رأيي، فإن الحل الأمثل لتنظيم القطاع هو إحداث نقابة خاصّة بوكلاء الأعمال المعتمدين لحماية القطاع من الدخلاء أو ما شابه ذلك… طبعا مع ضرورة اتخاذ سياسة واضحة من الجامعة التونسية لكرة القدم وخاصّة النوادي المحترفة بما أنهم الطرف الأهم في الموضوع حيث يجب عليهم التعامل فقط مع الوكلاء المعتمدين والرسميين.

 

كيف تقيّم الميركاتو الصيفي للأندية التونسية؟

حسب رأيي، فإن ميركاتو الأندية التونسية في الصائفة المنقضية كان محترما بقطع النظر على الأندية التي كانت ممنوعة من الإنتداب. لكن الأهم من كلّ هذا هو توفير الظروف المناسبة للاعبين الجدد للتأقلم في أنديتهم وإعطاء الإضافة المرجوّة والمنتظرة. وبحكم الظروف المالية لأغلب الأندية، فإنه لا يمكن القيام بإنتدابات خارقة للعادة. وسيكون هنالك تقييما أوليا لجميع الصفقات وفرصة التدارك وسط الموسم خلال الميركاتو الشتوي القادم.

 

من المرشّح حسب رأيك للحصول على لقب البطولة هذا الموسم؟

لو نتحدّث بمنطق الأرقام والإمكانيات المادية والإدارية، فإن البطولة ستلعب بين الأندية الكبرى التقليدية على غرار الترجي والإفريقي والنجم الساحلي، بما أن النادي الصفاقسي يعيش مشاكل إدارية وهذا ما قد يجعله خارج كوكبة المنافسة. بالنسبة للبطل، فإن الوقت مازال مبكّرا للحكم، خاصّة وأن الأندية الأربعة الكبرى دائما ما نجد ضمنهم نادي أو ناديين يمرّون بفترة انتقالية أو يغادرون السباق مبكّرا على الطليعة، ولهذا فلا يمكن التكهن بالبطل حاليا بما أن عددا من النوادي ستضع جهدا محترما في المسابقات الإفريقية. طبعا، وإن تحدث بلغة العاطفة والقلب، فأتمنّى التتويج للنادي الإفريقي هذا الموسم.

 

هل يمكن للترجي أو النجم الساحلي العودة للسيطرة على القارّة الإفريقية ومنافسة كبارها بشكل دوري؟

حسب رأيي فإن الترجي والنجم الساحلي لا يمكن لهم السيطرة على القارّة ومنافسة كبار إفريقيا، لأن نجاح هذه الأندية يتطلّب قواعدا واستمرارية وخاصّة موارد مالية هامّة واستراتيجية عمل وتخطيط على المدى البعيد بين 5 و7 سنوات على أقل تقدير. تاريخيّا، فإن الأندية التونسية التي برزت وتربّعت على عرش القارّة الإفريقية قد عوّلت على أبناءها خرّيجي مراكز التكوين بنسبة كبيرة، وذلك ما حصل مع الترجي في ألقابه الأخيرة، والنجم الساحلي في 2007 والنادي الإفريقي في 1991 -1992. يجب على الأندية العودة للتعويل على أبناءها والإهتمام بمراكز التكوين وتعيين مدرّبين مختصّين في تكوين اللاعبين الشبان. مثلا الترجّي لديه الإمكانيات المالية لكن ينقصه التخطيط على المدى البعيد، أما النجم فيتمتّع بمركز تكوين ولاعبين شبّان ممتازين لكن تنقصه الإمكانيات المادّية والإستقرار الإداري، أما بقية الأندية فعليها إعادة النظر في هيكلتها من جديد.

 

هل نجحت هذه الصائفة في عقد صفقات انتقال للاعبين تونسيين؟

لقد نجحت والحمد لله هذه الصائفة في عقد عديد صفقات الإنتقال في المملكة العربية السعودية، وفي فرنسا وروسيا وعدد من البلدان الأوروبية، ولم تعرف هذه الصفقات وجود لاعبين تونسيين لأنه من سوء الحظ مستوى اللاعب التونسي قد انخفض في المواسم الأخيرة مما جعل الأندية الأوروبية تخيّر عدم المجازفة وعدم التوجه للسوق التونسية، وهذا ما يتأكد عندما ننظر إلى وجهة اللاعبين التونسيين في هذا الميركاتو والتي اقتصرت على البلدان العربية أو تركيا أوالمجر… وهذا في حد ذاته يعطينا فكرة على مستوى اللاعب التونسي.

 

ارتبط إسمك بجمعية النادي الإفريقي، ما رأيك في الإنتدابات التي قام بها النادي وماهي حظوظه في المنافسة على لقب البطولة؟

طبعا، النادي الإفريقي “أحنا ديما حمراء وبيضاء” وأتابع بشكل متواصل فريقي مهما كان موقعي الجغرافي. بالنسبة للإنتدابات التي قام بها الفريق، أعتقد أنها محترمة، الإمكانيات الفنية موجودة للاعبين الجدد، وأتمنى أن يكون المردود في مستوى انتظارات الأحباء. بالنسبة لحظوظ الفريق ومدى إمكانية منافسته على اللقب أعتقد أن هذا سيكون مرتبط أساسا بالإنتظام في المردود ومدى تناغم المجموعة مع بعضها البعض على الميدان. والأمر أيضا مرتبط بالمدرّب الذي عليه أن يحسن توظيف اللاعبين المتواجدين على ذمته للوصول بعيدا مع النادي وعليه إصلاح ما يمكن إصلاحه في الوقت القريب، وإن لم ينجح في ذلك فعلى الهيئة تغيير المدرّب لبث روح جديدة في المجموعة وإعطاء نفس جديد للاعبين لتقديم الإضافة والمستوى المطلوب على الميدان.

 

ما حقيقة تنازلك للإفريقي على مبالغ فاقت الـ3 مليارات، وما حقيقة النزاع والحملات التي طالتك في الفترة الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي؟

-يجيب ضاحكا- الموضوع تم تداوله لسنوات وسنوات (مايقارب ال10 سنوات)… صحيح، لقد قمت بعديد التنازلات في أكثر من مناسبة، حيث كان المطلب الأول 3.8 مليون دينار وبمحض إرادتي تنازلت لدى لجنة النزاعات بالفيفا وكنت حتى لآخر لحظة متنازلا ومتعاونا مع فريقي، رغم أنني كنت الوحيد الذي أتمتع بحكم بات ونهائي من قبل كل درجات التقاضي. وتنازلت مؤخّرا على مبلغ قيمته 125 ألف دينار. وحتى المبالغ التي سأتقاضاها فإن جزءا هاما منها سيكون مخصّصا لأتعاب المحامين وبعض الوكلاء الذين تعاملت معهم في بعض الصفقات المنجزة سابقا. بالنسبة للحملات أو طريقة تداول الموضوع عند البعض أعتبرها مضحكة بالمقارنة مع ماحصل فعلا على أرض الواقع ولهذا خيرت عدم الردّ في أغلب الأحيان.

 

في النهاية، أترك لك مجالا حرّا لختام هذا الحوار

في النهاية أتمنى أن تعود بطولتنا إلى مستواها المعهود، وملاعبنا الممتلئة بالجماهير، وأنديتنا في صحّة مالية جيّدة. يجب على السلطات أن تسرّع في تغيير القوانين التي قد تسمح للنوادي بالقيام بإستثمارات مالية بتغيير صبغتها إلى شركات ومؤسسات قائمة الذات. والأهم من هذا حسب إعتقادي، فإن المنتخب لايجب أن يكون الواجهة الأولى للبطولة التونسية لأنني أعتبره واجهة لا تعكس حقيقة مستوى البطولة التونسية بالنقص الموجود في البنية التحتية… على الجامعة أيضا أن تعيد ترتيب الأمور وفرض عقوبات بالمنع على الأندية التي تقوم بانتدابات بشكل يفوق امكانياتها المادية. يجب أن يتوفّر الحد الأدنى من الموازنات المالية للجمعيات قبل عقد صفقاتها… لكن قبل فرض هذه العقوبات علينا البدء بالإصلاح ودعم الأندية عبر القوانين والقرارات وهذا مشترك بين الجامعة وسياسة الدولة. هذا ما أتمناه للوصول لمستوى أفضل لبطولتنا نستطيع من خلاله تسويق لاعبينا وتتمتّع الجماهير الرياضية بمستوى كروي مميز.

آخر الأخبار