الرّياضيّة – أميمة الجبالي
بعد قيادة مستقبل المرسى إلى الصّعود للرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم ، حطّ المدرّب التّونسي لطفي القادري الرّحال بشبيبة العمران للمراهنة على تحقيق صعود تاريخيّ للشبّيبة للمرّة الأولى في تاريخ الفريق خاصّة لما يحمله المدرّب من تقاليد كبرى في قيادة فرق الرّابطة الثاّنية إلى الرّابطة الاولى ، و فيما يلي حوار مع المدرّب الجديد لشبيبة العمران لطفي القادري:
لماذا إنتهت التّجربة مع مستقبل المرسى ؟ هل هو قرار شخصي أم إداري؟
“خيار مغادرة الفريق كان ثنائي (شخصي و إداري) فمن أهدافي قيادة فريق للصّعود إلى الرّابطة المحترفة الاولى لكرة القدم ثمّ البحث عن فرق أخرى ، لأن أداء الفريق لا يتكرّر لموسمين متتالين بنفس التّحفيز و الأداء ، إلى جانب ذلك فأن لإدارة الفريق أهداف أخرى و تبحث عن بناء فريق لمستوى آخر بإطار فنّي جديد و إنتداب لاعبين جدد لتعزيز الفريق.
لم تكن لي رغبة في مواصلة المشوار و هو ما دفع الإدارة للتّفكير في البحث عن مدرّب آخر.”
هل قرارك الأوّل هو قيادة فرق الرّابطة الثّانية للصّعود ؟
“هذا القرار ليس “قاعدة” معيّنة أتّبعها ، أنا مدرّب محترف و أدرّب فرق الرّابطة الأولى و الثّانية لكن حسب خبرتي و “ذكائي” فإن المدرّب بعد نجاحه مع فريق ما يفضّل مغادرة الفريق لأنّه سيفقد الأجواء التّحفيزيّة و الرّغبة التّي يتمتّع بها الفريق في فترات القوّة التّي مرّ بها مثلا أُفضّل حاليّا مغادرة مستقبل المرسى و العودة بعد موسمين على أن أواصل قيادتها بعد الصّعود.
للأمانة تفتقد كرة القدم التّونسية سياسة الإستمراريّة فلم يسبق أن نجح مدرّب مع فريق ما لموسمين متتالين.”
هل كانت هناك عروض أخرى قبل إختيار قيادة شبيبة العمران ؟
“نعم ، تلقّيت عرضين من فريقين في الرّابطة المحترفة الثانية لكرة القدم و هما كل من التّرجي الجرجيسي و شبيبة القيروان و تلقيّت في نفس الوقت عروضا من الدّوري السّعودي و رغم أنّي خضت تجارب تدريبيّة سابقة في السّعودية إلاّ أن السّوق تغيّر اليوم فعلى المستوى المادي مثلا ، أجر المدرّب قبل ثلاث سنوات يُقسم اليوم على ثلاثة أجزاء ، فالسّوق السّعوديّة أصبحت من أكثر الوجهات التّي تستقبل المدرّبين التّونسيين ، و بالتّالي لم أتّفق مع العروض السّعوديّة التّي تلقيّتها فأنا أتّبع مبادئ خاصّة تتجاوز الماديّات طبقا لتجاربي السّابقة فمثلا تتّصل بعض الفرق بالمدرّب وسط الموسم الرّياضي و تصرف مستحقّاته الماديّة لفسخ العقد ، فمع بداية الموسم تتراجع السّوق السّعوديّة لكثرة المدرّبين لكن وفقا لنتائج الفرق وسط الموسم تسعى النّوادي للتّعاقد مع المدرّبين التّونسيين ، فقد تلقّيت في السّنة الفارطة عرضا من أحد فرق الدّوري السّعودي وسط الموسم الرّياضي و أرسلت لي إدارة الفريق العقد إلاّ أنّني إخترت مواصلة المشوار مع مستقبل المرسى.
بالتّالي شخصيّا هناك أسباب مبدئيّة منعتني من قبول عروض الفرق السّعودية التّي تلقّيتها بالتّوازي مع عرض شبيبة العمران لحفظ ماء الوجه و كرامة المدرّب التّونسي و الذي يحظى بسمعة خاصّة في الدّوريات العربيّة و هو من أكثر المدرّبين المطلوبين رغم أن بعض الزملاء “أسقطوا” القيمة الماديّة و التي تراجعت على سبيل المثال من 15 أو 16 ألف دينار إلى 5 أو 6 آلاف دينار و هو ما تسبّب في تراجع قيمة المدرّبين التّونسيين رغم أن البعض له الحقّ في ذلك و الذّي يقبل هذه العروض الماديّة لبناء التّجربة (خاصّة المدرّبين الجدد) بالتّالي أسعى أنا و بعض الزملاء للحفاظ على قيمة المدرّبين التّونسيين.”
كيف ترى تجربتك مع شبيبة العمران ، و ماهو المشروع الرّياضي للفريق؟
“مشروعنا الرّياضي و هدفنا الأوّل هو صعود شبيبة العمران للرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم ، قُدت سابقا أربع أو خمس فرق للصّعود و مؤخّرا مستقبل المرسى ، و لاحظت وجود رغبة كبيرة من إدارة شبيبة العمران و رئيسها لصعود الفريق للمرّة الاولى في تاريخه و إسعاد جماهير شبيبة العمران.
أكرّر دائما أن الفرق الاكثر تنظيما في الجانب المادّي على مستوى الموارد الماديّة و التعاهدات الماليّة مع الإطارات الفنيّة و اللاعبين هي التّي تطغى على المشهد الرّياضي التّونسي و القادرة على تحقيق الإنجازات ، بالنّسبة إلى شبيبة العمران كانت من أكثر الفرق المستقرّة ماديّا في الموسمين الأخيرين برصيد خالٍ من الدّيون إلى جانب موسم ممتاز في الفترة المنقضية ، و سأتّحمل مسؤوليتي الموسم القادم في قيادة الفريق إلى الرّابطة الأولى.”
ما هي رسالتك لجماهير شبيبة العمران ؟
“أدعو الجماهير للإيمان بقدرة الفريق و التّكاتف حوله ، العمل لن يكون فرديّا للطفي القادري أو الإدارة ، أحّب خوض التّحديّات و سنتشارك المسؤوليّة فريقا و جماهيرا لتحقيق المطلوب.”
ماهو رأيك في نظام المجموعتين في البطولة التّونسية ؟
“في الحقيقة أعترض على إعتماد هذا النّظام ، فالبطل يجب عليه أن يواجه كل فرق البطولة الوطنيّة ، فالأجواء الحماسيّة للبطولة تكمن في مواجهة كل الفرق وجها لوجه ، فمثلا بعض الفرق من مجموعة التّتويج و تفادي النّزول لا تعرف بعضها و لم تتواجه ، أعتقد أن سبب إعتماد هذا النّظام هو ضغط الرزنامة الوطنيّة لكن كل بطولات العالم تتميّز بالمنافسة و التي تكمن في أن يواجه الفريق المتوّج كل الفرق ما يضفي عامل التّحفيز على أجواء الدّوري و نتمنّى العودة إلى النّظام القديم في القريب العاجل.”