20.9 C
تونس
21 نوفمبر، 2024
اخبار متفرقة رياضات جماعية

الدّيون تثقل كاهل الأندية التّونسية وتهدّد المشاركات الإفريقية!

 

الرّياضية – وصال الكلاعي

شارف موسم 2022/2023 على النّهاية. وبدأت ملامح بطل الدّوري التونسي للموسم الحالي تعِنّ للجميع. فالنّجم الرّياضي السّاحلي هو الأقرب لنيل اللّقب. وللمركز الثّاني قد نجد النّادي الإفريقي أو الترجّي الرّياضي التّونسي، ومباراة الدّربي ستكون فاصلة بينهما أو الاِتّحاد الرّياضي ببنقردان أو الاتّحاد الرّياضي المنستيري، كلّهم معنيين بالمراكز الثّلاثة الأولى. أمّا لكأس الكاف فمن المنتظر أن يشارك الأولمبي الباجي، صاحب كأس تونس نسخة الهادي شاكر.  وصاحب المركز الثّالث من بطولة الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم.

وقد أعلم الاِتّحاد الإفريقي لكرة القدم الاِتّحادات المحليّة لكلّ بلد أنّ يوم 30 جوان الجاري هو الموعد النّهائي لإرسال قائمة الفرق المشاركة في المسابقتين القاريتين، ألا هما دوري أبطال إفريقيا وكأس الكونفدراليّة الإفريقية.

وتسابق الأندية المعنية بالمشاركة الإفريقية الزمن لتسوية وضعياتها وخلاص ديونها المخلّدة بذمّتها في كلّ النّزاعات مع لاعبيها أو مدرّبيها السّابقين.. لضمان المشاركة في المسابقتين القاريتين لموسم 2023/2024.

فالنّادي الإفريقي مثلا تصل قيمة ديونه لدى الفيفا إلى ثلاثة مليون دينار ونصف. علاوة عن ثلاثة مليون دينار ديون محلية وديون عاجلة. وجب تسويتها قبل 30 جوان 2023، لرفع المنع من الانتداب ثمّ ضمان المشاركة في المسابقة القارية الّتي سيترشّح لها. ولم تنجح هيئة السوسيوس إلاّ في ضمان ما يزيد عن مليون ألف دينار بقليل، إلى حدّ لحظة كتابة المقال، أي ما يعادل سُدس المبلغ المطلوب.

أمّا الترجّي الرياضي التونسي فهو الآخر يعاني هذا المشكل. فما زالت بذمّته خطايا نزاعات من الاِتحاد الدولي لكرة القدم، فيفا، بالإضافة إلى تكاليف تقاضي لدى المحكمة الرّياضية الدولية، “التاس”، وخطايا التّأخير على عدد من القضايا الصّادرة في حقّها أحكامًا نهائيةً صادرة منذ بداية عام 2023.

وكما ذكرنا في عدد سابق لجريدتنا، قُدّرت مديونية فريق باب سويقة بأربعة مليون دينار بالملّيمات التّونسية. ممّا أحاله على عقوبة المنع من الانتداب في الأيّام الخوالي وبالتّالي الحرمان من المشاركة الإفريقية في حال الترشّح لها وعدم تسوية وضعية النّادي.

أمّا بالنّسبة لصاحب لقب كأس تونس لكرة القدم، الأولمبي الباجي، الّذي من المنتظر أن يشارك في مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية، مطالب بدفع 700 ألف دينار قبل نهاية شهر جوان الجاري لضمان المشاركة الإفريقية، وفقًا لما صرّح به الكاتب العام للفريق، مراد الفرشيشي، لوسائل إعلام محليّة.

وأكّد الفرشيشي، في تصريحاته، أنّ هذه الدّيون لم تتراكم في الموسم الحالي 2022/2023 بل تخلّدت بالذّمة في الأعوام المنصرمة وسببها مدربين ولاعبين سابقين للأولمبي ووكلائهم. ومن أجل فضّ هذا الإشكال، ستحاول إدارة النّادي الاجتماع بسلطة الإشراف على الرّياضة التّونسية، وزارة الشّباب والرّياضة فضلا عن الهيكل المباشر للّعبة، الجامعة التّونسية لكرة القدم، لضمان مكانًا للباجيّة في مسابقة “الكاف” قبل فوات الأوان.

كما تفاوض إدارة بطل كأس تونس لكرة القدم الأطراف المقابلة في النّزاعات من أجل إيجاد الحلول المناسبة لهم والّتي تخدم مصلحة النّادي في هذا الأمر.

ورغم قربه من نيل لقب بطولة الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم لموسم 2022/2023، مازالت مشاركة النّجم الرّياضي السّاحلي في مسابقة دوري أبطال إفريقيا مهدّدة نظرًا للدّيون المخلّدة بذمّة النّادي. فوفقًا لعديد المصادر، توصّلت هيئة عثمان جينح إلى حلّ وسط مع جلّ الأطراف المتنازع معها، إلاّ أنّ اللّاعب حمزة لحمر أغلق أمام الهيئة النّادي كلّ سبل التّواصل أو تأجيل المفاوضات بخصوص مستحقّاته الماديّة لدى النّادي أو حتّى تقسيطها على أقساط.

وطالب حمزة لحمر دون سواه بتسلّم مستحقّاته كاملة وفي وقتها، وفقا لمصادر عديدة. وتبلغ قيمة مستحقات لحمر حوالي 520 ألف دينارًا تونسيًّا. وجب تسديدها قبل 30 جوان 2023.  ومن المتوقع أن يتوسط اللاعب السابق للنجم الرياضي الساحلي، زبير بية، بين الطرفين لإيجاد حل وسط في مصلة اللاعب والنادي معا.

الرأي القانوني

وفي السياق ذاته، حاورت الرياضية، أستاذ القانون الرياضي، المحامي أنيس بن ميم، الذي قال: “لوائح الكاف تفرض على الأندية تسوية وضعياتها في النزاعات الصادرة فيها أحكامًا نهائية قبل 31 مارس 2023. وانتهت المهلة الأولى في 30 ماي 2023 وتنتهي المهلة الثانية، الّتي منحها، الكاف للأندية، في 30 جوان 2023. وإن لم يسوِ الفريق وضعيته قبل هذا التاريخ يتم إقصاؤه آليا من المسابقات القارية ويختار الاتحاد المحلي فريقًا آخر مكانه، تتوفر فيه شروط المشاركة”.

وأضاف المحامي المذكور متحدّثًا عن المثال التونسي: “في تونس مثلا تم إعلام أندية مجموعة التّتويج الثمانية، بضرورة تسوية وضعياتهم للتأهّب للمشاركة القارية في الحالات الإستثنائية،وفقا للمعايير التي وضعتها الجامعة التونسية لكرة القدم”.

ووضح بن ميم كلامه قائلا: “فعلى سبيل المثال في مسابقة كأس تونس، نسخة الهادي شاكر، البطل هو الأولمبي الباجي. وفي حالة عدم قدرة هيئة الأولمبي الباجي على تسوية وضعية النادي وفض النزاعات قبل الآجال المحددة، يشارك الوصيف مكانه. والذي هو الترجي الرياضي التونسي، إلاّ أنّ هذا الأخير قد يتأهّل إلى أحد المسابقتين القاريتين بحكم مركزه في ترتيب الدوري مع مراعاة وضعيته المالية والقضائية.. وبالتالي يتم المرور للفريق الموالي وفقًا لمعايير الجامعة التونسية لكرة القدم”.

آخر الأخبار