أميمة الجبالي – الرّياضيّة
أضحت صفحات “الفايسبوك” و وسائل التّواصل الإجتماعي عموما في السّنوات الأخيرة تلعب دورا كبيرا في التأثير على إختيارات الأطر الفنيّة و ملامح التّشكيلة لخوض المباريات ، كما أسهمت هذه الصّفحات العديدة في ضرب العديد من اللّاعبين و التّي من المرجّح أن تكون صفحات مأجورة تديرها بعض الأطراف التي تسعى لبلوغ أهداف معيّنة بتوجيه الجماهير الرّياضيّة المستهلكة لوسائل التواصل الإجتماعي و تجييشها لخدمة لاعبين و ضرب الآخرين.
فهل من الممكن أن تسهم الهجمات الإلكترونيّة في زعزعة الإستقرار الإداري و الفنّي للفرق التّونسية ؟
مع تصاعد نسق المباريات و وتيرة مواجهات الرّابطة المحترفة الاولى لكرة القدم خاصة مع إنطلاق مرحلة التّتويج “البلاي أوف” لم تعد الوسائل الإعلاميّة فقط حاضرة بتأثيرها على المشهد الرياضي في تونس ، إذ أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي و خاصّة في الفترة الأخيرة تسلّط ضغطا كبيرا على الفرق التّونسيّة و خاصة على اللاّعبين ، فأصبح تجييش الجماهير ضدّ أطراف معيّنة ظاهرة تسود العديد من الصّفحات و التي أصبحت تؤثر على القرارات الإداريّة في التّعيينات ما تسبّب غياب الإستقرار صُلب إدارات الفرق.
لئن تُسهم الجماهير في دفع اللاّعبين في بعض المناسبات ، إلاّ أن موجات السخرية و الشّتم التي قد يتعرّض لها البعض تبقى الهاجس الأكبر للاّعبين ، داخل أسوار الحديقة “ب” مثلا ، عاش فريق الترجي الرياضي فترة صعبة بالخروج من دوري أبطال إفريقيا (من الدّور نصف النهائي) ، خسارة لقب كأس تونس أمام الأولمبي الباجي و إحتلال المركز الرابع حاليا ضمن منافسات مرحلة التتويج بعد عشر جولات ، فترة كانت صعبة على جماهير فريق باب سويقة الذّي شنّ حربا إلكترونيّة على المدرّب نبيل معلول ليقدّم إستقالته عقب مغادرة سباق الأميرة الإفريقية أمام الأهلي المصري ، الحملات الإلكترونيّة شملت كذلك كل من الحارس محمد صدقي الدّبشي لتراجع مستواه و المهاجم محمد علي بن حمّودة ، ما سبّب ضغطا على اللاّعبين لتُترجم فيما بعد هذه الحملات على أرضيّة الميدان ما يفسّر اللّقطات الإستفزازيّة المتواترة بين بن حمودة و جماهير التّرجي الرّياضي ، في المقابل إنتقدت الجماهير القرارات الفنيّة للإطار الفنّي السّابق بقيادة معلول الذّي غيّب كل من فاروق الميموني و زكريا العابد و غيرهم من اللاّعبين عن ملامح التّشكيلة الأساسيّة لتشهد الإختيارات الجديدة بقيادة الشّعباني تحويرا كاملا بمشاركة بعض العناصر الجديدة و عودة شرارة الأردني.
دور كلّ هذه الصّفحات و المواقع الإلكترونيّة لم يعد يقتصر على النّقد اللّاذع لللاعبين و المسؤولين بل أصبح “سوقا” للاّعبين المحترفين و إستعراض مهارتهم قصد دفع إدارة الفرق للتّعاقد معهم.
حمودة بن سليم :”الفايسبوك سلاح ذو حدّين”
و في هذا السّياق تحدّث الصحفي بقسم الرّياضة بالتّلفزة التونسية حمودة بن سليم للرّياضيّة :” الفايسبوك …و رغم انه نظريا أصبح يمثل عنوانا بارزا لما وصلت اليه البشرية من تقدم على مستوى حرية الرأي و التعبير الا انه لا يخلو من السّلبيات بما انه يمثل سلاح ذو حدين و ذلك حسب المستوى العلمي لصاحب المقال ففي كرة القدم و نظرا وان احباء اي فريق هم خليط من جميع المستويات فلا غرابة ان تتحول النعمة إلى نقمة و عوض التفكير بعقلانية أو بطريقة منطقية عن أسباب الهزيمة تجد المحب المتعصب اثر هزيمة فريقه .يتحول إلى رافض لأسباب الهزيمة و يحولها إلى شبه حرب على المدرب او ربما اللاعب الذي اخطأ بالقيام بنشرها في الفايسبوك و بسرعة يتضاعف عدد المتابعين و يتحول من مجرد رأي واحد ( على صواب أو على خطأ )…إلى مئات الالاف المتعصبة لتصبح في النهاية عبارة على حملة ضد الممرن او اللاعب “.
وتابع:”العكس بالعكس يعني لاعب يسجل هدف تحوله جماعة الفايسبوك إلى ميسى زمانه و في الحالتين سيتأثر المعني بالأمر سلبا او ايجابا والأدهى من كل هذا أن هناك من أصبح يستعمل الفايسبوك للإطاحة أو الانتقام من لاعب أو ممرن أو حتى من فريق بأكمله و خاصّة إذا كان غريما بطرق مشبوهة لا تخلو من الأكاذيب بما انه لا توجد رقابة في الفايسبوك وهو ما حول الفايسبوك في بعض الأحيان إلى أداة للتشفي و زرع المشاكل بأنواع عدّة و بطرق مختلفة وذلك حسب “خبث” صاحب المقال أو حتى دمغجته اذا كان متمكّنا من الدمغجة و التّلاعب بالكلمات فتنقلب الحقائق من النّقيض إلى النّقيض بالتالي صفحات الفايسبوك أصبح لها تأثير على كل الميادين و خاصّة الرياضية منها و قادرة على قلب الموازين في تسيير الفرق و على سبيل الذكر بإمكانها تعيين رئيس اي نادي أو الإطاحة به أثناء عملية الانتخابات لاختيار رئيس أي ناد و العملية أصبحت معروفة و يستعملها جل المرشحين وذلك بشراء صفحات تدعمهم و أخرى لضرب منافسيهم في فرنسا مثلا أغلق الفايسبوك أثناء الانتخابات الرئاسية وهذا فيه أكثر من دليل على ما لصفحات الفايسبوك من قدرة على التاثير و التضليل تصل حتى إعطاء نقيض الحقائق بالتالي الفايسبوك جاء من أجل هدف نبيل متمثلا في ان تصل حرية التعبير إلى أقصاها في كل أنحاء العالم وخاصة “العالم الثالث ” فإذا بها تتحول إلى نقيض هدفها و تصبح لعبة من أسوأ اللعب بما انها قادرة على ان تبث الإساءة وتتحول إلى أداة يستعملها أصحاب الأموال لتحقيق مبتغاهم و في جلّ الميادين دون استثناء و بما ان كرة القدم هي الاكثر شعبية فلا غرابة ان تكون الصفحات الخاصة بها اكثر تاثير على الفرق و اللاعبين و كل ما يخص عالم هذه اللعبة.”
و أضاف :”أيضا الفيسبوك لعب أدوارا إيجابية فعلى المستوى الأوروبي مثلا ماوقع لفينيسوس جينيور بسبب العنصرية كان له تأثير إيجابيا نظرا لتضامن جل اللاعبين معه وهو ما يعني ان الفايسبوك هو وسيلة بالإمكان توظيفها في الاتجاهين السلبى و الايجابي و النتيجة تكون حسب مستوى المدون ونزاهته و شخصيته و نواياه و في الحالتين يكون تأثير الفايسبوك واضحا.. “