الرّياضية – وصال الكلاعي
يقدّم الأولمبي الباجي هذا الموسم مستويات مميّزة توّجت مؤخّرًا بحمل الأميرة، كأس تونس لكرة القدم، بعد طريق وعرة بمحطّات كبرى، على غرار النّادي الرّياضي الصفاقسي والنّادي الإفريقي.
وتجاوز أخيرًا الترجّي الرّياضي التّونسي في المشهد الختامي الّذي كان الملعب الأولمبي حمّادي العقربي برادس مسرحه. إذ أهدى اللّاعب المتألّق، أسامة بوقرّة، الكأس لفريق عاصمة السّكر بهدفه في الدّقيقة 66′ من عمر اللّقاء.
واِختارت الرّياضية في هذا العدد محاورة مهندس هذا النّجاح، مدرّب الأولمبي الباجي، جمال خشارم.
ما هو تقييمكم العام لحضور الأولمبي الباجي في الموسم الجاري حتّى الآن؟
“فوزنا بكأس تونس لكرة القدم جعل من موسمنا موسما ممتازًا. سيما أنّ مباريات الكأس كلّها تقريبا كانت خارج الدّيار وأمام أندية كبيرة ولها تقاليدها في المسابقة.
الفوز بهذا اللقب كان له طعمًا خاصا بعد التّعب والظروف التي عشناها. حتى في منافسات البطولة، مرحلة التتويج تحديدا، مازلنا نقدم مستويات جيدة تتويجنا لم يكن صدفة البتة. بل كان نتيجة تحضيرا متواصلا وعملا جبارا
الأولمبي الباجي هذا الموسم أصبحت له كلمته بين كبار الأندية، وأذكر أنه عندما اِستلمت الفريق كان في ظروف صعبة للغاية في مرحلة اِنتقالية بعد تغيير الرّئيس والإدارة كلها. علاوة على خروج سبعة لاعبين والمشاكل المادية التي تحيط بالفريق ممّا أدّى إلى دخول اللاّعبين في الاضراب.. لكن بتضافر الجهود والعمل الدؤوب تم وضع المجموعة على السّكة الصواب وحدّدنا أهدافنا الّتي كان أولها كأس تونس لكرة القدم والوصول إلى أبعد ما يكون في مرحلة التّتويج. وبفضل من الله وتوفيقه تم تحقيق الهدف الأول، ألا وهو كأس تونس.
ولا يمكن أن ننسى أنّه بعد إحراز لقب كأس تونس، حصل نوع من التّراخي في صفوف اللاّعبين. وسببه كان النّشوة المفرطة باللّقب. مع تعالي أصوات السماسرة ووكلاء اللّاعبين منادين بالعروض والإغراءات لعناصر الأولمبي الباجي سيما أولئك الّذين تنتهي عقودهم مع نهاية الموسم.
البلاي أوف ليس كالمرحلة الأولى. إذ نُنافس فرقًا هدفها التّتويج باللّقب. تسلّمنا الفريق من نقطة الصفر. وضعت ومساعدي الخطّة التّدريبية اللاّزمة، عملنا بكدٍ وجهّزنا الفريق كما يجب. وها نحن نجني ثمار عملنا بعد التّتويج بكأس تونس، فذلك ليس من فراغ”.
ألم يكن بوسع الأولمبي الباجي المنافسة على لقب البطولة بعد بلوغه البلاي أوف؟
“بكل صراحة وواقعية لا يمكن لنا المنافسة على التّتويج ببطولة الموسم، فالبطولة تتطلّب نفسًا طويلاً، رصيدًا بشريًا ثريًا ومواردًا مادية تكفي الحاجيات. فلِحدّ هذه اللّحظة مازلنا نعاني مشاكلاً ماديةً. ومازال بعض اللّاعبون يطالبون بمستحقاته. ممّا يخفّض تحفيز اللّاعبين للفوز بالمباريات. ومع تتالي الإصابات ودعوة بعض العناصر لتأدية واجباتهم الدّولية، والفرحة المفرطة بعد تحقيق هدف الكأس تأثّرت الجاهزية الذّهنية للاّعبين رغم خطاباتنا المتواصلة في غرفة الملابس وأثناء التّدريبات.. ولا نتغاضى عن التّشويش الذي يسببه الوكلاء فيتشتّت تركيز اللّاعبين. خاصة إن كان اللاّعب في نهاية عقده، بل تعاقد بصفة أولية مع فريق آخر فيصبح متخوّفا من الإصابات..
الروح الانتصارية الّتي زرعناها في المجموعة بعد تسلمنا إياها تقلصت حدتها اليوم بالفعل، رغم العمل الكبير الّذي نقوم به على مستوى الجانب الاتصالي مع اللّاعبين. زد على ذلك الإصابات المؤثرة على غرار أغبوزو فضلا عن غياب لمين با وكومباسا. وتجلى ذلك في الهزيمتين أمام كلّ من الاتحاد الرياضي ببنقردان رغم أننا كنا الأفضل على أرضية الميدان.. والترجّي الرياضي التونسي الذي لم يسرق فوزه.. كان أفضل منا في الشوط الأول خاصة”.
ما هو رأيكم في دعوة جناح الأولمبي الباجي، أسامة بوقرّة للمنتخب؟
“أسامة بوقرة اِستحق فعلا دعوته للمنتخب الوطني التونسي. كيف لا وهو ثاني هدافي البطولة برصيد عشرة أهداف؟! بل يمكنه أن يكون الأول مع نهاية الموسم. إذ يملك بوقرة إمكانات فنية كبيرة ويقدم مستويات متميّزة في الموسم الحالي”.
هل كان الحارس أشرف كرير أجدر بدعوة القادري؟
“أشرف كرير حارس ممتاز وكان يستحق دعوة لتعزيز صفوف المنتخب الوطني التونسي، حسب رأيي. إذ قدّم موسمًا متميّزًا مع فريق عاصمة السكر، سيما في المرحلة الأخيرة من البلاي أوف. كرير قيمة كبيرة في الأولمبي الباجي. هو لاعب محترف ويُعَدُّ من “كوادر” الفريق. كرير لاعب غاية في الاحتراف وقائد بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
كيف تقيّمون الحارس الشّاب محمّد عزيز نصيبي؟
“محمد عزيز نصيبي حارس ممتاز وواعدٌ له مؤهلات وموهبة كبيرة ليعمل على صقلها والمستقبل مازال أمامه. هو متخصّص في ضربات الجزاء. وساعدَنا كثيرًا في مباريات كأس تونس. فكثيرا ما كان حاسمًا. ويوم ينال فرصته سيثبت جدارته ومكانته في مركز حراسة المرمى في تونس. وعمومًا في الأولمبي الباجي نملك ثلاثة حراس من أعلى مستوى ففضلا عن كرير ونصيبي نضم في صفوفنا حارسًا آخر له إمكانات محترمة، زياد الغانمي”.
هل سيواصل جمال خشارم مع الأولمبي الباجي أم هو بصدد دراسة عروض أخرى؟ وأين يصل طموحكم في عالم التّدريب؟
“لا أنكر أنّي تلقيت عروضًا تدريبية من تونس وخارجها. لكن لا شيء رسميّ إلى حدّ الآن. هي فقط مجرد اِتصالات. لكن حاليًا كل تركيزي على فريقي، الأولمبي الباجي. أطمح لتحقيق مسيرة مهنية كبيرة زاخرة بالألقاب والتتويجات، فعالم التدريب عالم شاسع. وكل يوم نتعلم أكثر. أحمد الله أنه في عمري الحالي، 41 عامًا، تمكنت من تحقيق لقبين، كأس تونس والدّوري السوداني، وأنا راضٍ عمّا حققته إلى حد الآن في بداية المسيرة. من البديهي أن أتلقى بعض العروض خاصة بعد تحقيق لقب الكأس. لكن ما يهم هو دراسة الخطوات القادمة بعناية حتى يرافق اختياراتي التّوفيق. أطمح أن يكون لي شأن كبير وبصمتي الخاصّة في عالم التدريب.”
هل تطمحون لتدريب المنتخب الوطني التّونسي؟
“طبعًا. تدريب المنتخب الوطني التونسي لا يسعه إلا أن يكون طموحًا بالنسبة لي. لكن أرجو أن يكون ذلك في الوقت المناسب”.
ما هي النّصيحة الّتي توجّهونها للاّعبين في الصّيف؟
“أهم شي هو نمط الحياة. فبعد نهاية الموسم، يجب على اللّاعبين الّتحكم في نمط عيشهم. يجب التنسيق مع مدربيهم والمعدين البدنيين. فبعد نيل قسط من الرّاحة عليهم العودة إلى التّدريبات الفردية تدريجيًّا حتى عودة النّشاط الكروي والتحضيرات الجماعية للموسم الجديد. وسيربح اللّاعب بذلك الكثير من الوقت”.