الرّياضية – وصال الكلاعي
عيّن الترجي الرياضي التونسي مساء السبت 27 ماي 2023، طارق ثابت مديرا رياضيًّا لفرع كرة القدم ورئيسًا للجنة الإنتدابات. وقد حاورت الرياضية في هذا العدد اللاعب السابق والمدرب حمزة الزكار للحديث عن المرحلة الحالية التي يمر بها شيخ الأندية التونسية وتوقعاته بخصوص مسار بطولة الرابطة المحترفة الأولى الموسم الحالي.
وقد قال الزكّار عن المرحلة الحالية التي يعيشها فريق باب سويقة: “ما أراه أنّ الترجي الرياضي التونسي ليس في أزمة، بل هي عثرة وسيتم تلافيها. وسيكون ذلك بمراجعة بعض الأومور صلب الفريق. فحتّى في الأيام الخوالي لو لم يتعرض أغلب ركائز الفريق إلى الإصابات ما اِنهزم الترجي الرياضي التونسي بتلك الطريقة وتلك النتيجة أمام الأهلي المصري في رادس على الأقل. والإصابات توالت جراء ضغط الرزنامة في شهر رمضان على وجه الخصوص، وتلك هي أقدار الفرق الكبيرة الّتي تنافس على أكثر من واجهة”.
وأضاف الزكار متحدّثا عن تعيين طارق ثابت: “وهاهي إدارة فريق باب سويقة تشرع اليوم بالفعل في الإصلاح وتنظيم عدة أومور ولعلّ أوّلها هو تعيين طارق ثابت مدير رياضي ورئيس لجنة إنتدابات لفريق كرة القدم. أعتقد أنّها خطوة محمودة. فيشهد الجميع لطارق ثابت بنظافة الأيدي وإتقان العمل والإنضباط. بل هو إبن النادي ويعي جيّدًا ماهية الترجي الرياضي التونسي. وأعتقد أن له عين ثاقبة في تقصي المواهب والقيام بإنتدابات تليق بقيمة فريق بحجم الترجي الرياضي التونسي. فتقريبا مشكل الفريق الأعظم في السنوات الأخيرة هو الإنتدابات فأغلبها لم تكن ناجحة لذلك تمّ التعويل على أبناء النادي في الأوقات العصيبة. وهو خطأ جسيم يضر بالجمعيات واللّاعبين الصّاعدين. فيجب أن يتم تصعيد لاعب أو إثنين على الأكثر في كل مرّة للفريق الأول حيث يتواجد اللّاعبين الكبار الّذين من واجبهم الإحاطة بالشبان نصحهم وإرشادهم. أي أن يجد اللاّعب نفسه في بيئة ملائمة للتطور كرويًا. أما أن يتكون نصف الفريق أو أكثر من اللاّعبين الشبان فسيجدون أنفسهم في فوهة المدافع أمام ضغط المنافسات وضغط الجمهور على حد السواء. فيتوه بينهما. لذلك أرى أن الإنتدابات ستكون قيّمة في ظل رئاسة طارق ثابت للجنة المعنية”.
“الشعباني الرّجل المناسب في الوقت المناسب”
وتحدّث الزكار عن عودة معين الشعباني لتدريب فريق الترجي الرياضي التونسي، قائلاً: “عودة الشعباني دون غيره داخل أسوار الحديقة ب هو قرار صائب جدا، حسب رأيي. فالشعباني إبن النادي ويعرف الفريق والمجموعة جيدًا وهو ما من شأنه أن يُكسب الترجي الرياضي التونسي الكثير من الوقت. ففي الظرف الراهن، لا وقت للمغامرة مع مدرب أجنبي يجهل خبايا الفريق”.
وأردف الزكار: “في المرحلة الحالية، التي تتّسم بانحدار رهيب لمعنويات الفريق بعد الهزيمة أمام الأهلي المصري والخروج من دوري الأبطال، يضطلع الشعباني بدور هام للغاية في ترميم معنويات المجموعة.
وتجلّى ذلك بعض الشيء في مباراة الترجي أمام الاتحاد الرياضي بتطاوين وتحديدًا في لقطة خروج محمد علي بن حمودة، حينما أقنعه بتحية الجماهير رغم ما أبدوه من غضب تجاهه.
فَزِد على مشواره السّابق مع فريق الدم والذّهب، اِكتسب معين الشعباني خبرةً أكبرَ وتعلّم الكثير بعد تجربة الإحتراف في الدّوري المصري الممتاز من بوابتي ناديَيْ المصري البورسعيدي وسيراميكا كليوبترا”.
هل حُسِمَ أمر البطولة؟
أجاب اللاعب السّابق والمدرّب، حمزة الزكار عن هذا السؤال. قال:”مازالت سبع جولات تقريبا على نهاية منافسات البطولة. لذلك مازال الحديث مبكّرا عن صاحب لقب هذا الموسم.
فتعادل النّادي الرّياضي الصفاقسي والنّجم الرّياضي السّاحلي في الجولة الأولى من مرحلة الإياب، خدم مصلحة الترجي الرياضي التونسي وكذلك النادي الإفريقي والاِتحاد الرياضي المنستيري. فتقريبا كل أندية مجموعة التّتويج مازالت معنية باللّقب. ومن يقول إنّ البطولة قد حُسمت بالفعل فهو لم يعرف كرة القدم في حياته”.
وأضاف: “وحتى لو فاز فريق جوهرة الساحل على نادي قلعة الأجداد يوم السّبت ما حسم أمر اللقب بعد.
إذ يتغير التّرتيب بعد بعد كل جولة تقريب. ومازال أمامنا سبع جولات كاملة للتعرّف على البطل. أعتقد أنّ الحسم سيكون في الجولة الأخيرة. وكل مباراة ستكون بمثابة مباراة كأس بالنسبة لكل الفرق”.
اللّقالق تحلّق واِتحاد تطاوين في نزيف النّقاط يغرق
يظهر الأولمبي الباجي بوجه مميّز في مجموعة اللّقب. فقد بات خصمًا عنيدا لكل منافسيه سيما في عاصمة السكّر، باجة. وقد تناول الزكّار هذا النقطة في حواره معنا. قال: “بالنسبة للأولمبي الباجي، كلّما كانت التحضيرات جيّدة كلما شاهدنا مستويات جيّدة. التحضيرات بدأت مع المدرّب محمد الكوكي ثم أخذ عنه المدرّب طارق جراية المشعل. ليقدم عملاً ممتازا مع فريق عاصمة السكّر. بل اِكتشف لاعبين ذوي مهارة فنية عالية. إذ يتّسم الأولمبي الباجي باللعب الجماعي وهو متكامل في هذه النقطة. إذ يخلو الفريق من الأسماء الكبيرة والنجوم. ويعوّل فقط على روح المجموعة. وهو ما واصل فيه وحافظ عليه المدرب الحالي، جمال خشارم”.
أمّا عن معاناة الاِتحاد الرياضي بتطاوين في البلاي أوف، فقد قال الزكّار: “تراجعت مستويات الاِتحاد الرياضي بتطاوين في مجموعة التتويج، نظرًا للمشاكل المادية الّتي يعاني منها ونقص التمويل. فتقريبا جل فرق الرابطة المحترفة الأولى، بإستثناء الأربعة أو الخمسة الكبار، تضنيها المشاكل المادية في آخر الموسم خاصّة. إذ تتراكم مستحقات اللّاعبين المتخلّدة بذمة الأندية. وبالتّالي يفقد اللّاعبون حماسهم وشغفهم في تقديم أفضل ما لديهم من إمكانات للفوز بالمباريات. بل يفقدون تركيزهم على كرة القدم ويصب تركيزهم على المشاكل المادية ومستحقاتهم غير المدفوعة. ذلك هو أعظم أسباب تراجع نتائج اِتّحاد تطاوين، على ما أظن”.