23.3 C
تونس
3 مايو، 2024
اخبار متفرقة رياضات جماعية

التّطبيع يضرب التّنس من جديد .. و الدّولة في سبات عميق !

يعود جدل التّطبيع في عالم الكرة الصّفراء إلى الواجهة من جديد .. فبعد حادثة دخول لاعب إسرائيلي إلى الأراضي التونسية سابقا و تدخّل الدّولة بتوبيخ وزيرة الشباب و الرياضة السابقة سنية بالشيخ ، نعيش اليوم على وقع سابقة فريدة في الرياضة التونسية ، إذ شهدت الدورة الدولية للتنس (أواسط) الأخيرة التي إحتضنتها العاصمة الكينية “نيروبي” مشاركة زوج – تونسي إسرائيلي – جنبا إلى جنب (التونسية غالية مزوار و الإسرائيلية دانيال غولدشتيان) ضدّ زوج إيطالي – طوغولي و إنتهت المقابلة بإنهزام الزّوج التونسي الإسرائيلي بتفاصيل (6-2 و 6-3) ، و في هذا السّياق إتّصلنا بالكاتب العام السّابق لجامعة التّنس هيكل الأخضر بحثا عن تفاصيل الحادثة.

ألا يمكن أن تكون اللّاعبة شاركت دون علم الجامعة؟

“التطبيع و اللّعب ضدّ لاعبين من الكيان الصهيوني جدل قائم بحدّ ذاته لم نحسم فيه بعد ، ووصلنا اليوم للحديث عن زوج تونسي إسرائيلي جنبا إلى جنبا و هو ما نشهده لأول مرّة ، أمام غياب سلطة الإشراف و لا يمكننا القول أن اللاعبة شاركت في المسابقة دون علم الجامعة ففي أي مسابقة دوليّة تكون الجامعة على إطّلاع قبل شهر أو ثلاثة أسابيع من إنطلاق فعاليات المسابقات الدوليّة بلوائح البطولة و قائمة المشاركين”.

ما سبب غياب التّوضيحات و مواقف سلطة الإشراف ؟

“لم نسمع أي موقف أو توضيح من الجامعة التونسيّة للتنس و وزارة الشباب و الرّياضة فهل نعتبر هذا تحدٍّ ؟ ما حصل هو سابقة فنحن لم نتخذ قرارنا بعد بخصوص اللّعب أمام منافسين من الكيان الصهيوني ، كان من الأجدر أن تتثبّت الجامعة من قائمة اللاعبين في هذه الدّورة و منع اللاعبة غالية مزوار من المشاركة في البطولة أو إستدعائها بعد المسابقة و معاقبتها.

نعيش اليوم تحت ما وقع ما يسمّى ب”صمت القصور” أمام الوزارة التي لم تصدر أي بلاغ أو تتخذ قرارا واضحا بشأن هذه المسألة و ألوم بالأساس الجامعة التونسية للتنس التي من المفترض أن تطلّع على قائمة المشاركين في أيّ دورة دوليّة تنضوي تحت الإتّحاد الدّولي للتنس” .

رغم تدخّل الرّئيس سابقا .. التّجاوزات متواصلة ؟

“نعم ، قام الرّئيس قيس سعيّد سابقا بتوبيخ وزيرة الشباب و الرّياضة و وزيرة الصحّة بالنيّابة سنية بالشيخ على خلفيّة دخول لاعب إسرائيلي و خوضه لمباريات بالأراضي التونسية ، وهناك لاعبون من الكيان الصهيوني يدخلون أرض الوطن بجوازات سفر فرنسية و أجنبية دون تثبّت الجامعة التونسية للتنس من هوّيتهم” .

لماذا تخليّت عن منصبك سابقا صُلب الجامعة؟

“جاء هذا القرار أساس بسبب الضغوطات النّفسيّة التي عشتُها ، فالجامعة التونسية للتنس تعيش سوء تصرّف و قمت بكشف حقائق و تجاوزات إذ أتوّلى منصب الكاتب العام للجامعة منذ 14 سنة وقدّمت إستقالتي ثم تراجعت عنها في الآجال القانونية لكنه تمّ طردي بسبب كشف شبهات فساد .

لم أمضي على صكوك تتعلّق بإسترجاع مصاريف تنقّل لمواكبة إجتماع المكتب التنفيذي و تم الإجتماع صلب المكتب الجامعي بخصوص هذا القرار، كما قمت بمراسلة سلطة الإشراف إلاّ أنها لم تحرّك ساكنا إذ كان من المفترض أن تجمّد سلطة الإشراف عضويّة المعني بالأمر إلى حين البتّ النّهائي .. لا يمكننا اليوم الحديث عن المحاسبة أو الشفافية أمام كلّ هذا الصّمت و التّعتيم.

كما أذنت الجامعة بإستخلاص و إسترجاع مصاريف كانت قد إسترجعتها من الإتّحاد الدّولي وهو ما يعتبر جريمة ، فأين تدابير و إجراءات سلطة الإشراف التي من المفترض أن تضمن حماية الوضعيّة المهنيّة للمبلغّ عن الفساد ..؟”

 

 

 

كيف تقيّم وضعية التنس ؟ و ماهي أبرز المشاكل التي تواجهها هذه الرياضة ؟

“يعيش التنس وضعيّة كارثية و مشاكل عميقة إذ تغطّي إنجازات أنس جابر الواقع الحقيقي لرياضة الكرة الصفراء في تونس.

وبعد أنس جابر ، تحتلّ اللاعبة شيراز البشري المركز 923 في التّصنيف العالمي ما يفسّر تدهور هذه الرّياضة بالتالي نعيش وضعية كارثية دون أي استراتيجية واضحة فالجامعة لم تعيّن مدير فني ل6 سنوات إذ تقتصر على مدرب مكلّف بالشّؤون الفنية .

بالنّسبة لفئة الرّجال يحتلّ كل من إسكندر المنصوري و عزيز دوقاز المراكز 242 و 363 عالميا في حين تقتصر جامعة التنس على مدربّان فقط للاشراف على النخبة و تقدّم منح ضعيفة تتراوح بين 500 و600 دينار للنوادي لتدريب نخبهم.

كما تُرصد ميزانيّة خاصة لللّاعبين لكنها تذهب لفئة واحدة ، عموما تعيش ريضة التنس لخبطة و خلط كبيران و سوء تسيير أمام غياب الاستراتيجيات لتطوير هذه الرياضة على المستوى القريب و البعيد فهل يعقل أن تنظم الجامعة دورات دوليّة بقيمة 40 ألف دولار ؟ (4 دورات) ، منطقيا البلدان التي تنظّم دورات بهذه التّكلفة الضّخمة ( الدورة الواحدة في حدود 150 مليون باحتساب التنظيم) تضمّ عادة لاعبين في المراكز 100 و 200 عالميّا لكنّ الجامعة التونسية تعيش ضغطا من الاتحاد الدولي للتنس ما جعلها مجبرة على قبول تنظيم دورات بهذه التكلفة لإرضاء الإتحاد الدولي ، من جانب آخر تنظيم مثل هذه الدورات لا يعود بالفائدة على التنس في تونس نظرا لتصنيف اللاعبات التي تلي أنس جابر ، و دورة الياسمين التي احتضنتها المنستير (فئة 250 نقطة) لا تمثّل رهانًا لأنس التي تخوض أساسا بطولات من فئة 500 و 1000 نقطة.

تمّ تنظيم دورة الياسمين المفتوحة للتنس بميزانية “أربع مليارات” من أجل الصّور و show أمام غياب الفائدة الفنية و الرياضية ، و حاولنا إقناع جامعة التنس بالتخلي عن تنظيم الدورة لتكلفتها الكبيرة التي تثقل كاهل الميزانية إلّا أنّها لم تقبل.

بالتالي تعيش رياضة التنس في تونس أساسا تحت وطأة سوء تسيير وغياب إدارة فنيّة و برمجة واضحة (إستراتيجيّات) فيما تغيب بدورها القرارات المشتركة صلب المكتب الجامعي أمام إحتكار التصرّف من المشرفين عن الجامعة”.

آخر الأخبار