11.9 C
تونس
22 نوفمبر، 2024
اخبار متفرقة كرة قدم وطنية

احتجاجات الأندية المتكررة على التحكيم ..هل هو ضعف الحكام أم نبذ للمنظومة ؟

الرّياضية – وصال الكلاعي

“..لم يبق شيء في كرة هذا البلد في زمن هذه المنظومة الفاسدة.. ولم يستوطن فيه دود العفن الأخلاقي و القيمي فما أتاه  المدعو نضال اللطيف اليوم في بنزرت في المباراة التي دارت خلسة بعيدة عن أعين العدسات لا يصلح فقط أن يكون إثباتا جديدا على  حالة التفسخ و الإنحلال القيمي  لمنظومة يعلم الجميع أنها ساقطة أخلاقيا و رياضيا منذ زمان بقدر ما يقيم الدليل على أن عناصر هذا الوفاق أصبحوا لا يخجلون في حربهم البشعة على هلال الشابة من التعري بكل قبح أمام الجميع.. و.. المجاهرة بكلّ وقاحة بما ينافي الكرة و الروح الرياضية  ..فهلال الشابة عندما رفض تعيين هذا الحكم لمباراة بنزرت ليس فقط لسوابقه الإجرامية في حق الهلال و ليس لأنه بينه و بين رئيس النادي قضية و ليس أيضا لأن  أعرافه رئيس الرابطة و رئيس “بؤرة التحكيم ” ينحدرون من أصول بنزرتية وهو عديم الشخصيّة  و ليس كذلك لأنه مطرود من شركة خاصة مالكها جيناته شابية و لكن خاصة لأنه من الحكام الذي يباعون بثمن بخس جدّا في سوق النخاسة التحكيمية لا يتعدى مقداره تأمين مكان في قائمة يقولون عنها “دولية” وهي التي  لم يعد فيها من العالمية غير الإسم و المسجلين فيها  لم يعد لهم بهكذا مستوى مكان  في “كان الأواسط ” أو حتى في الدورات النسائية ..

..كفاحنا سيستمرّ…  حتى إن باع الجميع دم الشابة في الجهر…”

بهذه الكلمات وأكثر.. عبّرت الصّفحة الرّسمية للهلال الرّياضي الشّابي عن موقفهم من الأداء التّحكيمي للحكم التّونسي نضال لطيف في مباراتهم ضدّ النّادي الرّياضي البنزرتي بملعب 15 أكتوبر بعاصمة الجلاء يوم الأربعاء 18 جانفي 2023، لحساب الجولة الأولى إياب من بطولة الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم. علمًا أنّ المباراة اِنتهت بفوز فريق قرش الشّمال بنتيجة هدفين نظيفين.

ولتفسير ما حدث في لقاء 15 أكتوبر ببنزرت تواصلنا مع كاتب عام جمعية الحكام التّونسيين، أمين برك الله، الّذي قال:  “بالنسبة لرأيي الفني، لا وجود لركلة جزاء. بل على العكس تماما، لاعب النّادي الرّياضي البنزرتي هو الّذي توجّه للاعب الهلال الرّياضي الشّابي وليس العكس. فلم يكن هناك لا دفع ولا جذب ولا عرقلة في منطقة الجزاء. وبالتّالي لا وجود لركلة جزاء.

وما أعيبه على الحكم أنّه لم يتحرّك باِتجاه الكرة حتّى تكون الرؤية أوضح بالنسبة له. فقد بقي جامدًا في مكانه بعد تنفيذ كرة الرّكنية ولم يتابع مسارها.

وألخّص الأمر في جملة واحدة ألا وهي أبعدوا الحكّام عن تجاذبات الجامعة والشابة. وأدعو كلّ الحكّام إلى عدم الاِنخراط في هذا الخلاف”.

وأكّد بركالله أن الحكام محرجون في إدارة المباريات الّتي يكون فيها الهلال الرّياضي الشّابي طرفًا. “للأسف الشّديد منا تكوي ومنا تشوي” على حدّ تعبيره.

وأضاف الحكم التّونسي: “لا يخفى على أحدنا أنه هناك مشكل واضح للعلن في مقابلات فريق الشّابة. فإن كان قرارك لصالح الهلال الرّياضي الشّابي قد تصبح عرضة للعقوبات. وإن أخطأت في حق الفريق ستتّم مهاجمتك بالانتقادات والبيانات والمنشورات الفيسبوكية. فقد أصبح كل قرار تحكيمي لصالح الفريق أو ضده عرضة لشتّى أنواع التّأويلات”.

ولم يتوقّف الاِحتجاج على الحكّام عند الهلال الرّياضي الشّابي، فقد نشر النّادي الإفريقي على صفحته الرّسمية فيسبوك يوم الجمعة 20 جانفي 2023، بلاغًا رسميًّا يحتجّ فيه على تعيين الحكم وليد الجريدي لإدارة مقابلته أمام الاِتّحاد الرّياضي المنستيري في أولمبي حمّادي العقربي برادس ضمن منافسات الجولة الثّانية إياب من بطولة الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم. وفيم يلي نصّ البلاغ: “تبعا لتجاهل لجنة التّحكيم بالجامعة التونسية لكرة القدم مراسلات رسمية من جمعية النّادي الافريقي ولثلاث مواسم متتالية وهيئات متعاقبة تعبر فيها عن رفضها لتعيين الحكم وليد الجريدي لمقابلات يكون فيها النّادي طرفًا.. تكون الهيئة المديرة مجبرة على إيصال صوتها عبر الصّفحة الرّسمية ولإنارة جماهيرها والرأي العام كافّة خصوصًا بعد ما تعرّض له الفريق من قرارات ظالمة أثرت على نتائج بعض المباريات الأخيرة.

وحيث أثبت الواقع أنّ هذا التّعيين ينتهي دائما باحتجاجٍ ناتجٍ عن الأخطاء المؤثرة التي يرتكبها الحكم المذكور وكانت سببًا مباشرًا في عقوباتٍ ظالمة للاّعبين ومسؤولين. وعليه تدعو جمعية النّادي الافريقي لجنة التّعيينات وكافّة الأطراف المتداخلة إلى الحياد واليقضة في بقية مقابلات البطولة الوطنية وتسجل إحتجاجا رسميًا على تعيين الحكم وليد الجريدي”.

التّحكيم الأجنبي ملاذ الجامعة

ليست المرّة الأولى الّتي يطرح فيها الحكّام التّونسيون إشكالا بعد قراراتهم التّحكيمية في المباريات سواءً كانت صحيحة أو خاطئة. فغالبًا ما تكون محلّ نقد وتقييم. بل ما عادت الأندية فما بالك بالجمهور التّونسي يثق في الصّافرة التّونسية البتّة. وأصبحت جلّ مكوّنات المجتمع الرّياضي التّونسي تطالب بالتّحكيم الأجنبي. كلّها براهين على اِنعدام الثّقة في التّحكيم التّونسي، الّذي تراجع مستواه في السّنوات الأخيرة وفقًا للخبراء وعديد التّقارير. ولعلّ أبرز دليل على ذلك هو غيابه عن مسابقة كأس العالم فيفا قطر 2022.

وأصبحت الجامعة التونسية لكرة القدم تحديدًا الإدارة الوطنية للتّحكيم واعية بجدّية الوضع. ولتفادي تأويلات قرارات الحكّام والأخذ والرّد بعد كلّ مباراة، سيما الكبيرة منها في البطولة المحليّة، عيّنت الإدارة الوطنية للتّحكيم حكمًا جزائريًا، مصطفى غربال، في مباراة كلاسيكو النّادي الرّياضي الصّفاقسي والتّرجي الرّياضي التّونسي في مرّة أولى وبعد تأجيله، تمّ تكليف طاقمًا تحكيميًّا مصريًّا بقيادة محمود البنا لإدارة اللّقاء، يوم الأربعاء 18 جانفي 2023. حاله كحال كلاسيكو رادس بين التّرجي الرّياضي التّونسي والنّجم الرّياضي السّاحلي، الّذي أداره المصري أمين عمر، يوم 12 جانفي 2023. وتمّ تجاوز الصّافرة التّونسية في هاذين اللّقاءين الكبيرين من بطولة الرّابطة المحترفة الأولى لكرة القدم.

الحكم أمين برك الله فسّر سبب هذه القرار، قال: “اللّجوء الي الصافرة الأجنبية، ما هو إلاّ قرار لاِمتصاص غضب الرّأي العام. فكما قلنا سلفًا هناك مشكل ثقة في الحكم والهيكل المسيّر للتّحكيم. ولئن كانت الصّافرة المحليّة مُتّهمة فإن الجمعيات والأندية ليست بريئة.

فالجمعيات متورّطة فيم يجري تُجاه التّحكيم التّونسي. فجلّ الجمعيات الرياضية يحاولون كسب ودّ الحكّام بل يبحثون عن إسم الحكم الّذي تمّ تعيينه لمبارياتهم منذ يوم الإثنين. وإن حصل وأخطأ الحكم ضدّهم يصبحُ مقصرٌ وغيرُ جديرٌ بالثّقة. وإن كان الخطأ يخدمُ مصالهم، يصبحُ ما اِقترفه مجرّد خطأ بشريّ”.

وختم أمين برك الله كلامه قائلاً: “صفوة القول إنّ الجمعيات نفسها لا تريد صلاح المنظومة التّحكيمية. إذ يعجبها بقاء الحكّام دومًا تحت الضّغط. ضغط الجمهور ورؤساء الجمعيات الّذي قد يكون أحدهم نافذًا.. لذلك أؤكد أن الجمعيات الرّياضية متورطة”.

حتّى الفار لم يشفع!

لم تسلم الصّافرة المحليّة من وابل الاِنتقادات اللّاذعة المشكّكة في نزاهتها وحيادها في جلّ المباريات تقريبًا، حتّى بحضور تقنية الفيديو في مرحلة التّتويج من الموسم الفارط. وقد قال برك الله في هذا الصّدد: ” رغم الأخطاء التي تخللتها، تجربة الفار، في السنة الفارطة، أنقذتنا من كثير الأخطاء الأكثر تعاسة. لكن تبقى تقنية الفيديو من أفضل الخطط الّتي اِتخذتها الجامعة.

إلاّ أنّ ما يتمّ التّرويج له أن البنية التّحتية هي السّبب الكامن وراء حرمان فرق البلاي آوت من اِستغلال الفار، هي محض تعلّة ومغالطة كبرى للرأي العام.

لأنه وقع إعلان إعتماد تقنية الفار في مرحلة التّتويج قبل حتى التعرف على الفرق المتأهلة إلى مجموعة التتويج. من قال إنّ الفرق المتأهّلة إلى مرحلة التّتويج كلّها تستضيف منافسيها في ملاعب قابلة لتركيز الفار.

وأتساءل لماذا لم تتم صيانة الملاعب منذ توقف نشاط البطولة في جوان المنقضي؟! لماذا لم تبدأ أنشطة الصّيانة إلاّ في سبتمبر. ولئن كان الفار هو الضامن لمبدأ العدل والمساواة، فلم يتم إستغلاله إلاّ في مرحلة التتويج دون غيرها. وفي هذه النّقطة يتجلّى ظلم أندية البلاي آوت.

اِستغلال تقنية الفار لم يكن على أسس صحيحة.. “أحنا نعملو حاجة عالعينين” ولعلّ أبرز نتائج ذلك أنّ الفيفا رفضت اِعتماد عامر شوشان وأسامة بن إسحاق والصّادق السّالمي على المستوى الدّولي وبالتّالي غياب التّحكيم التّونسي عن التّظاهرات العالمية على غرار مونديال قطر 2022″.

 

آخر الأخبار