تمكنت الجامعة التونسية للصيد البحري الرياضي من البروز في السنوات الاخيرة من خلال تتويجها في مناسبتين ببطولتي العالم و من خلال تنطيم أربعة تظاهرات دولية كبرى رغم امكانياتها المالية المحدودة رغم حداثة نشأتها بالمقارنة مع الجامعات الدولية العريقة.
فأين يكمن سر هذه النجاحات المتعددة والمتتالية وكيف تمكنت الفرق الوطنية من مزاحمة الفرق العالمية الكبيرة و السيطرة على صدارة التتويجات في الفردي والفرق؟
التقينا بالدكتور فتحي بيار الرئيس المؤسس للجامعة وطرحنا بعض الاسئلة لكشف لغز التطور المذهل لهذه الرياضة التي تمتلك قاعدة كبيرة في عدد من اختصاصات الصيد البحري خاصة أن السواحل التونسية تمتد على اكثر من 1300 كم .
الدكتور بيار لو تحدثنا عن فكرة تأسيس الجامعة التونسية للصيد البحري ؟
في البداية أود أن أقدم لمحة عن نشأة الجامعة وضروف تأسيسها سنة 2005 برفقة مجموعة من عشاق رياضة الصيد بالغطس كان لهم الفضل في طرح فكرة إنشاء جامعة تمثل الصيادين وذلك بعد نجاح دورة ” شوكة نبتون الدولية” التي كان يترئسها الدكتور شكري شقرون ورغم إختلافي معه في الأمور التسييرية فالفضل يعود إليه وللمجموعة الأولى التي طرحت الفكرة بجدية أمام وزير الرياضة السابق عبد الله الكعبي وبتدخل خاص من الوزير الأول السابق السيد محمد الغنوشي الذي آمن بالفكرة وتم تأسيس المكتب الأول بتاريخ 25 أكتوبر 2005 وبالمناسبة أترحم على بعض من فارقونا خلال هذه المسيرة وهم السادة رياض بوسلامة ، عزوز العماري ، العميد مصطفى درغوث ، محمد هلال ، ورياضيي النخبة باسم الفقيه ، وخالد بالحسن .
وأحيي كل الأعضاء الجامعيين في المكاتب السابقة وأعضاء الإدارة الفنية الذين ساهمو عبر هذه السنوات في تنمية قدرة التسيير وضحو بالكثير من صحتهم وأوقاتهم و أموالهم لنصل اليوم لما نحن فيه من نجاحات و أذكر بالخصوص السيد فوزي اللومي و نرجس التريكي ، رؤوف الرقيق ، حازم الغول ، جوهر الخذيري ، مالك بالحسن ، الدكتور فاروق بن منصور ، ماهر الجنحاني.
متى كانت أول مشاركة للمنتخب الوطني ؟
كانت أول مشاركة للفريق الوطني للصيد بالصنارة سنة 2006 بالبرتغال وكان ترتيبنا الأخير مما أجبرنا على توخي خطة دقيقة تم تنفيذها على مر السنين بالتشاور والتنسيق وتحت إشراف سلطة الإشراف وتمثلت في ضرورة إرساء بطولة وطنية قوية و تكوين طاقم فني وتحكيمي مختص على غرار ما يحدث بالبلدان التي سبقتنا منذ عشرات السنين وتكثيف المشاركات الدولية لكسب الخبرة والمهارات التي يتمتع بها أبطال العالم الذين سبقونا
كيف تمكنتم من الفوز والإمتياز على أبطال العالم ؟
الحقيفة توجد عوامل كثيرة هيأت لنا مناخ النجاح فقد قمنا بتقييم أسباب فشلنا في العديد من المناسبات و إستفدنا من تجارب الماضي وأصبح لنا نوع من النظج الرياضي المحترم في التسسير بإنظمامنا للمكتب التنفيذي واللجنة الفنية للجامعة العالمية للصيد البحري الرياضي و إبتعدنا قدر الإمكان عن التجاذبات السلبية التي ترهقنا و تهدر وتشتت طاقاتنا و وعملنا على تأسيس مكتب جامعي متجانس يجمع كفائات عالية في كل الإختصاصات التي تتبناها الجامعة وعناصره متناغمة فيما بينها وتمت المصادقة عليه بالإجماع من طرف الجمعيات التي بدورها تقوم بدور كبير لنتمية رياضة الصيد البحري الرياضي عبر إرساء برامج عملية و علمية يتم تطبيقها على أرض الواقع لصنع الأبطال …
تاريخ 27 جويلية 2021 قرار عزلكم من منصب مستشار برئاسة الحكومة كيف كانت عواقب هذا القرار على الجامعة التونسية للصيد البحري الرياضي ؟
قرار الإعفاء هو قرار سياسي بإمتياز توخاه رئيس الجمهورية السيد قيس سعيد و هو لم يشملني شخصيا إثر تقييم لمهمتي في القصبة بل شمل كل مستشاري والمكلفين بمأمورية بديوان المشيشي و طبعا كان لهذا القرار تأثير سلبي في علاقتي بوزارة الإشراف إذ تم في البداية خلط السياسي بالرياضي ثم تم تدارك الأمر جزئيا بتقديم المصلحة الوطنية على بقية المسائل ونحن اليوم نجني ثمار فصل السياسة عن الرياضة فقد تم رفع الراية الوطنية عاليا في جميع مشاركاتنا الدولية وأصبحت تونس في هذا المجال رقما صعبا وجب أن يقرأ له ألف حساب.
ماهي علاقتكم بالوزير كمال دقيش ووزارة الرياضة ؟
السيد كمال دقيش هو الوزير الحالي للشباب والرياضة ودوره ان يكون رئيسا لكل الجامعات بدون إستثناء ويعمل لإصلاح منظومة الرياضة بصفة عامة بعيدا عن الضغوات والخلفيات السياسية وتربطني به علاقة إحترام متبادل كما أنه أشرف بنفسه على حفل إختتام أهم تظاهرة رياضية إحتضنتها بلادنا هذه السنة منذ أيام بالحمامات وهي بطولتي العالم سيدات ورجال كما أن الجامعة في تواصل ومتابعة يومية مع وزارة الإشراف عن طريق الإدارة العامة للرياضة وإدارة النخبة و ديوان الوزير وذلك لدعم الفرق الوطنية التابعة للجامعة وتوفير سبل النجاح لهم .
إثر فوز تونس ببطولة العالم نشرت على حسابك الخاص تدوبنة مفادها ” تونس بطلة العالم سيدات ورجال فرق وفردي … شكرا لكم … يمكنني الآن تسليم مقود القيادة …” هل قررتم فعلا التخلي عن رئاسة الجامعة ؟
الجامعة التونسية للصيد البحري الرياضي جزء من حياتي ومن ماضي وحاضري ومستقبلي وأخذت من وقتي ومالي وصحتي الكثير على حساب عائلتي وأصدقائي ومهنتي ففيها تعلمت الكثير و قبلت التحديات واليوم أعتقد أنني برفقتي هذا المكتب الجامعي حققت جميع الأهداف التي تم التخطيط لها منذ سبعة عشرة سنة ففي وقت مضى كان أقصى حلمنا مجرد توفير مشاركة محترمة لمنتخباتنا في بطولة العالم أما اليوم فنفتخر بكوننا حققنا عدة ألقاب تاريخية ففي الغطس الحر تمكن بطل العالم الحالي وليد بوضياف من تحطيم الرقم القياسي العالمي رغم الإمكانيات الضعيفة المتوفرة لديه، وتمكن فريق الصيد بالغطس من التحصل على المرتبة الثالثة فردي وفرق خلال البطولة الأورو إفريقية التي تم تنظيمها ببنزرت في شهر جوان الفارط تحت إدارة الأستاذ فتحي جبالية واليوم تمكن الفريق الوطني سيدات ورجال من إعتلاء منصة التتويج بتحصلهم عن جدارة عل بطولة العالم فردي وفرق خلال مشاركتهم في بطولة العالم للصيد الرياضي من الشاطئ التي تمت بالحمامات تحت إدارة الدكتور نبيل الجلازي والتي سبقتها السنة الفارطة بطولة العالم لأكثر من 55 سنة والتي حطمت خلالها الجامعة كل الأرقام القياسية العالمية في نسبة التتويجات …
كل هذه النجاحات تلزمني أن أترك المشعل لمن يستحقه من بعدي خاصة وأن والنظام الأساسي للجامعة يمكنني من أن أواصل الدرب والنظال مع المكتب الجامعي في خطة أخرى خلاف الرئاسة والكيس من لا يضع كل بيضه في سلة واحدة …