25.9 C
تونس
19 مايو، 2024
اخبار متفرقة كأس العالم

علي الكعبي: “تونس تنجب عتّوقة أو الواعر مرّة كلّ عَقْدين

الرّياضية – وصال الكلاعي

عام 1978، على أرض الأرجنتين، حقّق المنتخب التّونسي أوّل فوز لمنتخب إفريقي في مسابقة كأس العالم. فقد فاز نسور قرطاج في المباراة الإفتتاحية لهم ضد المنتخب المكسيكي بثلاثية مقابل هدف وحيد. وكان الدّولي التّونسي السّابق، علي الكعبي، أوّل من بادر بالتّسجيل لصالح النّسور في الدّقيقة 55′ من عمر المباراة.

اِختارت “الرّياضية” محاورة علي الكعبي، أحد أبطال تلك الملحمة، لاعب الجيل الذّهبي الّذي قاد المنتخب التّونسي إلى أوّل مغامرة مونديالية في تاريخه.

علي الكعبي يحدّثنا عن المشاركة السّادسة لمنتخبنا الوطني التّونسي في نهائيات كأس العالم فيفا قطر 2022.

رَافَقَ صدور القائمة الّتي اِختارها جلال القادري لخوض منافسات المونديال أوبال من الانتقادات المنهالة على الإطار الفنّي للمنتخب. كيف تقيّمون الاِختيارات الفنّية للقادري في قائمة كأس العالم من وجهة نظركم؟

من البديهي أن تواجه الاِختيارات الفنية للمدرّب الانتقادات. فمن غير الممكن إرضاء الجميع لكن التّشويش على المنتخب الوطني في هذا الوقت الحسّاس هو المرفوض.

تيتي، النّاخب الوطني البرازيلي وما أدراك واجه هو الآخر اِنتقادات لاذعة على خلفية إقصائه لاعب ليفربول فرمينهو من القائمة المونديالية. لذلك هو أمر عادي ألاّ يتفّق الجميع على 26 لاعب.

هل تؤيّدون قرار النّاخب الوطني في دعوة أربعة حرّاس؟

بالنسبة لمركز حراسة المرمى لا يمكن أن تنجب الكرة التّونسي أمثال عتوقة أو شكري الواعر في كلّ الأزمنة. قد تظفر تونس بحارس مثلهما مرّة في عقدين من الزّمن على الأقل.

شخصيا كنت أحبذ الإكتفاء بثلاثة حراس فقط واِستغلال المركز الرّابع لدعوة لاعب في وسط الميدان أو في الهجوم أو حتّى في خط الدّفاع يقدم حلول إضافية على دكّة البدلاء أفضل بكثير. تقريبا كلّ المنتخبات المشاركة في المسابقة اِعتمدت ثلاثة حراس فقط.

وبما أنّه وقع الاِختيار على دعوة أربعة حراس مرمى فإنّي أوجه الدّعوة لحارس كبير ذو الخبرة لإفادة زملائه بخبرته وأدعو حارسًا شابًّا على غرار صدقي الدبشي، ممّا لا شكّ فيه، للتّعلم واكتساب الخبرة. بل أدعو أيضا لاعبان شابّان، أقلّه في القائمة، لاكتساب الخبرة وتحقيق الاندماج داخل المجموعة ومنه ضمان مستقبل المنتخب. وأكرّر وأشدّد أنّي أحترم الاِختيارات الفنيّة للمدرب.

وأُنوّهُ أنّ القادري قد قام بخطأ اِتصالي فادح، في مطار تونس قرطاج، عندما قال إنه ينتظر الإذن من التّرجي الرّياضي التّونسي لتبرير عدم دعوته للحارس صدقي الدبشي. أعتقد أنّه كان في غنى عن ذلك. كان بإمكانه تجاوز ذلك. فهو وحده من يتحمل مسؤولية ونتائج خياراته الفنية.

وإنّ ما بعثر أوراق الإطار الفنّي هي الماديات. فمنذ صدور قرار تقديم منحة عن كل لاعب يشارك في المونديال لفريقه، تبعثرت كل الحسابات وتقدّمت مصلحة الأندية على مصلحة النّجمة والهلال. المنتخب لا يترشح كلّ يوم إلى مسابقة كبيرة في قيمة كأس العالم. هو حدث يقام كل أربع سنوات وإن حقّق المنتخب التّرشح لخوض منافساته، حينها فقط يرفع نشيد “حماة الحمى” في التّظاهرة الرّياضية الأكبر على مرّ التّاريخ. ولا يخفى على أحد منّا أن التّرشح الأخير كان صعب للغاية ضدّ منافس محترم جدا كالمنتخب المالي. هي حقيقة لا يمكن إنكارها، لقد كنا محظوظون. ولو لا الاِنضباط التّكتيكي أمام النّسور المالية ما اِستقبلت الدّوحة اليوم النّسور القرطاجنية. ومادام قد رافقنا توفيق الله وفضله لما لا نكون يدًا واحدةً. يساند أحدنا الآخر ونتجند جميعا من أجل إعلاء المصلحة الوطنية. فقوة المنتخب التّونسي في روح المجموعة بالأساس.

نحن لا نملك جودة عالية من اللاّعبين وليس لدينا نجوم عالميين في الفريق لكنّنا نملك مجموعة متماسكة وهو ما تجسّد في دورة “كيرين” الوديّة التي أقيمت باليابان. السّر هو الاِنضباط التّكتيتي والتّضامن صلب المجموعة.

الهزيمة ضدّ منتخب السّامبا. قد تكون ربّ الضّارة النّافعة. صحيح أنّها صدمة قوية. لكن عساها تعيدنا إلى أرض الواقع للوقوف على نقائص الفريق ومراجعة الكثير من الأمور قبل الرّسميات. حاليا أتجنّب اِنتقاد المدرّب حتى لا أشوش عليه وعلى المجموعة قبل اِنطلاق الاستحقاق الهام الّذي في اِنتظارنا. رغم أنّي أتحفظ على اِختياراته الفنية. والمحاسبة لا تكون إلاّ بعد المونديال.

تمّ تسريب خبر الإستغناء عن خدمات ديلان برون في المونديال. وهو ما اثار ضجّة كبيرة على مواقع التّواصل الاجتماعي. وربّما إثر ذلك عَدَلَ الإطار الفنّي للمنتخب عن قراره بالتّخلي عن مدافع ساليرانتا الإيطالي وتمّت دعوته رسميًّا. فهل يستحقّ ديلان برون التّواجد مع نسور قرطاج في الدّوحة؟

بالنسبة لديلان برون، لقد حاد عن طريق الاِنضباط أمام منتخب البرازيل. بل ربما أراد بذلك تصفية حسابات شخصية على حساب مصلحة المنتخب الوطني..  كل لاعب معرض للإقصاء لكن برون بالغ في ردة فعله وهو ما دفع ثمنه زملائه برفع البطاقة الحمراء في وجهه وبالتّالي خسارة عنصر على أرضية الميدان أمام منتخب قويّ كمنتخب السّيليساو. وإنّ إقحامه من عدمه في مباريات كأس العالم هو رهين تقييم الإطار الفنّي تصرّفه على أرضية حديقة الأمراء يوم 27 سبتمبر المنقضي. لكن بالنسبة لقيمته الفنية هو من أفضل ما نملك من عناصر وهو متكامل مع منتصر الطّالبي، حسب رأيي. بل في كأس العالم روسيا 2018 كان من أفضل اللاّعبين التّونسيين. حتّ إنّه ساهم في تسجيل الأهداف.

تخوض عناصرنا الوطنية منافسات المجموعة الرّابعة من مونديال قطر، الّتي تضمّ المنتخب الفرنسي، بطل العالم 2018 والمنتخب الدّنماركي المتمرّس والكنغر الأسترالي الّذي يزخر بلاعبين ذوي مستوى فنّي محترم. كيف تقيّمون حظوظنا في المرور إلى الدّور الثاني عن هذه المجموعة؟

مفتاح العبور هو مباراة الدّنمارك. هي المواجهة ذات الأهمية القصوى.. يجب أن يتحلّى اللّاعبون أمام زملاء إيريكسون بالانضباط التكتيكي والرّوح العالية و” القْليب”. الدّنمارك منتخب ذو مستوى رفيع لكن تونس لا تخشى اي خصم.

تابعنا جميعًا الاِستعدادات في تربص السّعودية. لقد كانت على أعلى جودة. تحضيرات بدنية وفنية ممتازة دأبنا على مشاهدتها في المستوى العالمي العالي على غرار نوادي كبرى كريال مدريد الإسباني. لقد سُخِّرت كلّ ظروف العمل والرّفاهية في مدينة الدّمام السّعودية. ويحسب كلّ ذلك للمكتب الجامعي وعمله الدؤوب الذي وفّر كلّ ظروف النّجاح للعناصر الوطنية.

أعتقد أن الشّخصية والرّوح التّونسية ستمكننا من البروز بوجه مشرّف أمام منتخب الفايكينغ. رغم كلّ التّشويش الذي نراه حاليا. بل أن ذلك سينعكس إيجابيا على نسور قرطاج. بل سيزيد من دفعهم معنويا وتحفيزهم نحو تحقيق أفضل النّتائج. وآمل أن يكون المنتخب الوطني التّونسي مفاجأة المونديال السّارة بالنّسبة لنا.

امّا عن منتخب أستراليا فهم يلعبون على الطريقة الأنقليزية. يكثرون من التّدخلات العنيفة والاِلتحامات. وهذه الطّريقة، الأنقلوسكسونية، لا تناسب طريقة لعب المنتخب التّونسي لذلك أتخوف من هذه المواجهة أكثر من مواجهة الدنمارك.

بالنسبة للجولة الثّالثة أمام المنتخب الفرنسي، فستكون نتيجة المباراتين الأولَتين. بمعنى أنه إن كانت لنا ولو نسبة ضئيلة في التّرشح، فسيلعب اللاّعبون بكل ما أوتوا من قوة وطاقة لتحقيق الفوز والدّفاع عن حظوظهم في التّأهّل أمام الأدياك الفرنسية “الأولاد باش ياكلوا الحشيش”. وإن خرج النّسور من حسابات التأهل إلى الدور الثاني، لا قدّر الله، قبل مواجهة أبناء ديشامب في الجولة الثّالثة والأخيرة في دور المجموعات –نرجو ألاّ تكون الأخيرة للنّسور في المسابقة-  فلن يلعب اللاّعبون بالروح التونسية التي اعتدنا عليها والحماس المطلوب. لن يكون هناك أيّ دافع أوحافز لبذل المجهودات. عليا أن نتجنّب الهزيمة قدر الإمكان في المباراة الأولى مفتاح التّرشح. والتّرشّح منطقيا صعب. لكن عاطفيا نحن نأمل ذلك. صفوة القول، يجب أن نحارب من أجل حظوظنا ونقدّم أفضل ما في ذخيرتنا.

 

آخر الأخبار