الرّياضية –غاية التليلي
اختار المهاجم عصام الجبالي مواصلة مسيرته الرياضية في الدوريات الأوروبيات إضافة إلى تجربة خاطفة في الدوري السعودي لكرة القدم مع نادي الوحدة، فابن مدينة مجاز الباب، فضل الاحتراف وأصر على فرض نفسه في أوروبا رافضا العودة إلى البطولة التونسية ليؤكد أن العزيمة هي سر من أسرار نجاحه فرغم صعوبة المهمة فإنه رفض السير علي خطى عديد اللاعبين الذين فضلوا العودة إلى تونس مع أول المشاكل التي واجهتهم. وأصبح الجبالي لاعباً مهما في المنتخب الوطني يشارك معه في المباريات الأخيرة بانتظام مع سنوات من التجاهل ولكن تألقه في الدوري الدنماركي فرض على منذر الكبير ثم جلال القادري دعوته.
ماذا يمثل لك اختيارك أفضل لاعب في البطولة الدنماركية خلال الشهر الفارط؟
صحيح أن الجائزة لا تعتبر من أهم الجوائز في مسيرة أي لاعب، لكنها تمثل لي الكثير على الجانب المعنوي. هناك تنافس قوي ومن الصعب الظهور بمستوي جيد خلال أربع مباريات متتالية. هذا التكريم مهم بالنسبة لي في هذا التوقيت، كما أنني أطمح دائما أن أكون من أفضل اللاعبين في الموسم.
خضت 3 تجارب في دوريات أوروبية مختلفة ماهو الفرق بينها؟
مع انني لعبت في ثلاث دول اسكندنافية مختلفة وهي السويد الدنمارك والنرويج الا ان الفرق لا يعتبر شاسعا، فهذه الدول تتمتع بنفس العقلية التي ترتكز على المثابرة، العمل الجدي والتواضع. المرحلة الأولى بالنسبة لي كانت التعرف على الشعوب الاسكندنافية إضافة الى طريقة تعاملها ونمط عيشها. الحياة هنا تتميز باحترام الآراء والثقافات وهذا عامل مهم لأنه يسهل على اللاعب تقديم مردود ممتاز. أما على المستوى الكروي فلا يوجد فرق بين هذه الدول لكن الدنمارك تتمتع بأقوى وأحسن بطولة. اجمالا كل دولة لها نمطها الكروي الخاص وهدفها ان تكون أكبر مصدّر للاعبين. انا سعيد جدا كوني خضت تجارب في ثلاث دول مختلفة.
بما تفسر نجاحك في الدوريات الاسكندنافية؟
النجاح في هذه الدول مرتبط بالعمل. عندما يترك اللاعب دولته وأصدقائه وعائلته عليه التضحية. انا سعيد انني أقدم هذا المردود ولا أزال اسعى لتقديم الأفضل والمزيد. منذ قدومي الى هذه الدول كان هدفي هو النجاح.
هل توفرت لك الفرصة للانتقال الى دوري أوروبي اخر مثل فرنسا؟
بعد ان غادرت النرويج وتوجهت الى السعودية كنت حينها لاعبا حرا، كما انني تلقيت في تلك الفترة عروضا أخرى من اليونان، القبرص وفرنسا. لكن بعد ان لعبت في النرويج والسويد قررت ان اخوض تجربة بالدنمارك وهناك تأقلمت بشكل جيد. اخترت الالتحاق بالدوري الدنماركي لأنني اراه شخصيا أفضل دوري والبلدان الاسكندنافية.
هل فكرت في بعض الفترات في العودة الى تونس؟
حاليا مازال عقدي مع فريقي ممتدا لسنتين اضافيتين لكن في حال وجود عرض جيد قد اعود الى تونس. فكل لاعب يتمنى ان ينشط في بلاده والعودة الى جانب عائلته واصدقائه. شخصيا لا تزال طموحاتي كبيرة ولدي أهداف أخرى اريد تحقيقها لما لا مع بطولة أخرى ودولة أخرى. فانا لدي حب الاستكشاف وأريد تغيير الأماكن، إذا أتيحت الفرصة ما الذي يمنع لكي نرى عصام في البطولة التونسية؟
ماهو سر نجاحك في أوروبا قياسا بعديد اللاعبين الذين عادوا لتونس سريعا؟
ليس لدينا العديد من اللاعبين الذين احترفوا خارج تونس وظلوا يعملون هناك طويلا بسبب فرق المعيشة مقارنة بتونس والى جانب التكوين المختلف في كرة القدم. عادة ما يميل اللاعب التونسي لبلدان الخليج نظرا للتقارب الثقافي والعامل المادي اللذان لديهما دور كبير في النجاح في عالم كرة القدم. هناك العديد من اللاعبين تمكنوا من ترك انطباعا جيدا وفتحوا الأبواب للاعبين التونسيين اخرين. على الصعيد الشخصي، أعتبر نفسي من اللاعبين الذين يقدمون مردودا جيدا وهو ما يجعل الدول الاسكندنافية تفكر في استقطاب المحترفين التونسيين، والان ينشط 4 أو 5 لاعبين ونرجو أن يتزايد عديد اللاعبين في المواسم القادمة.
هل يمكن القول إن المشاركة في دورة اليابان الدولية كانت منعرجا في مسيرتك الدولية؟
نعم لقد كانت هذه التجربة منعرجا بالنسبة الي في مسيرتي مع المنتخب، فانا أقدم مستوى جيدا مع الفرق التي لعبت لها كما تجمعني علاقة وطيدة بالمنتخبات وفي نفس الوقت انتظر فرصتي للبرهنة على قدراتي. لقد نجحت في دورة اليابان في تسجيل اول هدف في مسيرتي الدولية في المباراة ضد اليابان وكذلك ضد منتخب الشيلي. هذه الدورة جعلتنا جميعنا نعمل في اريحية لتحضير لكأس العالم. ارجو ان ابرهن نفسي أكثر في الفريق وخاصة في كاس العالم في قطر
ـ كيف تحكم على التنافس في مركز قلب الهجوم في المنتخب؟
المنافسة حاضرة بقوة في المنتخب خاصة بوجود سيف الدين الجزيري ياسين الخنيسي ووهبي الخزري. مع اننا نشتغل جميعنا في مركز الهجوم فإن كل منا يتفرد بخاصية معينة. هذا الاختلاف يخدم المدرب لاختيار التشكيل الأنسب، المنافسة بيننا امر عادي نظرا لان المنتخب يختار أفضل اللاعبين في الساحة الفنية. ويظل هدفنا المشترك رفع راية تونس. لكننا نبقى في النهاية أصدقاء مقربين وتجمعنا علاقة اخوية فنحن نعرف بعضنا منذ الصغر. اتمنى التوفيق للجميع.
ـ ماهو تأثير الهزيمة ضد البرازيل على تحضيرات المنتخب الوطني؟
الهزيمة في كرة القدم امر طبيعي. كل مباراة لا يمكن أن تخلو من النقائص وكذلك من الإيجابيات. مباراة البرازيل كانت بالنسبة لنا بمثابة الاختبار. في النهاية اعتبرها فرصة جيدة للوقوف على إمكانيات هذه المنتخبات ذات المستوى العال مثل فرنسا والدنمارك، والتي سنواجهها قريبا. ارى ان هذه المباراة دارت في التوقيت المناسب وهي اختبار جيد للتونسيين. حاولنا مجاراة المنافس وارتكبنا أخطاء سنسعى لإصلاحها. بالنسبة الى الجانب المعنوي فقد استخلصنا العبرة من هذه المقابلة وهي ان نحاول ان نكون في أحلى جاهزية لكاس العالم.
ـ من هو المهاجم الذي تأثرت به في مسيرتك؟
لقد تأثرت منذ صغري بعديد اللاعبين وهو أمر طبيعي ويحدث مع كل لاعب، وقد كنت معحبا بالثنائي البرازيلي رونالدو دا ليما ورونالدينو اللذان اعتبرهما قدوة بالنسبة لي.
ـ كيف تحكم على تجربتك مع الوحدة السعودي وسبب رحيلك السريع؟
قصر مدة تجربتي مع نادي الوحدة السعودي يعود الى سرعة تغيير المدربين في الأندية السعودية. بالنسبة الي كانت التجربة جيدة، كما انني اعتبر ان الدوري السعودي هو دوري ممتاز. احصائيا لعبت 9 مباريات وسجلت 3 اهداف لكن بقائي سوى 3 أشهر في الفريق لم يكن كافيا للتأقلم بسرعة.
ـ شقيقك التحق بك في الدنمارك، فهل انسجم مع أجواء الدوري؟
عمر التحق بفريق اودينسي وهو لاعب صغير في السن يبلغ فقط 22 سنة. لعب اخي في الترجي الجرجيسي عندما كان ينشط في الرابطة المحترفة الأولى. حاليا يسلك عمر طريقه في نسق تصاعدي كما انه يحاول اجادة اللغة والتأقلم مع النادي، سيحاول في قادم الأيام ان يثبت قدراته ومميزاته على ارض الميدان.
ـ كيف تحكم على مسيرة شقيقك نافع؟
نافع لديه مكانة مميزة في تونس، لقد خاض تجارب في كبار النوادي التونسية مثل النجم الساحلي النادي الافريقي، النادي البنزرتي نادي حمام الانف والملعب التونسي كما انه شارك في المنتخب الأولمبي… مع الأسف لم يواصل نافع مشواره بسبب الأوضاع في كرة القدم التونسية على المستوى المادي. لكنه أدرك انه من الأفضل ان يغادر عالم كرة القدم ويلتحق بإدارة الاعمال. لقد كان في الماضي لاعبا ممتاز.